المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتب الرفحاوي الرائع محمد الرطيان : مبيريك / باراك / مبروك.. لمن سأعتذر؟



رفحاوي
08 Nov 2008, 05:27 PM
محمد الرطيان

مبيريك / باراك / مبروك.. لمن سأعتذر؟

(1)

قبل حوالي العام، وتحديدا في يناير الماضي، كتبت مقالة بعنوان (أوباما.. هذا الزنجي الساحر) نشرتها "الوطن" وعدة صحف عربية، وطبعا تم تناقلها طوال الحملة الانتخابية في الكثير من المواقع الإلكترونية، والمقالة تتحدث عن كاريزما أوباما وملامحه وأحلامه وعن اختلافه عن بقية منافسيه، وجاذبيته الواضحة، والأهم شعاره: التغيير. وكان المقال ينتهي بنهاية الفقرة الخامسة منه، وهي: التغيير يبدأ من وجه أوباما.. فهل ستتغيّر الوجوه قبل الأفكار؟... إلى أن اتصل عليّ الصديق المبدع عبدالرحمن المطيري قبل لحظات من إرسال المقال إلى الصحيفة، وبعد أن قرأته عليه اقترح إضافة فقرة سادسة، وهي: "لن يفوز"!
أنا هنا لا أبحث عن تبرير لـ"خيبة" توقعاتي، فهذه العبارة في وقتها أعجبتني، وشعرت أنها ستكون صادمة للقارئ الذي يقرأ خمس فقرات طويلة تتحدث عن كل ما يجعل أوباما هو المرشح القادم بقوة، ثم تأتي الفقرة السادسة لتقول له – وببساطة – "لن يفوز". لم تكن فقرة منطقية (فالكتابة ليست تنجيم) ولكنها مثيرة وصادمة!
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2661&id=3928&Rname=80

(2)

الذي جعلني أستعيد تفاصيل هذا المقال هو أن بعض القراء عبر الشبكة العنكبوتية طالبوني بتقديم الاعتذار عن هذه الفقرة "لن يفوز".. ولن أكابر.. فأنا مستعد لتقديم الاعتذار لمن يستحق. ولكن.. لمن سأقدم هذا الاعتذار؟.. للقارئ؟.. أم للسيّد أوباما – حفظه الله ورعاه وسدّد على طريق الخير خطاه – وكأن مقالتي البسيطة أربكت حملته الانتخابية وكادت أن تفقده فرصة الفوز!!
أظن أن جهة ثالثة هي التي تستحق الاعتذار: الشعب الأمريكي.

(3)

لأمريكا الكثير من الوجوه: الرائعة.. والمروعة.
أمريكا التي وطئ إنسانها بقدميه على سطح القمر، وزرع في الفضاء عشرات الأقمار الاصطناعية، نفسها أمريكا هي الوحيدة التي جربت على البشر سلاحا ذريا.
أمريكا التي تصنع الدواء لمرضى العالم، نفس أمريكا التي ترسل لشعوب العالم الـ B52 وصواريخ التوماهوك.

وكما نلعن – ليل نهار – وجهها المروع، علينا أن نشكر وجهها الرائع..
ومساء الثلاثاء الماضي كانت أمريكا رائعة، جعلت العالم يسهر حتى الصباح ليتابع كرنفال الحرية، ويتأكد أن "الحلم الأمريكي" ما يزال على قيد الحياة.
والحديث هنا ليس عن أوباما.. الحديث عن الذين اختاروه:
قبل سنوات قليلة كان يمنع من الجلوس على "مقعد" في مطعم ما، ويكتب على بوابة المطعم لافتة: يمنع دخول السود والكلاب!
قبل سنوات قليلة كان يطرد من "مقعد" الحافلة ليجلس مكانه رجل أبيض.
مساء الثلاثاء الماضي صنعوا منه أسطورة حية، ومنحوه أهم "مقعد" في العالم.. كرسي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

(4)

قبل فترة، كتب إبراهيم عيسى مقالا رائعا، تخيّل فيه أن حسين أوباما – هذا الأفريقي المزواج – أتى إلى مصر بعد أمريكا، وتزوج، ورزق بأخ لباراك وأسماه مبروك، وأخذ يتخيّل وضعه "المنيّل بـ 60 نيله" مقارنة بأخيه باراك. بدوري أخذت أتخيّل أن السيّد حسين أتى إلى هنا وتزوج ورزق بولد ثالث وأسماه مبيريك، وتخيّلت وضعه "المنيّل بـ 66 نيله":
ــ لم يتزوج حتى اليوم وذلك "لعدم تكافؤ النسب".
ــ مهدد بالترحيل في أي لحظة.
ــ ما يزال هناك من يناديه بـ"العبد" فقط لأنه أسود البشرة.
ــ أقصى طموحاته أن يعمل "مرافق"!
ــ...........؟!

(5)

أتيت هنا لكي أعتذر.. ولكن.. لمن سأعتذر؟
حسنا.. سيكون الاعتذار مقدما للأخ "مبيريك"!

(6)

لن اكتب الفقرة السادسة، ولن أمنح الصديق عبدالرحمن المطيري أي فرصة لتقديم أي اقتراح وخاصة أنه ما يزال يصر حتى هذه اللحظة أنه لم يفز!!


الحمد لله على السلامة أبو سيف...
لك وحشة و لا تغيب ثاني مرة...
يكفي إننا ننتظر أسبوع كامل ...