alazez1423
13 Jun 2003, 05:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شروط الانتفاع بالقرآن
بقلم الدكتور/ عبد العظيم بدوي
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) (ق:36-40).
يقول تعالى لمشركي العرب : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) ؛أي كانوا أشد منكم قوة، وأكثر أموال وأولاداً، فلما كفروا لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من شئ لما جاء أمر ربك، كما قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:6 – 14) لكل ظالم وكل طاغية وأن أمهلهم فلن يمهلهم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ). متفق عليه.
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)(الحشر:الآية2)(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُر * أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (القمر:43-46) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
قال العلماء: ذكر الله سبحانه في هذه الآية شروط الانتفاع بالقرآن والتأثر به . وقالوا تمام التأثير متوقف على وجود: المؤثر، والمحل القابل، وشروط لحصول الأثر، وانتفاء المانع.
فمثلاً: هذه الكهرباء السارية في هذه الأسلاك إذا أردنا الحصول على أثرها وهو الضوء، فلابد من توفر هذه الأمور الأربعة:
الأول: لابد من وجود المؤثر؛ وهو التيار الكهربائي، فإذا كان التيار غير موجود لا يمكن أن يحصل الأثر.
الثاني: لابد من وجود المحل القابل للأثر؛ وهو المصباح السليم الصالح.
الثالث: لابد من وجود شرط حصول الأثر؛ وهو أن تضغط على الزر المخصص لهذا الأمر.
الرابع: لابد من انتفاء الموانع التي يمنع وجودها من الحصول على الأثر؛ كوجود خلل بالأسلاك ونحو هذا.
فإذا وجد المؤثر وهو التيار والمحل القابل وهو المصباح الصالح، ووجد الشرط وهو الضغط على الزر، وانتفت الموانع من قطع السلك وغيرها حصل الأثر المطلوب وهو الضوء.
كذلك القرآن الكريم يؤثر في القلوب، ويزيدها أيمانا، ويذهب بقساوتها ويشفيها من أمراضها ولكن لابد لحصول هذا الأثر من توافر هذه الأمور الأربعة السابقة.
فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فلابد من تلاوته أو الاستماع إليه وهذا هو المؤثر.
وأما المحل القابل فهو القلب الحي السليم؛ لأن الله تعالى يقول (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا) (يس:70)، فالقلب الميت المريض لا ينتفع بالقرآن.
وأما شرط الانتفاع فهو: (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، فلابد من الاستماع والإنصات ولابد من تفرغ القلب عن الشواغل، فالشواغل موانع تمنع من الانتفاع وإن حصل استماع، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتفى المانع وهو انشغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شئ أخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكرة.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ، خلق السماوات آية من آيات إمكان البعث – كما سبق - : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) .
وقوله تعالى: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) تكذيب لليهود – عليهم لعائن الله المتتابعة –حيث زعموا أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع ! ولذا اتخذوا يوم السبت عطلة، لعنهم الله.
قال تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) واستعن على الصبر بذكر الله: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ؛ والمراد صلاة وأذكار الصباح ، وصلاة العصر وأذكار المساء.
.عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: ( أما إنكم ستعرضون على ربكم، فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم على ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) . ثم قرأ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). متفق
وقوله تعالى: (وَأَدْبَارَ السُّجُودِ)؛ أي وسبح بحمد ربك أدبار السجود؛ أي عقب الصلوات المفروضة، ولقد استجاب (صلى الله عليه وسلم) لأمر ربه وقام به خير قيام
، فكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وكان إذا أنصرف من صلاة استغفر ثلاثة، وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحد لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وقال (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ بن جبل (رضى الله عنه) ( والله إني لأحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وجاءه فقراء المهاجرين فقالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى وبالنعيم المقيم، فقال (صلى الله عليه وسلم): (وما ذاك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق،؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): (أفلا أعلمكم شيئاً إذا فعلتموه سبقتم ممن بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ). فقالوا: يا رسول الله، سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال (صلى الله عليه وسلم) (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ). اللهم تفضل علينا في الدنيا بالهداية لطاعتك، وفي الآخرة بالدخول في رحمتك يا أرحم الراحمين.
شروط الانتفاع بالقرآن
بقلم الدكتور/ عبد العظيم بدوي
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) (ق:36-40).
يقول تعالى لمشركي العرب : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) ؛أي كانوا أشد منكم قوة، وأكثر أموال وأولاداً، فلما كفروا لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من شئ لما جاء أمر ربك، كما قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:6 – 14) لكل ظالم وكل طاغية وأن أمهلهم فلن يمهلهم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ). متفق عليه.
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)(الحشر:الآية2)(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُر * أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (القمر:43-46) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
قال العلماء: ذكر الله سبحانه في هذه الآية شروط الانتفاع بالقرآن والتأثر به . وقالوا تمام التأثير متوقف على وجود: المؤثر، والمحل القابل، وشروط لحصول الأثر، وانتفاء المانع.
فمثلاً: هذه الكهرباء السارية في هذه الأسلاك إذا أردنا الحصول على أثرها وهو الضوء، فلابد من توفر هذه الأمور الأربعة:
الأول: لابد من وجود المؤثر؛ وهو التيار الكهربائي، فإذا كان التيار غير موجود لا يمكن أن يحصل الأثر.
الثاني: لابد من وجود المحل القابل للأثر؛ وهو المصباح السليم الصالح.
الثالث: لابد من وجود شرط حصول الأثر؛ وهو أن تضغط على الزر المخصص لهذا الأمر.
الرابع: لابد من انتفاء الموانع التي يمنع وجودها من الحصول على الأثر؛ كوجود خلل بالأسلاك ونحو هذا.
فإذا وجد المؤثر وهو التيار والمحل القابل وهو المصباح الصالح، ووجد الشرط وهو الضغط على الزر، وانتفت الموانع من قطع السلك وغيرها حصل الأثر المطلوب وهو الضوء.
كذلك القرآن الكريم يؤثر في القلوب، ويزيدها أيمانا، ويذهب بقساوتها ويشفيها من أمراضها ولكن لابد لحصول هذا الأثر من توافر هذه الأمور الأربعة السابقة.
فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فلابد من تلاوته أو الاستماع إليه وهذا هو المؤثر.
وأما المحل القابل فهو القلب الحي السليم؛ لأن الله تعالى يقول (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا) (يس:70)، فالقلب الميت المريض لا ينتفع بالقرآن.
وأما شرط الانتفاع فهو: (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، فلابد من الاستماع والإنصات ولابد من تفرغ القلب عن الشواغل، فالشواغل موانع تمنع من الانتفاع وإن حصل استماع، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتفى المانع وهو انشغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شئ أخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكرة.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ، خلق السماوات آية من آيات إمكان البعث – كما سبق - : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) .
وقوله تعالى: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) تكذيب لليهود – عليهم لعائن الله المتتابعة –حيث زعموا أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع ! ولذا اتخذوا يوم السبت عطلة، لعنهم الله.
قال تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) واستعن على الصبر بذكر الله: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ؛ والمراد صلاة وأذكار الصباح ، وصلاة العصر وأذكار المساء.
.عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: ( أما إنكم ستعرضون على ربكم، فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم على ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) . ثم قرأ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). متفق
وقوله تعالى: (وَأَدْبَارَ السُّجُودِ)؛ أي وسبح بحمد ربك أدبار السجود؛ أي عقب الصلوات المفروضة، ولقد استجاب (صلى الله عليه وسلم) لأمر ربه وقام به خير قيام
، فكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وكان إذا أنصرف من صلاة استغفر ثلاثة، وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحد لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
وقال (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ بن جبل (رضى الله عنه) ( والله إني لأحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وجاءه فقراء المهاجرين فقالوا: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى وبالنعيم المقيم، فقال (صلى الله عليه وسلم): (وما ذاك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق،؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): (أفلا أعلمكم شيئاً إذا فعلتموه سبقتم ممن بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثل ما فعلتم؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ). فقالوا: يا رسول الله، سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال (صلى الله عليه وسلم) (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ). اللهم تفضل علينا في الدنيا بالهداية لطاعتك، وفي الآخرة بالدخول في رحمتك يا أرحم الراحمين.