المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ الحركة الاسلامية في أفغانستان، ودور العلماء وطلبة العلم في قتال الانجليز والروس



رهج السنابك
10 Jun 2003, 12:05 PM
خاص – المرصد الإعلامي الإسلامي - كتبه مولوي عبد الرقيب من تخار :

إن من فضل الله تعالى واحسانه العظيم أن وصلت الرسالة الاسلامية إلى بلاد العجم من بلاد العرب بعد شروق فجر الاسلام على جزيرة العرب وأضاءت بنور الاسلام أرض خراسان القديمة (إسم سابق لأفغانستان) وكان من فضل الله واحسانه العظيم على الشعب الافغاني وقتئذ أن رزقهم عقيدة التوحيد وتعاليم الاسلام الكاملة في جميع امور الحياة، ومع ظهورالحضارة الاسلامية في ديار الافغان قامت حركات ومقاومات اسلامية بقيادة العلماء والمشايخ الكرام لمكافحة ظلمات الجهل والعدوان وضد حملات قوى الاستعمار العالمي الطاغوتي وقد سجل التاريخ تلك الوقائع والبطولات عبر صفحاته المجيدة.

ومن جملة الحملات الاستعمارية في تاريخ الافغان حملات استعمار الامبراطورية البريطانية العظمى - في ذلك الوقت - وقامت الحركات الاسلامية بقيادة العلماء من الشعب الأفغاني بمكافحة ذلك العدوان ببذل كل ما يملكون من القوة والبطولات والجهود حتى فشلت تلك الحملات وانهزمت ورحلت بريطانيا عن ديار خراسان وقتئذ.

وبعد مداولة الدول قامت دولة اشد ظلماً والحاداً وهي إمبراطورية السوفيت الشيوعية ونجحت في احتلال اراضي أفغانستان بعد احتلالها لجميع اراضى المسلمين فيما وراء النهر ( نهر جيحون) واستطاع الروس احتلال البلاد عن طريق عملائهم من الشيوعيين الافغان الذين وصلوا إلى زمام السلطة بمساعدة الجيش الاحمر الشيوعي وطبقوا النظام الشيوعي عملياً على ارض افغانستان المسلمة فقام علماء الافغان المسلمون المخلصون الغيورون بإصدار الفتاوى الشرعية بفرضية الجهاد واعلان الجهاد المقدس ضد الروس الشيوعيين، ولبى الكثير من المخلصين والصادقين من أبناء الامة الاسلامية - على تباعد ديارهم - للمشاركة في قتال الروس الملحدين وعملائهم من الشيوعيين الافغان وقدموا تضحيات كبيرة بأموالهم وأنفسهم في الجهاد الافغاني. وقد سجل التاريخ الاسلامي عبر صفحاته بطولاتهم وتضحياتهم التي سطروها بدمائهم الزكية في سبيل الله .

وقام العلماء وطلبة العلم الافغان بالمشاركة بعد اصدار الفتاوى بوجوب الجهاد والقتال ضد الروس والنظام الشيوعي السابق في البلاد وبدأوا المشاركة والتضحيات كما قدموها من قبل امام الامبراطورية البريطانية السابقة، ومع الجهاد والقتال بدأت الهجرة وتعليم أحكام الدين الاسلامي الحنيف وامور الجهاد الشرعي وقام العلماء بدورهم في تربية واعداد طلبة العلم على الجهاد.

وكان لطلبة العلم في ساحات القتال مراكز وجبهات قتالية مستقلة لقتال الروس وعملائهم.

ومن جملة جبهات الجهاد لطلبة العلم الشرعي: جبهة معسكر نسيم أخونزاده بهلمند - جبهة ملا عدت - جبهة ملا محمد رباني - جبهة ملا نقيب ومولوي ارسلان في خوست - جماعة مولوي جلال الدين حقاني في بكتيا - جبهة مولوي نصر الله منصور في زرمت - وجبهة مولوي عبدالحكيم (شرعي) التي اشتهرت فيما بعد كجبهة مستقلة لطالبان في خوست - جبهة في كابل بقيادة ملا شفيع الله - جبهة بقيادة الحاج عبد الاحد - جبهة في كنر بقيادة الشيخ جميل الرحمن السلفي - جبهة في محافظة ننجرهار بقيادة ساز نور والمهندس شاه محمود - جبهة في شمال افغانستان بقيادة مولوي شهاب الدين الجوزجاني - في محافظة فارياب جبهة بقيادة مولوي قرة الفاريابى - في محافظة مزار ببلخ جبهة بقيادة مولوي محمد علم وغيره - وفي محافظة بدخشان بقيادة مولوي خرد مند - وايضا كانت هناك جبهات كثيرة اثناء الجهاد الافغاني في الولايات الاخرى من البلاد .

وبعد مرحلة الهجرة كان طلب العلم الشرعى والاهتمام بتربية الاطفال وأيتام الشهداء خاصة على اساس العقيدة الاسلامية وتنظيم صفوف الشباب وطلبة العلم من الامور الشرعية المهمة وقام العلماء بهذه المسئولية قدر استطاعتهم وكان دور العلماء والطلبة فعالاً في توعية الشعب الافغاني على اساس تعاليم الدين الاسلامي من خلال حلقات التعليم وتحفيظ القرأن الكريم.

وكانت ادارة تلك الحلقات من خلال منظمات اسلامية على رأسها: 1 – جمعية علماء وجمعية الطلبة الاسلامية 1359 إلى 1390 هـ 2 – جمعية طلبة اهل السنة والجماعة 1393هـ 3– إتحاد طلبة أهل السنة والجماعة في أفغانستان 1395هـ وغيرهم من المنظمات التي كان لها دور ريادي في التربية وإحياء الروح الجهادية لدى الشعب وجاءت بفضل الله تعالى وإحسانه بعد الجهود والمقاومة الطويلة نعمة النجاح والفتح من الله وهزيمة الجيش الشيوعي، وبدل من ان ترجع القيادات التي قادات الجهاد إلى الله شكراً على نعمة الفتح اختاروا طريق الاهواء النفسية والشقاق وارتكبوا اعمالاً غير شرعية تمكن الاستعمار من خلال تلك الانحرافات بوسائل شتى من زرع الخلاف وتغيير مسار الجهاد الافغاني من الفتح إلى قتال وعصبية قومية وحرب أهلية بين الاحزاب الجهادية السابقة المتنازعة على تقسيم السلطة، ووقفت القيادات الجهادية عاجزة عن إيجاد أي حل لتلك المصائب. ومع استمرار الحرب الاهلية تزايدت الخلافات بين القيادات حتى تسرب اليأس إلى قلوب الشعب الافغاني بسبب تلك الأوضاع. بعد أن انشغل طلبة العلم بتحصيل العلوم الشرعية في المدارس الدينية قاموا مرة ثانية مع بعض القيادات المخلصة لإعادة ثمرات الجهاد منها: الأمن وتطبيق الشريعة الاسلامية والعمل على إزالة الخلافات والامور الغير شرعية ومحاربة المفسدين .

كانت حركة الطلبة من كافة القوميات العرقية بشتون وطاجيك وأوزبك وتركمان وبينهم اتصالات وعلاقات دينية وعقائدية، وعقد جلسات تربوية وللمناقشات العلمية، وتم تنظيم طالبان بقيادة ملا محمد عمر واتصل بعض اركان الحركة من ولاية جلال اباد وكابل بعد فتح ولايات قندهار وزابل وارزجان لزيارة ملا عمر لأخذ المشورة منه واتصلوا بقيادة الحركة الرئيسيين مثل ملا محمد رباني ووكيل احمد متوكل، وكان الحوار حول احلال الامن والقضاء على قطاع الطرق والمفسدين وانهاء الصراع داخل البلاد ومحاولة اقامة دولة اسلامية وتطبيق الشريعة، وعلى اثر ذلك تم اصدار اوامر من قيادة قندهار الى سائر عناصر طالبان في الولايات وبعدها التحق كثير من الطلبة من داخل افغانستان ومن المدارس الدينية بباكستان الى حركة طالبان.

كان لحركة طلبة العلم (أي طالبان) مجلس شورى العلماء وكان يتكون من : شيخ الحديث عبد القدوس جان اخونزاده، وشيخ الحديث محمد نعيم اخونزاده (يقصد الافغان باسم اخونزاده من يعتقدوا ان نسبه لآل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) ، وشيخ الحديث مولوي عبد الرحيم، وشيخ الحديث مخدوم حسين، ومولوي فضل الرحمن (افغاني)، ومولوي قارى حبيب الله، ومولوي الشيخ محمد زكريا وغيرهم .

وكان من جملة الأعضاء والمسئولين في منظمة حركة طالبان: مولوي عنايت الله برهاني ومولوي عبد الشكور كامياب ومولوي عزت الله عارف ومولوي محمد رستم نورستاني ومولوي عبدالحكيم شرعي ومولوي عبد الباقي تركستاني ومولوي ضياء الرحمن مدني ومولوي عبدالهادي ومولوي نور الله نوري ومحمد ابراهيم ومولوي مخدوم عبد الله ومولوي ذبيح الله ومولوي عبد الصمد ومولوي خير الله حقاني ومولوي عبد الرحمن ومولوي نور جلال ومولوي عبد الغني وملا عبد السميع ومخدوم عبد الملك (لقب مخدوم يطلق على الصوفية في افغانستان) ومولوي عبد الخالق ونور حيدر ومولوي علامة الشهيد غورى .

وقد اتخذت حركة طالبان شكلاً تنظيمياً كالتالي : يديرها مجلس الشورى الأعلى لعلماء افغانستان من جميع الولايات، وتم تعيين مسئولو المحافظات والولايات من شباب الحركة المؤهلين شرعاً وأيضاً الدارسين للعلوم العصرية ، والتزم ابناء الحركة من طلبة العلم بالمشاركة في القتال رغم انشغالهم في تحصيل العلم، والتزمت الحركة بنشاطات في مجال الدعوة والارشاد والتبليغ وتنظيم صفوف الشباب لساحات القتال، واما الالتزامات المالية لحركة طالبان فاعتمدت على الشعب من خلال التجار واصحاب الاموال من الاغنياء وجمع الزكاة والتبرعات من مسلمى العالم التي كانت تقدم في سبيل الله. اما الولاة حكام الولايات فكانوا من طلبة العلم الشرعي، وبعد ان سيطرت طالبان على 95% من اراضي افغانستان قامت بإصلاحات جديدة في أمور التعليم والتربية والاهتمام بالأخلاق ومحاولة اعمار البلاد، ومحاولات للاصلاح الاقتصادي. وتم اعلان تأسيس الامارة الاسلامية في افغانستان وكان المسئولون في الامارة من كافة المحافظات وسائر القوميات العرقية الافغانية، واعلنوا حمايتهم للمسلمين المضطهدين في العالم وخاصة مجاهدي فلسطين والشيشان وكشمير، واستقبلوا المسلمين المهاجرين من بلاد ما وراء النهر - نهر جيحون - الذين فروا من الظلم الشيوعي الى افغانستان واعانتهم ماليا وعسكرياً، وتم الاعلان عن حماية المجاهدين العرب الذين شاركوا في الجهاد الافغاني منذ بدايته. وبعد حادثة 11 سبتمبر 2001 بدأت امريكا حملاتها واعتداءاتها على افغانستان لتسقط الامارة الاسلامية بتخطيط مشترك بين اعداء الاسلام من داخل افغانستان وخارجها، ولا زال الجهاد مستمراً ضد امريكا وحلفائها من الانجليز والروس الشيوعيين، ولازال للعلماء والمشايخ اليد الطولى في تحريك الشعب وطلبة العلم للجهاد المقدس ضد الاستعمار الجديد وحلفائه الى أن يزول وينهزم.. كما زال من كان قبله وانهزم .



المرصد الإعلامي الإسلامي

عاشقة الجهاد
11 Jun 2003, 02:42 AM
معلومات قيمه
لك مني جزيل الشكر على هذا النقل.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم