المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع ... ينتقد القناة الرياضية



رفحاوي
10 Jun 2003, 03:25 AM
المقال قرائته في وقته وقد اعجبني كثيرا و تذكرته حاليا وانا ارى اعلامنا الخائب ... فهذا المقال يسلي انفسنا لا غير ...
[HR]

نحن في حاجة إلى ما هو أهم من القناة الرياضية!!

جريدة الرياض - الكاتب : عبدالرحمن آل الشيخ

التاريخ: الجمعة 2002/10/04 م


منذ أكثر من عام وهذا الوطن وهذه البلاد وهذا المجتمع يواجه حمله إعلامية غربية شرسة جداً.. أخذت حماها تزداد يوماً بعد يوم منذ إن وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام الماضي..

ولم تتوقف هذه الحملات الحاقدة على هذه البلاد ومجتمعها فقط بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أكبر وأهم وأعظم منذ ذلك.. فقد طالت ديننا وعقيدتنا ومناهجنا العلمية وأخذت تلك الحملات تنعكس على فئات مجتمعات الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية.

وأمام هذه الحملات الإعلامية المتتالية فقد حاول إعلامنا المحلي جاهدا ووحيداً مواجهة تلك الحملات. ولكنها تبقى محاولات واجتهادات غيرمنظمة وغير فعالة لسبب بسيط جدا وهو أن هذه المحاولات ظلت أسيرة الموقع والحدود ولم تحاول الوصول إلى ميدان الحدث أو إلى التنافس أو إلى ساحة المعركة الإعلامية التي ظلت تحت سيطرة تامة من قبل تلك الحملات في كل الأوقات وفي كل الاتجاهات .

في الحاضر وفي المستقبل أصبح الإعلام سلاحاً فعالاً ومختلفاً في نتائجه وفي قوته لا يختلف عن أي سلاح آخر.. وإذا ما كان سلاح الإعلام على درجة كبيرة من الإعداد ومن التخطيط ومن التنفيذ في كل مقوماته فإنه سيؤدي دوراً له نتائج لا يستهان بها بطرق مباشره وغير مباشره وإذا ما أحسن استغلال الإعلام لأي مصلحة ولأي هدف فأنه يؤتي ثماره وخاصة إذا كان هذا الإعلام يدافع عن حق وعن عقيدة وعن وطن وعن بلاد.

من هنا ونحن في هذه البلاد نواجه حملات إعلامية منظمة فإنه كان من المأمول بل من الواجب أن نسعى للبحث عن وضع الخطط الإعلامية الكفيلة بمواجهة ذلك الإعلام الحاقد وأن ننقل هذه المعركة إلى ميدان التنفاس الحقيقي وبأي صورة وبأي أسلوب يحقق لنا على الأقل أفضل الدرجات من النجاح الذي يبطل أكاذيب تلك الحملات.

ونحن اليوم أمام هذا المطلب الأهم أكثر من ذي قبل بل ونترقبه بشغف من أجل مصلحة عليا.. نفاجأ بأن البشرى تزف وتتبادل عن افتتاح قناة رياضية محلية؟؟!! موجهة للرياضيين داخل هذه البلاد؟؟!!
غريب جداً.. ومحير أكثر.. ففي الوقت الذي كنا نترقب فيه إيجاد قناة إعلامية سعودية دولية عالمية باللغة الإنجليزية موجهة إلى تلك المجتمعات الغربية وندافع بها في وجه مثل تلك الحملات الشرسة. نتفاجأ بأن التلفزيون السعودي (يلغي)؟! بث القناة الثانية وهي القناة الوحيدة المحلية التي تبث باللغة الأجنبية وتخاطب أبناء تلك المجتمعات الغربية الذين يعيشون معنا في هذه البلاد وتحوّل إلى قناة رياضية محلية؟؟

- هل نحن في هذا الوقت بالذات في حاجة ماسة وعاجلة إلى إيجاد مثل هذه القناة الرياضية؟؟

- هل مشكلتنا الإعلامية العالمية الأهم هي مشكلة رياضية أم أنها مشكلة أكبر من ذلك تتمثل في إعلام مضاد يخطط للتأثير في مقومات هذه البلاد؟! إن أحداث عام مضي كانت لنا خير برهان وأعظم درس وأكبر تجربة تطلب منا أن نستفيد منها بل تفرض علينا أهمية نقل إعلامنا المرئي والمقروء والمسموع من المحلية إلى العالمية وذلك وفق إستراتيجية علمية مدروسة ومنظمة تكون قادرة على إزاحة وإزالة تلك الأكاذيب التي زرعتها تلك الحملات الإعلامية الغربية في أذهان وفي عقول أبناء المجتمعات الغربية عن عقيدة هذا الوطن وعن مجتمعه منذ أن وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي ولم نكن في حاجة إلى المزيد من وسائل الإعلام الرياضي الذي سيطر على أذهان أبنائنا وأشبع عقول شبابنا (حتى التخمة) من خلال هذه القنوات الإعلامية المتتالية.. فالرياضة السعودية ظلت تنعم وتحظى منذ زمن باهتمام إعلامي أكثر من غيرها من مجالات المجتمع الأخرى وذلك من خلال العديد من البرامج ومن القنوات الرياضية - ذات الهوية السعودية - وكذلك بعدد لا يعد ولا يحصى من الصفحات الرياضية وبصورة تنافسية من حيث (العدد) أيضاً وبأسلوب يمكن القول أن لا مثيل له في المجالات الأخرى. هذا بخلاف وسائل الإعلام الأخرى وجميع هذه وتلك نرى أنها وسائل كافيه وأكثر لخدمة الرياضة السعودية والرياضيين...

إن الإمكانيات والجهود التي بذلت من أجل إيجاد هذه (القناة الرياضية) أتصور أنه كان من الأولى أن توجه إلى جهد إعلامي ضخم مختلف يسخر لمواجهة مثل هذه الحملات ويكون وسيلة دفاع وتنوير ومضاد لأهداف تلك الحملات.

إننا اليوم في هذه البلاد في حاجة أكثر من ذي قبل إلى نقل إعلامنا من حدود المخاطبة المحلية البحتة إلى العالمية.. ونقله من مجرد إعلام ناقل ومكرر ومجتهد إلى إعلام فعال ومؤثر عالمياً يخدم بقوة هذه البلاد ويصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة الكاذبة التي يبثها الأعلام الغربي..

- إعلام يوضح لذلك الغرب صفاء ونقاء الدين الإسلامي الحنيف وسماحته لكل شعوب العالم...

- إعلام يخاطب الغرب بلغتهم ويتفاهم معهم بعقليتهم يحاور أبناء المجتمعات الغربية وخاصة الأمريكية الذين يعيشون برغد ويعملون بأمن وأمان في كل أرجاء بلادنا في شتى المجالات الطبية والعلمية ويجعلهم ينقلون حقيقة دين وعقيدة هذه البلاد ومجتمعاتها إلى أقرانهم في بلادهم؟؟.

إن إعلامهم يقول في كل مكان وإعلامنا يقول هنا فقط؟؟ وما بين تلك وهذه بون شاسع وحقائق ضائعة وحلقات مفقودة تحتاج إلى الكثير من الجهد لإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي.

إذا كانت الحاجة إلى إيجاد قناة رياضية كانت قائمة في الماضي فإن الحاضر والمستقبل يقول لنا ويؤكد علينا بأننا في حاجة أكثر وأكثر إلى قناة إعلامية دولية تسخر وتبذل لها كل الإمكانيات والجهود مهما بلغت تكاليفها أعلى قدر. فهذه البلاد لها مكانة مختلفة.. مختلفة.. وهذه المكانة تطلب منا بل وتفرض علينا أن نبذل الغالي في سبيل المحافظة عليها.. وهي مكانة يجب أن ترقى فوق كل الاهتمامات الأخرى...

للمراسلة: aabonaif@yahoo.com