المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرضى "اللون الأحمر".. أجساد في العيادة النفسية وقلوب مع "المؤشر"



القلم الحر
10 Oct 2008, 03:49 PM
مرضى "اللون الأحمر".. أجساد في العيادة النفسية وقلوب مع "المؤشر"
عودة المهوس من رفحاء - - 10/10/1429هـ
لم تخل عيادة الطب النفسي في مستشفى رفحاء من مرضى "اللون الأحمر" و"الغلاء"، لكن الأول هو الأبرز في اليومين الماضيين، فمع هبوط الأسهم شهدت العيادة أعداداً كبيرة من المراجعين.
يقول الدكتور مصطفى مطر إخصائي الطب النفسي في مستشفى رفحاء المركزي، إن عدد المراجعين لعيادته هذه الأيام كبير، لافتا إلى أن الأسهم شكلت ضغطاً نفسياً على المتعاملين في السوق، دفع بعضهم إلى مراجعة الطب النفسي.
ويشير إلى أن عدد المراجعين للعيادة النفسية في مستشفى رفحاء ارتفع عن الأعوام الماضية نتيجة ضغوط نفسية بسبب الأسهم حيث بلغ متوسط عدد المراجعين اليومي نحو 17 مريضاً.
ويؤكد الدكتور مطر لـ "الاقتصادية" أن غلاء الأسعار أيضاً مثل ضغطاً نفسياً مباشراً على كثير من أفراد المجتمع، خصوصاً عندما لا يجد بعضهم الحاجات الأساسية مثل المسكن، والمأكل والملبس، مضيفاً أن "ضغوط الحياة ومصاعبها تتسبب في الإصابة بالأمراض النفسية بنسبة تراوح بين 25 و30 في المائة. وذكر أن القلق يزداد في مواسم الدراسة، وشهر رمضان إذ إن حالات القلق والاكتئاب والعنف تزداد.
وأفاد "غلاء الأسعار يؤدي إلى عدم الشعور بالأمان ويصيب بالإحباط ويجد الشخص نفسه مضطرا إما للتنازل عن بعض السلع الضرورية وعدم شرائها وإما الاستدانة لسد النقص، وفي كلتا الحالتين قد يصاب بالاكتئاب أو القلق والخوف واضطرابات النوم.
ويقول إن نسبة النساء المراجعات للعيادة من إجمالي المرضى نحو 40 في المائة، رغم أن الأمراض النفسية في النساء تعد إجمالاً أكثر من الرجال، لكنه يرجع عزوف المرأة عن مراجعة العيادة لأسباب عدة منها خجل المرأة من الاعتراف بالمرض النفسي أمام ذويها، وخوفها من أن توصف بأنها مريضة نفسيا، إضافة إلى أن الموروث الشعبي للمرض النفسي هو تلك الحالة التي تسمى "الجنون" التي يظهر صاحبها فاقدا السيطرة على نفسه ويبدو مهملا لملبسه وهيئته العامة.
ولفت إلى أن من الأسباب، صعوبة استيعاب ولي المرأة، زوجاً أو أباً أو أخاً أنها مريضة نفسياً، اعتقاد كثير من الناس أن المرض النفسي بالنسبة للأنثى ما هو إلا نتيجة تجارب عاطفية فاشلة مرت بها ما يقلل من أسهم المرأة التي تذهب للطبيب النفسي.
ويضيف أن الشباب هم أكثر المراجعين للعيادة النفسية، إذ تبلغ نسبة الشباب إلى كبار السن نحو 4 إلى 1 حيث تزيد نسبة الأمراض النفسية عموما بين الشباب وتقل النسبة كلما تقدم العمر حيث تتضاءل نسبة الاضطرابات العقلية والإدمان بعد سن الـ 40 عاماً، وكذلك تتحسن اضطرابات الشخصية بدرجة كبيرة بعد هذه السن.
ويرى الدكتور مطر أن اكتئاب الشيخوخة والخرف واضطرابات النوم والاضطرابات النفسية الناتجة عن أمراض عضوية كالجلطات الدماغية هي الأكثر شيوعا بين كبار السن، بينما القلق النفسي والاضطرابات الوجدانية والفصام العقلي والإدمان هي الأكثر شيوعا بين الشباب.