المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار الإنقاذ الإسرائيلي لولد الطايع بمساعدة أميركا وأسبانيا



راعي غنم
18 Jun 2003, 01:05 PM
كشفت مصادر موريتانية تفاصيل الدور الاسرائيلى بمساعدة أميركا وأسبانيا لانقاذ نظام ولد الطايع مؤكدة بذلك ما نشرته.

فقد كشفت مص¯ادر موريتانية تفاصيل الدور الاسرائيلى بمساعدة أميركا وأسبانيا لانقاذ نظام الطاي¯ع مؤكدة ما نشرته حول ذلك , وأوضحت أنه فور القيام بالانقلاب فى موريتانيا بقيادة ولد حننا الضابط السابق بالجيش , سارعت اسرائيل بعمل جسر جوى يحمل مجموعات من القوات الخاصة الاسرائيلية , تدعى فلوريدا مدعمة بأحدث الاسلحة الخفيفة والثقيلة ,حيث وصلت الى نواكشوط ليلا يوم بداية المحاولة الانقلابية , بالاضافة الى قيام اسبانيا بقطع جميع وسائل الاتصال داخل موريتانيا لقطع الطريق على قادة الانقلاب والمتمردين , وتشتيتهم والسيطرة عليهم .
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة الاميركية أمدت القوات الحكومية الموريتانية والقوات الاسرائيلية الخاصة بصور الاقمار الصناعية , وكشفت عن مواطن الضعف والقوة فى صفوف الانقلابيين , بالاضافة الى تكوين مجموعة أزمة من كبار قادة الجيش الاميركى ليكونوا على اتصال مباشر بمسرح العمليات بموريتانيا وامداد القوات الحكومية بالخطط اللازمة .


وقد سيطرت قوات الجيش الموريتان على العاصمة نواكشوط ونشرت وحداتها في المواقع الحساسة منها بعد دحر المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد قبل يومين وأدت إلى دمار كبير في بعض المرافق الحكومية.
وبدأت قوات الجيش والأمن الموالية للرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في استعادة سيطرتها على الوضع الداخلي في البلاد كما قامت قوات الجيش بإقامة الحواجز على الطرق في وسط العاصمة نواكشوط في حين كثفت الشرطة من دورياتها لملاحقة اللصوص الذين قاموا بأعمال نهب أثناء محاولة الانقلاب.

وقد أعلن الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدى احمد الطايع عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين إحباط محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط في الجيش , وقال إن الضباط المتمردين استولوا على وحدة مدرعات فاضطرت القوات الموالية له إلى تدمير جميع دبابات الوحدة. وأوضح أن القضاء على المحاولة استغرق بعض الوقت لأنه كان من الضروري تدمير جميع الدبابات, وعبر عن شكره لقوات الجيش في استعادتها للوضع ودحر الانقلابيين.

كما استعادت القوات الحكومية السيطرة على وسط العاصمة نواكشوط وكافة المواقع الهامة بما فيها القصر الرئاسي ومبنى الإذاعة والتلفزيون ولواء المدرعات والمطار. وأوضح المراسل أن آخر الأماكن التي انسحب منها الانقلابيون مقر القيادة العامة للدرك الوطني, مشيرا إلى أن الأنباء تؤكد أن رئيسي الوزراء والحرس الجمهوري في أمان حاليا.
وأوضح أنه تأكد مقتل رئيس الأركان محمد الأمين ولد نجيان وضابط آخر كبير في الحرس الجمهوري في المحاولة الانقلابية وقد تم تشييع جثمانيهما من أحد المساجد فيما بدأت الحياة تعود لطبيعتها في العاصمة.
وقالت مصادر مقربة من الحكومة إن السلطات ألقت القبض على عدد من قادة الانقلاب العسكري إثر معركة ضارية دارت بين الطرفين في مركز لواء المدرعات على أطراف العاصمة.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه انتماء وعدد ومصير المشاركين في المحاولة الانقلابية مجهولا ترددت أنباء عن مصرع قائدهم الذي يعتقد أنه ضابط سابق في الجيش.وكانت أنباء قد ذكرت عند بداية الانقلاب أن قائده هو صالح ولد حننا وهو ضابط مستقل يتحدر من المناطق الشرقية في البلاد ذات الحضور الكثيف في الجيش. ويرى مراقبون أن الانقلابيين ربما كانوا من ذوي التوجهات القومية, وإن لم تتضح الصورة النهائية لمدبريه وإذا ما كانوا قد تلقوا دعما خارجيا أم لا .

وأعلنت الولايات المتحدة أنها أرسلت قوات إلى موريتانيا لحماية سفارتها هناك بعد الانقلاب الفاشل الذي وقع دون أن تذكر عدد هذه القوات أو مدى تسلحها , وقد أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش هذه المعلومات وقد وصلت القوات الأميركية امس الثلاثاء.
وكان عبد الله بن علي المعارض الموريتاني المقيم في المغرب قد رجح أن تكون الولايات المتحدة قدمت دعما لوجيستيا للقوات الموريتانية عن طريق نقل جنود موريتانيين من قواعد عسكرية في شمال البلاد إلى ضواحي نواكشوط أو داخلها.

وقال بن علي في تصريح له إن الرئيس الموريتاني أقام علاقات تحالف وطيدة مع واشنطن منذ عام 1999 إذ قام باستبدال المستشارين العسكريين الفرنسيين الذين كانوا في موريتانيا منذ استقلالها عام 1960 بمستشارين ومدربين عسكريين أميركيين. وأكد أن التحالف الموريتاني مع الولايات المتحدة وإسرائيل كان أحد الدوافع الأساسية لقيام الانقلاب. ونفى المعارض الموريتاني ما تردد في وسائل الإعلام الغربية من أن هذا الانقلاب قامت به الجماعات الإسلامية كرد فعل على الاعتقالات في صفوفها . ولم يتوقع أحد أن تكون هناك حركة عسكرية بهذا الحجم ضد الرئيس المعروف بيقظته الأمنية إذ إنه ضابط استخبارات عسكرية سابق, وقد عين على الوحدات العسكرية أصدقاء موثوقين أو أقارب معروفين أو موالين جهويين يجدون في النظام مبتغاهم ويعتبرون أمنه من أمنهم الشخصي. لكن المفاجأة كانت الليلة قبل الماضية حينما شق أفق سماء القصر الرئاسي إطلاق نار تبين أنه مضادات أرضية ترد على طائرة تحوم في سماء القصر الرئاسي الواقع على تلة تحيطها منازل ومكاتب راقية بعيدة عن الصخب والضوضاء. وتتطابق المعلومات على أن قائد المجموعة الانقلابية هو العقيد صالح ولد حننا الذي سرح من الجيش قبل أكثر من سنة مع مجموعة قيل إنها كانت تخطط لانقلاب عسكري بسبب إقامة حكومة ولد الطايع علاقات مع إسرائيل.. لكنها تستبعد وجود أي انتماء حزبي للرجل المنحدر من منطقة معروفة الولاء للناصريين.
وتصل التكهنات بعدد المشاركين في المحاولة إلى نحو 40 ضابطا أغلبهم من المناطق الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية والحضور الكثيف في الجيش الوطني.. وإن ظهر بين الأسماء المتداولة ضباط من الشمال أبرزهم قائد الأركان المتقاعد مولاي ولد بوخريص ذو الميول الناصرية والولاء الصحراوي والذي قيل إن ولده من متزعمي الحركة الانقلابية. كما يتحدثون عن ضباط من عرب الجنوب الغربي المعارضين للحكومة التي استلبت السلطة من تلك المناطق منذ انقلاب العاشر من يوليو 1978 الذي أطاح بالمختار ولد داداه أول رئيس لموريتانيا.
لكن المخاوف الكبرى تنحصر من توجه الأمور إلى منزلق حرب أهلية قد تجد فيها بعض العرقيات المعبأة على الشعور بالمظلمة متنفسا يفضي إلى شيء من اللبننة أو الصوملة, إذ إن انفلات الوضع الأمني قد ينذر بكارثة يعززها وجود وحدات الجيش الحساسة في مناطق شعبية تأثرت بالعمليات.
ويشير هؤلاء إلى أن العصبيات الجهوية والقبلية الطاغية في العقدين الأخيرين لا تساعد على الحسم السريع, ويمكن أن تغذي ضروبا من المواجهات حصيلتها قتلى وجرحى لا ناقة لهم ولا جمل في معركة السلطة , ويدللون على ذلك بأن منظمات المجتمع المدني والأحزاب والحركات السياسية لم تظهر في الصورة مع أي من الطرفين. وإذا استصحبنا أن الموالين للحكومة ما زالوا كذلك فإن غياب رؤية واضحة في الموضوع أمر ينذر بأن تصرفات الانقلابيين خصوصا تخلو من خطة واضحة وتفتقر إلى سند معتبر خارج مؤسسات الجيش, إذ لم تعلن أي من الأحزاب والحركات الموجودة تأييدها للانقلاب.
ولم تعلن أي جهة خارجية تأييدها لأي من الطرفين وهو أمر حساس بالنظر إلى علاقات الحكومة الحساسة إقليميا أو دوليا, فالمعروف أن محور الجزائر وفرنسا قد تراجع حضوره في المشهد الموريتاني لصالح محور المغرب وأميركا.
ولئن كان المغرب يؤثر عدم التدخل بسبب محاولة نظمها عام 1980 ولم تفلح فإن الموقف الفرنسي الجزائري لم يتضح , ومن المستبعد أن يغامر الفرنسيون في موقع تعزز فيه النفوذ الأميركي كما يستبعد أن يهملوا التدخل في منطقة نفوذ تقليدي , والأمر نفسه واضح في الحالة الأميركية التي تسعى للحفاظ على مرتكز في البلد الذي تقول أوساط اقتصادية إنه يحوي إمكانات نفطية هائلة فضلا عن موقعه الحساس بين شمالي أفريقيا وغربيها.
ومحاولة الانقلاب الوحيدة التي كانت دموية وفشلت تمت عام 1980 وكان من أسباب فشلها هرب الرئيس ولد الطايع من مكتبه في قيادة أركان الجيش حينها.