Google
07 Jul 2003, 01:46 AM
حدثني أبو دندون قائلاً : أي بني الغالي هي حكمة وجيزة وموعظة بليغة أوردها لك بالمجان فأرعني سمعك وغض عني بصرك ، ولا تجادلني بعدها
قوقل : ويحك يا عم كأني بك آيس من هذا الزمن وأهله ؟
أبو دندون: يا ولدي يا قويقل ( بضم القاف وكسر الواو ) ، لقد جبت الأمصار ، وركبت البحار وقارعت الخصوم والأخطار ، ناهيك عن مدافعتي اللصوص وسرقتي للأبقار ، لكنني والله يشهد لم أرى مثل زمانك يابني مكلل بالخزي والعار
قوقل : أحقاً ما تقول يا أبا دندون ؟
أبو دندون : هي كلمة أقولها ولعنة الله على وسوسة الشيطان
قوقل : كلي آذان صاغية
أبو دندون : صباح هذا اليوم أيقظني منبه الساعة ... وقال لي يابن العرب قد حان وقت النوم
قوقل : أليست هذه المقولة لشاعر العراق أحمد بن مطر ؟
أبو دندون : قلت لك ارعني سمعك وغض عني بصرك ولا تجادلني
قوقل : هات ما عندك
أبو دندون : دخلت الكوفة سنة633 من الهجرة النبوية الشريفة ، ويممت شطر
الجامع وإذا بالحجاج يخطب على منبر هذا الجامع ، إيذاناً ببدء عهده بخطبة شهيرة سمعها القاصي والداني من أهل الكوفة ( المقيمين والمواطنين ) ، وكان مما جاء فيها :
و الله لأجعلن نهاركم أسود من ليلكم, والله لأذيقنكم الهوان ولأمرِّينكم به حتي تدروا وتذلُّوا بأن اسرق موارد بيت الإمارة مما يعطيني أمير المؤمنين ، وهي مخصصات الضيافة ، والتي يرسلها أمير المؤمنين ـ رعاه الله ـ ومقدارها 15.000 ريال سنوياً ( تحت مسمى مصاريف الضيافة ) حتى إذا جاءت زيارة مسئول عالي المستوى ، مثل زيارة أمير المؤمنين إلى الكوفة أقوم بجمع مبالغ منكم أيها الرعية ، لعمل حفلة لضيافة المسئول على نفقتكم ، وآخذ أنا ال15.000 في جيبي ، لأنكم كرماء وأنا أستاهل
( تستاهل فصل من منصبك الذي لا تستحقه على مثل هذا النصب يا نصّاب يا حرامي ).
قوقل : قل كلاماً يعقل يا أبا دندون
أبو دندون : ثكلتك أمك أيها القوقل قلت لك لا تجادل ولا تناقش وهل عهدت على أبي دندون كذباً ؟ ماذا دهاك يا رجل ؟؟
قوقل : لقد ثكلتني أمي مذ تلقفتني هذه الدنيا ...... أكمل يا أبا دندون أكمل ، ولا تؤاخذني فما عهدتك إلا صادقاً مع نكارةٍ في حديثك
أبو دندون : طالما تسائلنا عن هذا الأمر ولم نجد مبرراً شافياً لذلك سوى
أن راحلة الحجاج من نوع ألماني لونها كلون السماء وقطع غيارها غالية شوي ، ، إلا غالية والعياذ بالله من الغباء والإسراف.
ولذلك وجدنا المبرر (طيب ياخي أركب مورسيدس لأن قطع غيارها أرخص ) مع العلم أن الخليفة معطيه راحلة من نوع أمريكي ويبدو أنها من حمر النعم..أما داره فقد أعطاه الخليفة داراً للسكن مجاناً ، وهي من فئة الدورين ،
ومع هذا وذاك فقد سرق الرعية ، أصلحه الله وأعانه على تفقد أمورها ،
قوقل : أكمل أكمل فقد شوقتني يا أبا دندون واعذرني على المقاطعة فأنا امرؤ مهذار
أبو دندون : انفلتنا من المسجد بعد خطبة الحجاج العصماء ثم اتجهنا إلى مقر الحفل حيث يحضر أمير المؤمنين ، وتم إعداد الحفل لحضوره الكوفة ، وكان يقود خطم زمام حمار الوالي رجل طويل وبطين اسمه مشتق من ضوء الشمس وعمله في الكوفة وبطبيعة الحال له أعمال عدة منها مشرف الجمعية الخيرية سابقاً، وكم أكل هذا الرجل من الدراهم بل حتى الدانق يأخذه بدون وجه حق ، ويزعم أنه يساعد الفقراء والمحتاجين ، وهذا هو الفساد بعينه ، ولم يوقف عند حده يا ولدي يا قوقل إلا مؤخراً بعدما أكل ما لذ وطاب مما هو مخصص للفقراء والمحتاجين،
قوقل : دعنا من استطراداتك يا أبا دندون وأكمل القصة فقد شوقتني يا رجل
وكان ممن حضروا الحفل : رجل يعود أصله إلى الموصل وقد درس في مدارس الكوفة والبصرة وأخذ شهادة تؤهله لتعليم التلاميذ وبالفعل قام بمهنة التعليم في الكوفة ، وله اهتمامات رياضية عندما كان يطلب العلم في البصرة ، حيث أنه كان يقوم بعمل خطير وهو (تلقيط الكور) من خارج الملعب والعودة بها إلى داخل الملعب ، هذا الرجل شديد النفاق ، ويقال إن له مصنفا مخطوطا اسمه ( التضامن ) يزعم فيه هذا المبير الكذاب أن مصنفه هذا قادر على الإرتقاء برياضة أهل الكوفة ، والتطور بها حيث ينافس نادي النصر بقدرة قادر ، ومن شدة نفاقه لأمير المؤمنين ، سأحكي لك هذه القصة ، جاء رجل كبير السن إلى أمير المؤمنين ، يريد أن يبين له حقيقة ما يجري في الكوفة ، وما أن تكلم إلى أمير المؤمنين ، حتى جاءه صاحب مصنف التضامن ومسكه برقبته وهتف بأعلى صوته من شدة النفاق قائلاً : أطلع برا ……. فغضبت يابني من شدة جهلة ، وكدت أن أختنق من شدة الغضب ، إذ لم يحترم وهذا المتعلم الرجل على الأقل لكبر سنه .. احترمه يا أخي .. والله العتب على أمير المؤمنين والذي يفترض به أن يلقن المتعلم درساً لن ينساه كأن يلقي به في السجن لإهانته للرجل كبير السن .
أخيراً يابني : قلت للحجاج :
- كم بينك وبين آدم ؟!.
قال :
- كثير.
قلت :
فأين هم ؟!.
صمت !!.:cool:
( وهنا أدرك أبو دندون الصباح .... فسكت عن الكلام المحرم .... والغير مباح ).
قوقل : ويحك يا عم كأني بك آيس من هذا الزمن وأهله ؟
أبو دندون: يا ولدي يا قويقل ( بضم القاف وكسر الواو ) ، لقد جبت الأمصار ، وركبت البحار وقارعت الخصوم والأخطار ، ناهيك عن مدافعتي اللصوص وسرقتي للأبقار ، لكنني والله يشهد لم أرى مثل زمانك يابني مكلل بالخزي والعار
قوقل : أحقاً ما تقول يا أبا دندون ؟
أبو دندون : هي كلمة أقولها ولعنة الله على وسوسة الشيطان
قوقل : كلي آذان صاغية
أبو دندون : صباح هذا اليوم أيقظني منبه الساعة ... وقال لي يابن العرب قد حان وقت النوم
قوقل : أليست هذه المقولة لشاعر العراق أحمد بن مطر ؟
أبو دندون : قلت لك ارعني سمعك وغض عني بصرك ولا تجادلني
قوقل : هات ما عندك
أبو دندون : دخلت الكوفة سنة633 من الهجرة النبوية الشريفة ، ويممت شطر
الجامع وإذا بالحجاج يخطب على منبر هذا الجامع ، إيذاناً ببدء عهده بخطبة شهيرة سمعها القاصي والداني من أهل الكوفة ( المقيمين والمواطنين ) ، وكان مما جاء فيها :
و الله لأجعلن نهاركم أسود من ليلكم, والله لأذيقنكم الهوان ولأمرِّينكم به حتي تدروا وتذلُّوا بأن اسرق موارد بيت الإمارة مما يعطيني أمير المؤمنين ، وهي مخصصات الضيافة ، والتي يرسلها أمير المؤمنين ـ رعاه الله ـ ومقدارها 15.000 ريال سنوياً ( تحت مسمى مصاريف الضيافة ) حتى إذا جاءت زيارة مسئول عالي المستوى ، مثل زيارة أمير المؤمنين إلى الكوفة أقوم بجمع مبالغ منكم أيها الرعية ، لعمل حفلة لضيافة المسئول على نفقتكم ، وآخذ أنا ال15.000 في جيبي ، لأنكم كرماء وأنا أستاهل
( تستاهل فصل من منصبك الذي لا تستحقه على مثل هذا النصب يا نصّاب يا حرامي ).
قوقل : قل كلاماً يعقل يا أبا دندون
أبو دندون : ثكلتك أمك أيها القوقل قلت لك لا تجادل ولا تناقش وهل عهدت على أبي دندون كذباً ؟ ماذا دهاك يا رجل ؟؟
قوقل : لقد ثكلتني أمي مذ تلقفتني هذه الدنيا ...... أكمل يا أبا دندون أكمل ، ولا تؤاخذني فما عهدتك إلا صادقاً مع نكارةٍ في حديثك
أبو دندون : طالما تسائلنا عن هذا الأمر ولم نجد مبرراً شافياً لذلك سوى
أن راحلة الحجاج من نوع ألماني لونها كلون السماء وقطع غيارها غالية شوي ، ، إلا غالية والعياذ بالله من الغباء والإسراف.
ولذلك وجدنا المبرر (طيب ياخي أركب مورسيدس لأن قطع غيارها أرخص ) مع العلم أن الخليفة معطيه راحلة من نوع أمريكي ويبدو أنها من حمر النعم..أما داره فقد أعطاه الخليفة داراً للسكن مجاناً ، وهي من فئة الدورين ،
ومع هذا وذاك فقد سرق الرعية ، أصلحه الله وأعانه على تفقد أمورها ،
قوقل : أكمل أكمل فقد شوقتني يا أبا دندون واعذرني على المقاطعة فأنا امرؤ مهذار
أبو دندون : انفلتنا من المسجد بعد خطبة الحجاج العصماء ثم اتجهنا إلى مقر الحفل حيث يحضر أمير المؤمنين ، وتم إعداد الحفل لحضوره الكوفة ، وكان يقود خطم زمام حمار الوالي رجل طويل وبطين اسمه مشتق من ضوء الشمس وعمله في الكوفة وبطبيعة الحال له أعمال عدة منها مشرف الجمعية الخيرية سابقاً، وكم أكل هذا الرجل من الدراهم بل حتى الدانق يأخذه بدون وجه حق ، ويزعم أنه يساعد الفقراء والمحتاجين ، وهذا هو الفساد بعينه ، ولم يوقف عند حده يا ولدي يا قوقل إلا مؤخراً بعدما أكل ما لذ وطاب مما هو مخصص للفقراء والمحتاجين،
قوقل : دعنا من استطراداتك يا أبا دندون وأكمل القصة فقد شوقتني يا رجل
وكان ممن حضروا الحفل : رجل يعود أصله إلى الموصل وقد درس في مدارس الكوفة والبصرة وأخذ شهادة تؤهله لتعليم التلاميذ وبالفعل قام بمهنة التعليم في الكوفة ، وله اهتمامات رياضية عندما كان يطلب العلم في البصرة ، حيث أنه كان يقوم بعمل خطير وهو (تلقيط الكور) من خارج الملعب والعودة بها إلى داخل الملعب ، هذا الرجل شديد النفاق ، ويقال إن له مصنفا مخطوطا اسمه ( التضامن ) يزعم فيه هذا المبير الكذاب أن مصنفه هذا قادر على الإرتقاء برياضة أهل الكوفة ، والتطور بها حيث ينافس نادي النصر بقدرة قادر ، ومن شدة نفاقه لأمير المؤمنين ، سأحكي لك هذه القصة ، جاء رجل كبير السن إلى أمير المؤمنين ، يريد أن يبين له حقيقة ما يجري في الكوفة ، وما أن تكلم إلى أمير المؤمنين ، حتى جاءه صاحب مصنف التضامن ومسكه برقبته وهتف بأعلى صوته من شدة النفاق قائلاً : أطلع برا ……. فغضبت يابني من شدة جهلة ، وكدت أن أختنق من شدة الغضب ، إذ لم يحترم وهذا المتعلم الرجل على الأقل لكبر سنه .. احترمه يا أخي .. والله العتب على أمير المؤمنين والذي يفترض به أن يلقن المتعلم درساً لن ينساه كأن يلقي به في السجن لإهانته للرجل كبير السن .
أخيراً يابني : قلت للحجاج :
- كم بينك وبين آدم ؟!.
قال :
- كثير.
قلت :
فأين هم ؟!.
صمت !!.:cool:
( وهنا أدرك أبو دندون الصباح .... فسكت عن الكلام المحرم .... والغير مباح ).