مدمن قهوة
03 Sep 2008, 11:13 AM
جعفر عباس
أوردت الصحف الكويتية حكاية العريسين، اللذين قررا إجراء مراسيم زواجهما في مدينة اسطنبول التركية. جميع المدعوين سيحصلون على تذاكر سفر من الكويت إلى تركيا وبالعكس مجانا مع بطاقات الدعوة. عادي، واللهم لا حسد. ألف دولار أمريكي قيمة تذاكر سفر لـ200 شخص؟ ولا شيء. عندما تزوج أبوالجعافر دعا أهله من أقاليم السودان وتحمل نفقة علف حميرهم، وكلفه ذلك «الشيء الفلاني». وسيقيم ضيوف حفل الزواج في فندق خمس نجوم في المدينة. أكثر من عادي. فقد سمعنا بمن يحجز فندقا بأكمله لحفل ختان لأسبوع كامل. ما هو غير عادي هو أن كل هذه التلتلة والسفر والحجوزات والتأشيرات والنفقات، تم تكبدها لأن العريس والعروس اتفقا على أن يكون حفل الزواج في نفس الفيلا التي تم فيها تصوير مسلسل نور التركي. قطيعة تقطع نور وسنين نور. صرت من فرط كرهي لـ«نور» ابتعد عن الأماكن التي فيها نور «إضاءة». ويا ويل من يقول لي صباح الـ«نور». وقبل أيام كنت أناقش موضوعا ما مع زميل مصري عندما أعجبه رأيي وقال لي: عليك نور. فصحت فيه: عليك نور ومهند وأتاتورك، أنت يا قليل الذوق.
استأجر العريس فيلا مسلسل نور بحديقتها لثلاثة أيام بلياليها، ومن حق كل من يتزوج أن يختار مكان الاحتفال حسب إمكاناته المادية، ومن المؤكد أن العريس الكويتي ميسور الحال، وكان بإمكانه إقامة الحفل في مدينة ديزني في سان فرانسيسكو، ومن المؤكد أيضا أن الفيلا التي يعيش فيها في الكويت أكبر وأفخم وأجمل من فيلا مسلسل نور. كتبت كثيرا مستخفا بهوس جماهير التلفزيون بالمسلسل التركي نور، وعجبت من التعقيبات التي وصلتني من بعض النساء على وجه خاص: يعجبنا في المسلسل الرقة والعذوبة في التعامل بين مهند وزوجته. تعجبنا الرومانسية التي نفتقدها عند رجالنا! طيب يا بنات الناس، دعوني أصارحكن بأن حياتي الزوجية خالية من الرومانسية من يومها الأول ولكنها صمدت وستظل صامدة بإذن الله. والتقصير في الرومانسية ليس فقط من جانبي بل إنني متأكد من أنه لو دخلت يوما على زوجتي وقلت لها: هيا بنا يا حبيبتي نذهب إلى فندق «الشمس الباردة» لنحتفل بمرور كذا سنة على زواجنا،. لو قلت لها مثل هذا الكلام، لاتصلت بالإسعاف لنقلي إلى مستشفى الأمراض العقلية. الرومانسية هذه «شغل سينما» وشغل «خطوبة» وتتحول بعد الزواج إلى احترام وود متبادل. نعم فينا نحن معشر الرجال قدر لا يستهان به من الجلافة والغلظة، ولكنها غير متعمدة لأنها جزء من ثقافتنا التي تمجد التكشير والعبوس، وأهون على بعضنا أن يشرب زيت الخروع على الريق من أن يقول لزوجته كلمة حلوة، ولكن الرومانسية لا تنتقل بالعدوى عبر شاشة التلفزيون، بل كثيرا ما يكون التعبير عنها صامتا. أي بالأفعال. أن يصر الزوج على اصطحابك للطبيب لأنك شاحبة. أن يقول لك لا تطبخي لأنك تعبانة. أن يحرص على ارتداء ملابسه في هدوء صباحا كي لا يوقظك. هذه هي الرومانسية المتاحة، وهذا آخر كلام عندي نيابة عن الرجال العرب. عجبكن أهلا وسهلا. ما عجبكن؟ عندكن الحائط والبحر.
أوردت الصحف الكويتية حكاية العريسين، اللذين قررا إجراء مراسيم زواجهما في مدينة اسطنبول التركية. جميع المدعوين سيحصلون على تذاكر سفر من الكويت إلى تركيا وبالعكس مجانا مع بطاقات الدعوة. عادي، واللهم لا حسد. ألف دولار أمريكي قيمة تذاكر سفر لـ200 شخص؟ ولا شيء. عندما تزوج أبوالجعافر دعا أهله من أقاليم السودان وتحمل نفقة علف حميرهم، وكلفه ذلك «الشيء الفلاني». وسيقيم ضيوف حفل الزواج في فندق خمس نجوم في المدينة. أكثر من عادي. فقد سمعنا بمن يحجز فندقا بأكمله لحفل ختان لأسبوع كامل. ما هو غير عادي هو أن كل هذه التلتلة والسفر والحجوزات والتأشيرات والنفقات، تم تكبدها لأن العريس والعروس اتفقا على أن يكون حفل الزواج في نفس الفيلا التي تم فيها تصوير مسلسل نور التركي. قطيعة تقطع نور وسنين نور. صرت من فرط كرهي لـ«نور» ابتعد عن الأماكن التي فيها نور «إضاءة». ويا ويل من يقول لي صباح الـ«نور». وقبل أيام كنت أناقش موضوعا ما مع زميل مصري عندما أعجبه رأيي وقال لي: عليك نور. فصحت فيه: عليك نور ومهند وأتاتورك، أنت يا قليل الذوق.
استأجر العريس فيلا مسلسل نور بحديقتها لثلاثة أيام بلياليها، ومن حق كل من يتزوج أن يختار مكان الاحتفال حسب إمكاناته المادية، ومن المؤكد أن العريس الكويتي ميسور الحال، وكان بإمكانه إقامة الحفل في مدينة ديزني في سان فرانسيسكو، ومن المؤكد أيضا أن الفيلا التي يعيش فيها في الكويت أكبر وأفخم وأجمل من فيلا مسلسل نور. كتبت كثيرا مستخفا بهوس جماهير التلفزيون بالمسلسل التركي نور، وعجبت من التعقيبات التي وصلتني من بعض النساء على وجه خاص: يعجبنا في المسلسل الرقة والعذوبة في التعامل بين مهند وزوجته. تعجبنا الرومانسية التي نفتقدها عند رجالنا! طيب يا بنات الناس، دعوني أصارحكن بأن حياتي الزوجية خالية من الرومانسية من يومها الأول ولكنها صمدت وستظل صامدة بإذن الله. والتقصير في الرومانسية ليس فقط من جانبي بل إنني متأكد من أنه لو دخلت يوما على زوجتي وقلت لها: هيا بنا يا حبيبتي نذهب إلى فندق «الشمس الباردة» لنحتفل بمرور كذا سنة على زواجنا،. لو قلت لها مثل هذا الكلام، لاتصلت بالإسعاف لنقلي إلى مستشفى الأمراض العقلية. الرومانسية هذه «شغل سينما» وشغل «خطوبة» وتتحول بعد الزواج إلى احترام وود متبادل. نعم فينا نحن معشر الرجال قدر لا يستهان به من الجلافة والغلظة، ولكنها غير متعمدة لأنها جزء من ثقافتنا التي تمجد التكشير والعبوس، وأهون على بعضنا أن يشرب زيت الخروع على الريق من أن يقول لزوجته كلمة حلوة، ولكن الرومانسية لا تنتقل بالعدوى عبر شاشة التلفزيون، بل كثيرا ما يكون التعبير عنها صامتا. أي بالأفعال. أن يصر الزوج على اصطحابك للطبيب لأنك شاحبة. أن يقول لك لا تطبخي لأنك تعبانة. أن يحرص على ارتداء ملابسه في هدوء صباحا كي لا يوقظك. هذه هي الرومانسية المتاحة، وهذا آخر كلام عندي نيابة عن الرجال العرب. عجبكن أهلا وسهلا. ما عجبكن؟ عندكن الحائط والبحر.