القنديل
19 Oct 2008, 02:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله
كنا يوم كنا صغاراً ينادي العبيط بصوت عالي حريقه .. حريقه .. فيركض كل من سمع الصوت ليرى الحريقه .
وحينما نصل نجد ضحكات العبيط وسخريته منا ومن خفتنا ! . حينما كبرنا ونسينا هذا الصوت ، جاء من
يذكرنا به في إعلامنا العربي ، فكل يوم نسمع حريقه .. حريقه فيجتمع حولها أولئك الذين ما زالوا يحتفظون
بعقول الصغار ، ثم ينطلقون في كل وادي من أودية الإعلام وينادون حريقه .. حريقه . الصغار أنفسهم يضحكون
من خفتهم ، حتى إنهم تساءلوا هل ميكي ماوس روح حتى يفتى بقتله !! بينما مشت عليهم النكتة !
الذي يطوف على الصحف اليومية والقنوات الفضائية ، يجد العجيب من الآراء والأقوال الخالية من الإنصاف ، وصحة المعلومة ،
واستشعار المسؤولية ، فيجد كلمات ظاهرها التنوير والتقدم وباطنها تأملات الصغار ، واستيعاب الصغار
وتعامل الصغار مع احترامي للصغار . ذات مساء أمسكت الريموت كنترول وأتقلب بين القنوات ، وليس من
عادتي أن أقف عند قناة العربية ، ولكني وقفت وشاهدت تحقيقاً مع فتاة عراقية لغمت بمتفجرات من حيث لا
تشعر ثم أرسلت باتجاه قوى الأمن العراقي ، ولكنهم أمسكوا بها ، وأنزلوا ملابسها واستخرجوا المتفجرات
، ثم قادوها إلى التحقيق ، وكانت فتاة يظهر على وجهها لمحات البراءة . كان هذا في برنامج اسمه
" صناعة الموت " . سألت نفسي سؤالاً يطرحه الكثير من المشاهدين على أنفسهم فقط .
هل هذا المشهد الذي رأيته حقيقة أم أنه مشهد وظف لأجندة استعمارية ، وأهداف فكرية !
أجبت نفسي ، أنه مشهد ليس حقيقي ، بل هو مصنوع صناعة لبرنامج صناعة الموت !
يمكن أن يسأل سائل بعد أن نفترض أنه غير صحيح : وكيف عرفت أنه مصطنع ؟
أقول : أولاً هناك قناعة شربتها منذ أن تابعت قناة العربية ورأيت عنايتها الفائقة بكل ما هو يخدم المصالح
الأمريكية ، فأنا وبكل صراحة لست من هواة الاعتقاد بـ " المؤامرة " ، وأحاول أن أبتعد عن الاتهامات ،
ولكن ما أشاهده في تلك القناة جعلتني أقتنع رغماً عني أن القناة هي فقط لعبد الرحمن الراشد ! وبالتالي
هذا الشعور جعلني أحكم أن المشهد مصطنع . ثانياً : من السذاجة أن يتوقع أحد أن الكاميرا معلقة في الشارع
وفي ذلك المكان وفي تلك اللحظة التي جاءت الفتاة إلى ذلك المكان .
ثالثاً : لم يكن هنالك حالة خوف من قبل رجال الأمن ، بل تعاملوا مع الموقع بكل أريحية !! مع أن الموضوع
يخيف فمن خلال ضغطة زر فقط يتم تفجير المكان بمن فيه !!
هذا المثال الذي أذكره ، أريد أن أبين للقارئ الكريم أن ثمة أسئلة يجب أن يجيب عليها إعلامنا إذا كان يحترم
المشاهد حتى نصدقه ، خاصة وأن الأكاذيب كثيرة ، والمرجفون كثير . وهذا طبعاً لا ينفي أن في العراق يقع
التفجير ولكن المشكلة فيمن يقدم لنا هذه الأخبار وفقاً لأجندته ومصالحه . فنحن نعلم أن ما يحدث بالعراق يصوره
لنا الإعلام الغربي وأن نشرات الأخبار إنما تعتمد على أخبار الإعلام الغربي .
ولا يفوتني أن أذكر الجملة المعتادة لمن أبتلي بالحديث عن الإرهاب وهي أنني كأي سعودي ومسلم ننكر
التفجير وقتل الأبرياء . وأرى أن هذا من الفتن التي ابتليت بها هذه الأمة .
نحن الجمهور العربي والإسلامي وللأسف الشديد ما زال ينقصنا الوعي في التعامل مع إعلامنا ، فلا ينكر أحد أن
الإعلام هو الصوت المسموع الأول ، وأن قناة العربية وحدها تستطيع أن تنادي بصوت عالي حريقه ... حريقه
فيجتمع أبناء الأمة حولها ، ويتناقل الناس الخبر ، كما حدث مع المسلسلات التركية وكيف لعبت قناتي العربية و
إم بي سي لعبتها في الترويج لهذا المسلسل من خلال ما ينقل عن المسلسل من أخبار ربما في أكثرها كذب
وهراء ولا يصدقه العقل الواعي .
وفي الأخير يجب علينا قبل أن نجري باتجاه الحريقة أن نتذكر أن ثمة تجارب وأصوات كثيرة سمعناها فلما
وصلنا إلى المكان وجدناها لعبة أطفال .
والسلام عليكم ورحمة الله .
كتب في 19/10/1429
كنا يوم كنا صغاراً ينادي العبيط بصوت عالي حريقه .. حريقه .. فيركض كل من سمع الصوت ليرى الحريقه .
وحينما نصل نجد ضحكات العبيط وسخريته منا ومن خفتنا ! . حينما كبرنا ونسينا هذا الصوت ، جاء من
يذكرنا به في إعلامنا العربي ، فكل يوم نسمع حريقه .. حريقه فيجتمع حولها أولئك الذين ما زالوا يحتفظون
بعقول الصغار ، ثم ينطلقون في كل وادي من أودية الإعلام وينادون حريقه .. حريقه . الصغار أنفسهم يضحكون
من خفتهم ، حتى إنهم تساءلوا هل ميكي ماوس روح حتى يفتى بقتله !! بينما مشت عليهم النكتة !
الذي يطوف على الصحف اليومية والقنوات الفضائية ، يجد العجيب من الآراء والأقوال الخالية من الإنصاف ، وصحة المعلومة ،
واستشعار المسؤولية ، فيجد كلمات ظاهرها التنوير والتقدم وباطنها تأملات الصغار ، واستيعاب الصغار
وتعامل الصغار مع احترامي للصغار . ذات مساء أمسكت الريموت كنترول وأتقلب بين القنوات ، وليس من
عادتي أن أقف عند قناة العربية ، ولكني وقفت وشاهدت تحقيقاً مع فتاة عراقية لغمت بمتفجرات من حيث لا
تشعر ثم أرسلت باتجاه قوى الأمن العراقي ، ولكنهم أمسكوا بها ، وأنزلوا ملابسها واستخرجوا المتفجرات
، ثم قادوها إلى التحقيق ، وكانت فتاة يظهر على وجهها لمحات البراءة . كان هذا في برنامج اسمه
" صناعة الموت " . سألت نفسي سؤالاً يطرحه الكثير من المشاهدين على أنفسهم فقط .
هل هذا المشهد الذي رأيته حقيقة أم أنه مشهد وظف لأجندة استعمارية ، وأهداف فكرية !
أجبت نفسي ، أنه مشهد ليس حقيقي ، بل هو مصنوع صناعة لبرنامج صناعة الموت !
يمكن أن يسأل سائل بعد أن نفترض أنه غير صحيح : وكيف عرفت أنه مصطنع ؟
أقول : أولاً هناك قناعة شربتها منذ أن تابعت قناة العربية ورأيت عنايتها الفائقة بكل ما هو يخدم المصالح
الأمريكية ، فأنا وبكل صراحة لست من هواة الاعتقاد بـ " المؤامرة " ، وأحاول أن أبتعد عن الاتهامات ،
ولكن ما أشاهده في تلك القناة جعلتني أقتنع رغماً عني أن القناة هي فقط لعبد الرحمن الراشد ! وبالتالي
هذا الشعور جعلني أحكم أن المشهد مصطنع . ثانياً : من السذاجة أن يتوقع أحد أن الكاميرا معلقة في الشارع
وفي ذلك المكان وفي تلك اللحظة التي جاءت الفتاة إلى ذلك المكان .
ثالثاً : لم يكن هنالك حالة خوف من قبل رجال الأمن ، بل تعاملوا مع الموقع بكل أريحية !! مع أن الموضوع
يخيف فمن خلال ضغطة زر فقط يتم تفجير المكان بمن فيه !!
هذا المثال الذي أذكره ، أريد أن أبين للقارئ الكريم أن ثمة أسئلة يجب أن يجيب عليها إعلامنا إذا كان يحترم
المشاهد حتى نصدقه ، خاصة وأن الأكاذيب كثيرة ، والمرجفون كثير . وهذا طبعاً لا ينفي أن في العراق يقع
التفجير ولكن المشكلة فيمن يقدم لنا هذه الأخبار وفقاً لأجندته ومصالحه . فنحن نعلم أن ما يحدث بالعراق يصوره
لنا الإعلام الغربي وأن نشرات الأخبار إنما تعتمد على أخبار الإعلام الغربي .
ولا يفوتني أن أذكر الجملة المعتادة لمن أبتلي بالحديث عن الإرهاب وهي أنني كأي سعودي ومسلم ننكر
التفجير وقتل الأبرياء . وأرى أن هذا من الفتن التي ابتليت بها هذه الأمة .
نحن الجمهور العربي والإسلامي وللأسف الشديد ما زال ينقصنا الوعي في التعامل مع إعلامنا ، فلا ينكر أحد أن
الإعلام هو الصوت المسموع الأول ، وأن قناة العربية وحدها تستطيع أن تنادي بصوت عالي حريقه ... حريقه
فيجتمع أبناء الأمة حولها ، ويتناقل الناس الخبر ، كما حدث مع المسلسلات التركية وكيف لعبت قناتي العربية و
إم بي سي لعبتها في الترويج لهذا المسلسل من خلال ما ينقل عن المسلسل من أخبار ربما في أكثرها كذب
وهراء ولا يصدقه العقل الواعي .
وفي الأخير يجب علينا قبل أن نجري باتجاه الحريقة أن نتذكر أن ثمة تجارب وأصوات كثيرة سمعناها فلما
وصلنا إلى المكان وجدناها لعبة أطفال .
والسلام عليكم ورحمة الله .
كتب في 19/10/1429