مراسل الموقع
23 Aug 2008, 07:41 AM
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/1485.jpg
منيف خضير
تضربهم زوجاتهم
حتى وقت قريب كنّا نؤمن بقوة الرجل المطلقة ضد المرأة وسيطرته على الوضع بما حباه الله من بسطة في الجسم والمال حتى غيّرت إحدى النساء في زماننا الغابر هذه النظرية، حيث شاهدتها ترمي بأغراض زوجها النحيل والقصير في الشارع، ثم تتذكرّ (المخدة) بعد أن تغلق الباب، وما تلبث إلا أن تطوّح بها من فوق السور، فيأخذها الزوج على استحياء ويغادر الحارة ثم نراه مرة أخرى في مشهد مماثل، وكنّا نرقب الموقف الذي لا يبدو مؤلفاً لنا ولا حتى في المسلسلات العربية حينما كان الرجل يلقب بسي السيد!
وظاهرة العنف الأسري لا تقتصر على إيذاء الرجل لزوجته وأبنائه، بل وصلت إلى الرجل أيضاً فكثير من الرجال يتعرضون للإهانة والضرب والكلام البذيء، بل تتطاول بعض النساء على زوجها أمام الآخرين وفي التجمعات ربما من أجل المفاخرة بذلك، ولا أدري لماذا ارتبط في ذهني أن كل رجل قصير ونحيل تستطيع أن توسعه زوجته ضرباً، ربما لحادثة صاحبنا النحيل التي أشرت إليها في بداية المقالة دور في ذلك، رغم أن الرجل القصير في تراثنا له شأن حيث يقولون في الأمثال كل قصير بصير، ويقولون أيضاً اتقِ شر القريب من الأرض. وكثير من الفرسان الذين نعرفهم ونقرأ عنهم كانوا قصيري القامة، إلا أن هذه الفكرة لم تغادر خيالي وبقيت صورة النحيل كما شاهدتها أول مرة!
ورغم أن سلوك الضرب والعنف سلوك بشري منبوذ سواء ضرب الرجل لزوجته أو العكس إلا أن كثيراً من المجتمعات المتحضرة تنتشر فيها مثل هذه الظواهر، فتسيطر الزوجة أو (الأم) على زوجها وتدير هي مقاليد الأمور بعد أن تدير ظهرها له لإيمانها الشديد بأنه يتبعها، فتنشأ علاقة مهزوزة تُبعد الرجل عن مساره الفسيولوجي وعن دوره في الحياة كقائد للسفينة، وتُبعد المرأة أيضاً عن دورها في الحياة كمخلوق رقيق يحتوي الجميع بحنانه وعطفه وذكائه، فلكل مسار وتبدو الرحلة أكثرُ سلامة إذا سار كل قطار في مساره.
وفي بريطانيا - مثلاً - نشأ هناك سؤال محرج نظراً لازدياد ظاهرة العنف الزوجي حيث يُسأل الرجل أو المرأة هذا السؤال: هل لازلت تضرب زوجتك؟ فإن أجاب بنعم فمصيبة وإن أجاب بلا فيعني ذلك أنه كان يضربها ثم توقف، وكلا الإجابتين محرجتان بطبيعة الحال، فلا أجمل من حياة زوجية لا ترتفع فيها أيادي الزوجين إلا للعناق وتبادل التحايا.
أحد الطرفاء علّق على ظاهرة ضرب الزوجات للأزواج والتي تبثها دونما حياء مواقع الإنترنت علّق بقوله: هذا زمن الرجل (الطرطوري)، فلماذا انفض المجلس سألته من أي الرجال أنت؟ فأجاب بعد أن كاد يغص في ريقه قائلاً: يا أخي لا تحرجني! وبالطبع فأنا لا أعني سلب المرأة حقوقها وتهميش رأيها بل أقدر لها كل ما حباها الله من مقدرة وجمال، ولكن كثيراً من سمعنا عن قصص كثيرة لرجال تنازلوا عن كل شيء للمرأة وهذه سلبية لا يحسدون عليها، وبإمكانكم تزويدنا بقصص مماثلة لسيطرة النساء على الرجل (الطرطوري).
منيف خضير
تضربهم زوجاتهم
حتى وقت قريب كنّا نؤمن بقوة الرجل المطلقة ضد المرأة وسيطرته على الوضع بما حباه الله من بسطة في الجسم والمال حتى غيّرت إحدى النساء في زماننا الغابر هذه النظرية، حيث شاهدتها ترمي بأغراض زوجها النحيل والقصير في الشارع، ثم تتذكرّ (المخدة) بعد أن تغلق الباب، وما تلبث إلا أن تطوّح بها من فوق السور، فيأخذها الزوج على استحياء ويغادر الحارة ثم نراه مرة أخرى في مشهد مماثل، وكنّا نرقب الموقف الذي لا يبدو مؤلفاً لنا ولا حتى في المسلسلات العربية حينما كان الرجل يلقب بسي السيد!
وظاهرة العنف الأسري لا تقتصر على إيذاء الرجل لزوجته وأبنائه، بل وصلت إلى الرجل أيضاً فكثير من الرجال يتعرضون للإهانة والضرب والكلام البذيء، بل تتطاول بعض النساء على زوجها أمام الآخرين وفي التجمعات ربما من أجل المفاخرة بذلك، ولا أدري لماذا ارتبط في ذهني أن كل رجل قصير ونحيل تستطيع أن توسعه زوجته ضرباً، ربما لحادثة صاحبنا النحيل التي أشرت إليها في بداية المقالة دور في ذلك، رغم أن الرجل القصير في تراثنا له شأن حيث يقولون في الأمثال كل قصير بصير، ويقولون أيضاً اتقِ شر القريب من الأرض. وكثير من الفرسان الذين نعرفهم ونقرأ عنهم كانوا قصيري القامة، إلا أن هذه الفكرة لم تغادر خيالي وبقيت صورة النحيل كما شاهدتها أول مرة!
ورغم أن سلوك الضرب والعنف سلوك بشري منبوذ سواء ضرب الرجل لزوجته أو العكس إلا أن كثيراً من المجتمعات المتحضرة تنتشر فيها مثل هذه الظواهر، فتسيطر الزوجة أو (الأم) على زوجها وتدير هي مقاليد الأمور بعد أن تدير ظهرها له لإيمانها الشديد بأنه يتبعها، فتنشأ علاقة مهزوزة تُبعد الرجل عن مساره الفسيولوجي وعن دوره في الحياة كقائد للسفينة، وتُبعد المرأة أيضاً عن دورها في الحياة كمخلوق رقيق يحتوي الجميع بحنانه وعطفه وذكائه، فلكل مسار وتبدو الرحلة أكثرُ سلامة إذا سار كل قطار في مساره.
وفي بريطانيا - مثلاً - نشأ هناك سؤال محرج نظراً لازدياد ظاهرة العنف الزوجي حيث يُسأل الرجل أو المرأة هذا السؤال: هل لازلت تضرب زوجتك؟ فإن أجاب بنعم فمصيبة وإن أجاب بلا فيعني ذلك أنه كان يضربها ثم توقف، وكلا الإجابتين محرجتان بطبيعة الحال، فلا أجمل من حياة زوجية لا ترتفع فيها أيادي الزوجين إلا للعناق وتبادل التحايا.
أحد الطرفاء علّق على ظاهرة ضرب الزوجات للأزواج والتي تبثها دونما حياء مواقع الإنترنت علّق بقوله: هذا زمن الرجل (الطرطوري)، فلماذا انفض المجلس سألته من أي الرجال أنت؟ فأجاب بعد أن كاد يغص في ريقه قائلاً: يا أخي لا تحرجني! وبالطبع فأنا لا أعني سلب المرأة حقوقها وتهميش رأيها بل أقدر لها كل ما حباها الله من مقدرة وجمال، ولكن كثيراً من سمعنا عن قصص كثيرة لرجال تنازلوا عن كل شيء للمرأة وهذه سلبية لا يحسدون عليها، وبإمكانكم تزويدنا بقصص مماثلة لسيطرة النساء على الرجل (الطرطوري).