عمر بن عبدالعزيز
17 Jun 2003, 12:06 AM
ما هي تفاصيل محاولة الاغتيال ؟
بدأت القصة بخطأ أعترف به، تمثَّل في اتصالي بأحد الإخوة عبر الهاتف، وقلت له لنلتقي سوياً الساعة الحادية عشرة في مستشفى الشفاء؛ لزيارة أحد زملائي المرضى، وأعتقد أن تحديد الموعد عبر الهاتف أعطى الإشارة للمتابعة من قبل العدو، وفي الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق خرجت السيارة، وكان يقودها ابني أحمد، وكان بجواره أحد المرافقين، وكنت أنا في الكرسي الخلفي، وكان أحد المرافقين على الناحية الأخرى، وانطلقت بنا السيارة إلى شارع طارق بن زياد غرب المدينة، وفي شارع فرعي يربط بين شارع النصر وشارع الشفاء(شارع القسام) انطلق الصاروخ الأول، وارتطم بمقدمة السيارة, فأدركت أنها عملية اغتيال، وبدأت السيارة بالتموُّج والارتطام بالسور، ولم أستطع النزول لارتطامها بالسور، وبعد ابتعادها عنه قفزت من السيارة وعلى الفور نهضت وبدأت بالركوض باتجاه مغاير للسيارة ومجاور لسور مدرسة موجودة بجانب الحدث، وبعد ثلاثين متراً بدأت أشعر بالغثيان أو عدم القدرة على المشي، وقد أدرك الناس أن هناك مصاباً، وعندما نظروا إليَّ كبروا وهللوا وقاموا بحملي إلى داخل المدرسة، وكنت -حتى هذه اللحظة- أشعر بأن ابني يتلقى هذه الصواريخ، وشاهدت أحد المرافقين وهو الشهيد مصطفى يقفز من السيارة، والمرافق الآخر -الذي كان بجواري- قفز من السيارة، ولم يتمكن أحمد من فتح الباب .
بعد انصراف الطائرات أحضرت سيارة ونقلنا إلى المستشفى, ولم أفقد الوعي، حيث كنت ألاحظ وأراقب كل ما يجري.
ما شعورك وأنت ونجلك تتعرضان للاغتيال ؟
أولاً: يجب أن نعرف أن الأمر ليس مستغرباً.
ثانياً: الشهادة أحد المرامي التي نرمي إليها، فإذا ما أطلَّت برأسها سوف لا نكون إلا مرحبين بها . وفي الواقع أن مشاعري لم تتغير وتتأثر كثيراً بما جرى، وكانت طبيعية في ذلك الوقت .
في أي سياق تفسرون هذه المحاولة؟
هذه المحاولة تأتي في سياق حالة الإحباط التي يعيشها شارون، حيث فقد الأمل في تحقيق أهدافه، ولطالما ظنَّ أنه يفعل ما يريد
ويستطيع أن ينجز ما عجز عنه الآخرون، إلا أن الحقيقة أنه في دائرة الفشل التي مني بها باراك وبيرس ورابين ونيتنياهو، فكلهم في الفشل سواء، وهو يريد أن يفعل شيئاً عسى ولعل أن يوقف مقاومة حماس، فعمد إلى اغتيال أحد قادة حماس السياسيين.
هل تم إبلاغكم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنكم مستهدفون؟
لا لم يتم ذلك على الإطلاق .
تعكس الإحباط والتخبط
كيف تفسرون هذه الهجمة عليكم ؟
الحملة جاءت بعد فشل محاولة اغتيالي، لأن السحر انقلب على الساحر، ولأن نجاح محاولة اغتيالي هي الفرصة التي يثبت من خلالها أنه متميز عن غيره، فلما فشلت المحاولة أصبح كالمجنون يضرب يمنة ويسرة محاولاً أن ينال من عزيمة الحركة المباركة، وشارون يعلم أنه لو مارس الإرهاب أضعافاً مضاعفة ضد الحركة فلن يحصل على أفضل مما يحصل عليه الآن، وأعني بذلك عملية القدس.
ما رأيك في إعلان (إسرائيل) بسحق حماس ؟
أنا أعتقد أن أمريكا والكيان الصهيوني يستطيعان أن يهزما أي دولة، ولكن لن يستطيعا أن يهزما حركة شعبية، وهذا الأمر لا يحتاج إلى براهين ودلائل والأيام أثبتت ذلك، هذه التهديدات تعكس حالة الإحباط والتخبط .
سرعة الرد
بماذا تفسرون سرعة الرد في القدس؟ وهل تؤكدون أنها رد على محاولة الاغتيال؟
الذي أكد ذلك هو الشهيد نفسه، فإن عملية القدس قدمت نموذجاً رائعاً, وأكدت أن كتائب القسام في جاهزية مستمرة، وتجعل أمامها أهدافاً يجب أن تتحقق، وسرعة الرد جاءت على جريمة العدو الصهيوني, و كانت عملاً رائعاً .
في ظل الهجمة الشرسة الواضحة ما هي مقومات صمودكم ؟
نحن لا نبالي، يجب أن يدرك الجميع أننا لا نبالي بما يحيط بنا، والذي يعزز صمودنا هو شعبنا الفلسطيني الذي لا يقبل بالذل والاستسلام وهذا ما أثبته الواقع، وأبناء الشعب الفلسطيني لا يترددون في الوجود في أماكن القصف للإنقاذ، وهذا دليل على جاهزية وثبات المقاومة.
حماس أعلنت للأجانب بمغادرة (إسرائيل)، و طلبت رأس شارون أليس ذلك أكبر من إمكانيات حماس ؟
حن لماذا نعيش بعيداً عن الواقع، ونقول هذا القول كأننا أمام جيشين، الواقع على الأرض يقول: إنه يوجد جيش إرهابي ومقاومة مسلحة، ولا يمكن لهذه التصريحات أن تغير الواقع على الأرض، ولكن الواقع على الأرض يقول: إن أية عملية يمكن أن تقوم بها حماس قد يمس بها بعض الأجانب، وخاصة أن العدو الصهيوني بدا يستهدف كل شبر يقيم عليه فلسطيني، ولذلك فمن حق حماس أن تستهدف كل شبر يقيم عليه صهيوني في فلسطين، وهذا قد يؤدي إلى إصابة بعض الأجانب، فمن باب الإعذار من قبل حركة حماس كان هذا التصريح، وأعتقد أن هذه نقطة لصالح حماس وليست ضدها .
التهدئة والحوار
هل نستطيع أن نقول: إن محاولة اغتيالكم قضت على مفاهيم الحوار والهدنة لديكم ؟
الواقع أننا لم نقل أبداً إننا بصدد تنفيذ هدنة حتى نقول إنها قضت على هذه الهدنة، أما الحوار فلا علاقة له بهذه العملية، ولكن علاقته بموقف الحكومة الفلسطينية، والذي أثبت أنه ازدواجي، حيث حدثتنا بخطاب وتحدثت مع بوش وشارون بخطاب آخر، هذا الذي أثَّر على الحوار بيننا وبين الحكومة، وإذا تخلصت الحكومة الفلسطينية من هذه الطريقة في المعاملة مع حماس، فعندها ستكون قد فتحت باب الحوار كما أغلقته من قبل .
السلطة الفلسطينية وافقت على تولي الأمن في قطاع غزة ماهو موقفكم من ذلك ؟
لا أدري ماذا تعني كلمة تولي الأمن والاحتلال جاثم على أرضنا، فإن كانت تعني توفير الأمن للاحتلال فليس هذا هو الدور الطبيعي لأي سلطة في العالم، الدور الطبيعي للسلطة هو توفير الأمن لشعبها، لكننا نرى أن السلطة عاجزة عن توفير الأمن للشعب الفلسطيني في ظل هذه الهجمات المتكررة للعدو الصهيوني، و لا يعقل أن تقوم بتوفير الأمن للاحتلال والمستوطنات .
الوفد المصري سيصل إلى فلسطين للإشراف على تولي السلطة الأراضي، وسيسعى للحوار مع الفصائل.. ما مدى تجاوبكم مع هذه الجهود ؟
حن إيجابيون في التعامل مع الحوار، شريطة ألا يكون ذلك على حساب الحقوق والوطن والمقدسات والثوابت الوطنية.
هناك معلومات تقول: إن 67% من الشعب الإسرائيلي ضد التصعيد على حماس ولو مؤقتا ما تعقيبكم ؟
هذا الأمر طبيعي بعد عملية القدس، حيث تبين لهم أن حماس لا تضعف مع هجمات شارون بل تزداد قوة، وحملة شارون الإرهابية لا توفر لهم الأمن والاستقرار وهو ما قلناه لهم، وهو أن الصهاينة هم الذين يسفكون دماءكم ويغررون بكم، وعليكم أن تحذروا منهم، واستهدافهم للمدنيين الفلسطينيين لن يوفر للمدنيين الإسرائيليين الأمن على الإطلاق.
ارعص (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=77&artid=2404)
بدأت القصة بخطأ أعترف به، تمثَّل في اتصالي بأحد الإخوة عبر الهاتف، وقلت له لنلتقي سوياً الساعة الحادية عشرة في مستشفى الشفاء؛ لزيارة أحد زملائي المرضى، وأعتقد أن تحديد الموعد عبر الهاتف أعطى الإشارة للمتابعة من قبل العدو، وفي الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق خرجت السيارة، وكان يقودها ابني أحمد، وكان بجواره أحد المرافقين، وكنت أنا في الكرسي الخلفي، وكان أحد المرافقين على الناحية الأخرى، وانطلقت بنا السيارة إلى شارع طارق بن زياد غرب المدينة، وفي شارع فرعي يربط بين شارع النصر وشارع الشفاء(شارع القسام) انطلق الصاروخ الأول، وارتطم بمقدمة السيارة, فأدركت أنها عملية اغتيال، وبدأت السيارة بالتموُّج والارتطام بالسور، ولم أستطع النزول لارتطامها بالسور، وبعد ابتعادها عنه قفزت من السيارة وعلى الفور نهضت وبدأت بالركوض باتجاه مغاير للسيارة ومجاور لسور مدرسة موجودة بجانب الحدث، وبعد ثلاثين متراً بدأت أشعر بالغثيان أو عدم القدرة على المشي، وقد أدرك الناس أن هناك مصاباً، وعندما نظروا إليَّ كبروا وهللوا وقاموا بحملي إلى داخل المدرسة، وكنت -حتى هذه اللحظة- أشعر بأن ابني يتلقى هذه الصواريخ، وشاهدت أحد المرافقين وهو الشهيد مصطفى يقفز من السيارة، والمرافق الآخر -الذي كان بجواري- قفز من السيارة، ولم يتمكن أحمد من فتح الباب .
بعد انصراف الطائرات أحضرت سيارة ونقلنا إلى المستشفى, ولم أفقد الوعي، حيث كنت ألاحظ وأراقب كل ما يجري.
ما شعورك وأنت ونجلك تتعرضان للاغتيال ؟
أولاً: يجب أن نعرف أن الأمر ليس مستغرباً.
ثانياً: الشهادة أحد المرامي التي نرمي إليها، فإذا ما أطلَّت برأسها سوف لا نكون إلا مرحبين بها . وفي الواقع أن مشاعري لم تتغير وتتأثر كثيراً بما جرى، وكانت طبيعية في ذلك الوقت .
في أي سياق تفسرون هذه المحاولة؟
هذه المحاولة تأتي في سياق حالة الإحباط التي يعيشها شارون، حيث فقد الأمل في تحقيق أهدافه، ولطالما ظنَّ أنه يفعل ما يريد
ويستطيع أن ينجز ما عجز عنه الآخرون، إلا أن الحقيقة أنه في دائرة الفشل التي مني بها باراك وبيرس ورابين ونيتنياهو، فكلهم في الفشل سواء، وهو يريد أن يفعل شيئاً عسى ولعل أن يوقف مقاومة حماس، فعمد إلى اغتيال أحد قادة حماس السياسيين.
هل تم إبلاغكم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنكم مستهدفون؟
لا لم يتم ذلك على الإطلاق .
تعكس الإحباط والتخبط
كيف تفسرون هذه الهجمة عليكم ؟
الحملة جاءت بعد فشل محاولة اغتيالي، لأن السحر انقلب على الساحر، ولأن نجاح محاولة اغتيالي هي الفرصة التي يثبت من خلالها أنه متميز عن غيره، فلما فشلت المحاولة أصبح كالمجنون يضرب يمنة ويسرة محاولاً أن ينال من عزيمة الحركة المباركة، وشارون يعلم أنه لو مارس الإرهاب أضعافاً مضاعفة ضد الحركة فلن يحصل على أفضل مما يحصل عليه الآن، وأعني بذلك عملية القدس.
ما رأيك في إعلان (إسرائيل) بسحق حماس ؟
أنا أعتقد أن أمريكا والكيان الصهيوني يستطيعان أن يهزما أي دولة، ولكن لن يستطيعا أن يهزما حركة شعبية، وهذا الأمر لا يحتاج إلى براهين ودلائل والأيام أثبتت ذلك، هذه التهديدات تعكس حالة الإحباط والتخبط .
سرعة الرد
بماذا تفسرون سرعة الرد في القدس؟ وهل تؤكدون أنها رد على محاولة الاغتيال؟
الذي أكد ذلك هو الشهيد نفسه، فإن عملية القدس قدمت نموذجاً رائعاً, وأكدت أن كتائب القسام في جاهزية مستمرة، وتجعل أمامها أهدافاً يجب أن تتحقق، وسرعة الرد جاءت على جريمة العدو الصهيوني, و كانت عملاً رائعاً .
في ظل الهجمة الشرسة الواضحة ما هي مقومات صمودكم ؟
نحن لا نبالي، يجب أن يدرك الجميع أننا لا نبالي بما يحيط بنا، والذي يعزز صمودنا هو شعبنا الفلسطيني الذي لا يقبل بالذل والاستسلام وهذا ما أثبته الواقع، وأبناء الشعب الفلسطيني لا يترددون في الوجود في أماكن القصف للإنقاذ، وهذا دليل على جاهزية وثبات المقاومة.
حماس أعلنت للأجانب بمغادرة (إسرائيل)، و طلبت رأس شارون أليس ذلك أكبر من إمكانيات حماس ؟
حن لماذا نعيش بعيداً عن الواقع، ونقول هذا القول كأننا أمام جيشين، الواقع على الأرض يقول: إنه يوجد جيش إرهابي ومقاومة مسلحة، ولا يمكن لهذه التصريحات أن تغير الواقع على الأرض، ولكن الواقع على الأرض يقول: إن أية عملية يمكن أن تقوم بها حماس قد يمس بها بعض الأجانب، وخاصة أن العدو الصهيوني بدا يستهدف كل شبر يقيم عليه فلسطيني، ولذلك فمن حق حماس أن تستهدف كل شبر يقيم عليه صهيوني في فلسطين، وهذا قد يؤدي إلى إصابة بعض الأجانب، فمن باب الإعذار من قبل حركة حماس كان هذا التصريح، وأعتقد أن هذه نقطة لصالح حماس وليست ضدها .
التهدئة والحوار
هل نستطيع أن نقول: إن محاولة اغتيالكم قضت على مفاهيم الحوار والهدنة لديكم ؟
الواقع أننا لم نقل أبداً إننا بصدد تنفيذ هدنة حتى نقول إنها قضت على هذه الهدنة، أما الحوار فلا علاقة له بهذه العملية، ولكن علاقته بموقف الحكومة الفلسطينية، والذي أثبت أنه ازدواجي، حيث حدثتنا بخطاب وتحدثت مع بوش وشارون بخطاب آخر، هذا الذي أثَّر على الحوار بيننا وبين الحكومة، وإذا تخلصت الحكومة الفلسطينية من هذه الطريقة في المعاملة مع حماس، فعندها ستكون قد فتحت باب الحوار كما أغلقته من قبل .
السلطة الفلسطينية وافقت على تولي الأمن في قطاع غزة ماهو موقفكم من ذلك ؟
لا أدري ماذا تعني كلمة تولي الأمن والاحتلال جاثم على أرضنا، فإن كانت تعني توفير الأمن للاحتلال فليس هذا هو الدور الطبيعي لأي سلطة في العالم، الدور الطبيعي للسلطة هو توفير الأمن لشعبها، لكننا نرى أن السلطة عاجزة عن توفير الأمن للشعب الفلسطيني في ظل هذه الهجمات المتكررة للعدو الصهيوني، و لا يعقل أن تقوم بتوفير الأمن للاحتلال والمستوطنات .
الوفد المصري سيصل إلى فلسطين للإشراف على تولي السلطة الأراضي، وسيسعى للحوار مع الفصائل.. ما مدى تجاوبكم مع هذه الجهود ؟
حن إيجابيون في التعامل مع الحوار، شريطة ألا يكون ذلك على حساب الحقوق والوطن والمقدسات والثوابت الوطنية.
هناك معلومات تقول: إن 67% من الشعب الإسرائيلي ضد التصعيد على حماس ولو مؤقتا ما تعقيبكم ؟
هذا الأمر طبيعي بعد عملية القدس، حيث تبين لهم أن حماس لا تضعف مع هجمات شارون بل تزداد قوة، وحملة شارون الإرهابية لا توفر لهم الأمن والاستقرار وهو ما قلناه لهم، وهو أن الصهاينة هم الذين يسفكون دماءكم ويغررون بكم، وعليكم أن تحذروا منهم، واستهدافهم للمدنيين الفلسطينيين لن يوفر للمدنيين الإسرائيليين الأمن على الإطلاق.
ارعص (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=77&artid=2404)