شريفي شمالي
20 Aug 2008, 01:46 PM
هل أنت من أهل الفراسة ؟؟؟
من كتاب جامع الآداب لإبن قيم الجوزية رحمه
أن الرشيد رأى في دار حزمة خيزران فقال لوزيره الفضل ابن الربيع : ماهذا ؟ قال : عروق الرماح ياأمير المؤمنين .ولم يقل : الخيزران لموافقة اسم أمه ,
ونظير هذا : أن بعض الخلفاء سأل ولده – وفي يده سواك – ماجمع هذا ؟ قال: ضد محاسنك ياأمير المؤمنين وهذا من الفراسة في تحسين اللفظ وهو باب عظيم النفع اعتنى به الأكبر والعلماء وله شواهد كثيرة في السنة وهو من خاصية العقل والفطنة .
فقد روينا عن عمر رضي الله عنه : انه خرج يعس المدينة بالليل فرأى نارا موقدة في خباء فوقف وقال : (ياأهل الضوء ) وكره أن يقول : ياأهل النار .
وسال رجلا عن شيء (هل كان ؟) قال : لا أطال الله بقاءك فقال : (قد علمتم فلم تتعلموا هلا قلت : لا وأطال الله بقاءك)
وسئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو اكبر مني وانا ولدت قبله .
وسئل عن ذلك قباث بن أشيم ؟فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه.
وكان لبعض القضاة جليس أعمى فكان إذا أراد أن ينهض يقول : ياغلام اذهب مع أبي محمد ..ولايقول : خذ بيده .وقال :والله ما أخل بها مرة واحدة .
ومن ألطف مايحكى في ذلك : أن بعض الخلفاء سأل رجلا عن اسمه ؟ فقال : سعد يا أمير المؤمنين فقال : أي السعود أنت قال : سعد السعود لك ياأمير المؤمنين وسعد الذابح لأعدائك وسعد بلع على سماطلك وسعد الخبية لسرك فأعجبه ذلك .
ويشبه هذا الباب قوله تعالى : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) إذا كلم بعضهم بعضا بغير التي هي أحسن فرب حرب وقودها جثث وهام أهاجها قبيح الكلام .
وفي الصحيحين من حديث سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لايقولن أحدكم : خبثت نفسي ولكن ليقل : لقست نفسي )
وخبثت ولقست وعثت متقاربة في المعنى فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ (الخبث) لبشاعته وأرشدهم إلى العدول إلى لفظ هو أحسن منه وإن كان بمعناه تعليما للأدب في المنطق وإرشاد إلى استعمال الحسن وهجر القبيح في الأقوال كما أرشدهم إلى ذلك في الأخلاق والأفعال ...
دمتم بود
من كتاب جامع الآداب لإبن قيم الجوزية رحمه
أن الرشيد رأى في دار حزمة خيزران فقال لوزيره الفضل ابن الربيع : ماهذا ؟ قال : عروق الرماح ياأمير المؤمنين .ولم يقل : الخيزران لموافقة اسم أمه ,
ونظير هذا : أن بعض الخلفاء سأل ولده – وفي يده سواك – ماجمع هذا ؟ قال: ضد محاسنك ياأمير المؤمنين وهذا من الفراسة في تحسين اللفظ وهو باب عظيم النفع اعتنى به الأكبر والعلماء وله شواهد كثيرة في السنة وهو من خاصية العقل والفطنة .
فقد روينا عن عمر رضي الله عنه : انه خرج يعس المدينة بالليل فرأى نارا موقدة في خباء فوقف وقال : (ياأهل الضوء ) وكره أن يقول : ياأهل النار .
وسال رجلا عن شيء (هل كان ؟) قال : لا أطال الله بقاءك فقال : (قد علمتم فلم تتعلموا هلا قلت : لا وأطال الله بقاءك)
وسئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو اكبر مني وانا ولدت قبله .
وسئل عن ذلك قباث بن أشيم ؟فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه.
وكان لبعض القضاة جليس أعمى فكان إذا أراد أن ينهض يقول : ياغلام اذهب مع أبي محمد ..ولايقول : خذ بيده .وقال :والله ما أخل بها مرة واحدة .
ومن ألطف مايحكى في ذلك : أن بعض الخلفاء سأل رجلا عن اسمه ؟ فقال : سعد يا أمير المؤمنين فقال : أي السعود أنت قال : سعد السعود لك ياأمير المؤمنين وسعد الذابح لأعدائك وسعد بلع على سماطلك وسعد الخبية لسرك فأعجبه ذلك .
ويشبه هذا الباب قوله تعالى : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) إذا كلم بعضهم بعضا بغير التي هي أحسن فرب حرب وقودها جثث وهام أهاجها قبيح الكلام .
وفي الصحيحين من حديث سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لايقولن أحدكم : خبثت نفسي ولكن ليقل : لقست نفسي )
وخبثت ولقست وعثت متقاربة في المعنى فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ (الخبث) لبشاعته وأرشدهم إلى العدول إلى لفظ هو أحسن منه وإن كان بمعناه تعليما للأدب في المنطق وإرشاد إلى استعمال الحسن وهجر القبيح في الأقوال كما أرشدهم إلى ذلك في الأخلاق والأفعال ...
دمتم بود