المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرن الحالي لن يكون أميركياً



alazez1423
21 Jun 2003, 12:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



كتاب



القرن الحالي لن يكون أميركياً





في أحدث صفعة فرنسية للأميركيين ورفض محاولات الهيمنة الأميركية على العالم والسعي لأمركته ثقافيا بعد تطويعه اقتصاديا وعسكريا، وبعد ان خفت دوي الخلاف الاميركي الفرنسي حول الحرب على العراق والتي اهان فيها الاميركيون فرنسا واعتبروها «جاحدة وناكرة للجميل».



ووصل الهجاء الى درجة المساس بشخصية جاك شيراك الرئيس الفرنسي جاء دور المفكرين والمثقفين الفرنسيين لتحليل جذور الغطرسة الاميركية وكشف عجزها عن قيادة العالم في كتاب للمؤلف الفرنسي بيير بيارنيس «القرن الحادي والعشرون لن يكون أميركيا». ففي طيات الكتاب التي تشير مقدمته الى «سلام بارد وحروب ساخنة» يقول الكاتب ان أميركا تشيد صرحاً هائلا باسم ديمقراطية السوق وباسم النظام العالمي الجديد ليكون مطابقا لمصالحها حيث يمنى قادتها انفسهم به ويريدون ان يكونوا سادته للأبد. يرفض الكاتب فكرة سيطرة القطب الواحد على العالم مدة طويلة ويرى ان هناك قوى مهمة ترفض ما اسماه الهيمنة الاميركية وقوى اخرى في طريقها الى البروز بقوة على المسرح الدولي.



يتناول الكتاب بالتفصيل موضوعات سياسية واقتصادية وعسكرية في بلدان العالم وقاراته ويخلص الى القول ان «هناك ما لا يقل عن ستة بلدان كبرى او مجموعات البلدان قد شرعت في قول «لا» وفي تقوية نفسها ازاء هذه الهيمنة الاميركية «انها الاتحاد الاوروبي الذي هو في طور التكوين ثم الصين التي تعيش يقظتها الكاملة ثم روسيا التي سوف تولد من جديد حتى وان كنا الان لا نعرف متى سيحدث ذلك الميلاد ثم اليابان الذي سوف يتخلص يوما من هذا السياق من الوصاية الاميركية... ثم الهند التي بدأت تخرج الان ببطء من سباتها العميق ثم اخيرا اميركا اللاتينية التي لن تدع اميركا تضحك عليها اكثر مما ضحكت».



الكتاب الذي نقله الى العربية المترجم الجزائري مدني صادق وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر جاء في 347 صفحة كبيرة وتوزعت مواده على 16 فصلا. في «مقدمة .. سلام بارد وحروب ساخنة» قال الكاتب اننا عشنا دون ان ندري «فترة عجيبة فعلا» يحددها البعض بحوالي نصف قرن من نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 الى انهيار الاتحاد السوفييتي ويرى اخرون انها استمرت نحو ثلاثة قرون. وبصرف النظر عن هذا الخلاف «فالجميع متفق على ان هذه الازمنة المباركة قد اصبحت في ذمة الماضي وان البشرية تلج الان في عصر يلفه غموض كثيف وتحفه مخاطر داهمة».



الا ان هذه الفترة الزمنية الطويلة لم تكن فترة «حب بريء» على رغم بروز فكرة التقدم خلاله ورأى بيارنيس ان الموجة التي «احدثها انهيار الاتحاد السوفييتي بالتأكيد مشابهة لتلك التي احدثها سقوط الامبراطورية الرومانية». وختم بالقول «لا لن يكون القرن الواحد والعشرون اميركيا. سوف يكون متعدد الاقطاب ومتعدد اللغات كالقرون الماضية».



وتحت عنوانين متداخلين هما «اميركا لا تطاق. العالم للاميركيين» عاد بيارنيس الى الماضي وما اعتبره اسسا معتقدية اثرت في العقلية الاميركية فتحدث مثلا عن الشعار الاميركي المعروف «اننا نضع ثقتنا في الله» فقال «هكذا يقول الشعار الديني عند الاميركيين الموروث عن الاباء الاوائل بالتأكيد ولكن هذا الشعب المقتنع بأن الله معه في كل الظروف لا شيء يمنعه من ان يفكر ايضا بأنه لو اضاف الى ذلك كله المال.. لكانت الامور عنده افضل بكثير فالمال مثله مثل البندقية الجيدة كلما كانت في متناول اليد كانت افيد وانفع».



ورأى أن «الهيمنة المعنوية والتجارية التي يتمتع بها الاميركيون والقائمة على القوة العسكرية والثقة بالنفس ليست قضية حديثة العهد لقد شاهدناها منذ ظهور اصول الامة الاميركية الاولى حيث ظلت هذه الهيمنة كمثل جوهرها الاساسي فالهنود الحمر وجيرانهم الجنوبيون في ريوغراندي يعرفون هذه الحقيقة منذ امد طويل ولكن في سنواتنا هذه فالكرة الارضية برمتها هي التي صارت لا تطيق اميركا».



وتحدث أيضا عن اعتقاد الرواد الأوائل أن العالم الجديد هو ارض الميعاد وانهم «الشعب المختار الذي هيأه الله لا نشاء مملكته على الأرض».