المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة المدينة: طلاب كلية المجتمع.. مكافآت مقطوعة ووعود لا تتحقق.



ساخر الشمري
20 Jan 2009, 04:51 PM
.


وزارة التعليم العالي لم تتجاوب

طلاب كلية المجتمع.. مكافآت مقطوعة ووعود لا تتحقق


جزاع النماصي - رفحاء

تبنت وزارة التعليم العالي مفهوم كليات المجتمع حيث كانت الانطلاقة الأولى عام 1418هـ بافتتاح أول ثلاث كليات مجتمع في المملكة، ثم توالى إنشاؤها في مختلف المناطق والمحافظات حتى وصلت إلى أكثر من 50 كلية تضم أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، ولكنهم باتوا يتذمرون من عدم صرف مكافآت شهرية تعينهم على سير دراستهم أسوة بزملائهم طلاب الكليات ومؤسسات التعليم العالي الأخرى بما فيها الكليات الصحية التي انضمت مؤخرا إلى منظومة التعليم العالي والتي تؤهل خريجيها بشهادة «دبلوم» شأنها شأن كليات المجتمع من حيث درجة المؤهل العلمي، إلا أنها تختلف بصرف مكافآت شهرية لطلابها، هذا ما جعل نايف الشمري وعبد الله المطرفي طلاب كلية المجتمع برفحاء يقولون بأننا نشعر بضيم التفرقة في نفوسنا نظير ما يتمتع به زملاؤنا بالكليات الأخرى من امتيازات ومكافآت.

أهمية المكافأة

أما خالد العتيبي طالب كلية المجتمع بالرياض قال: تقدمت للتسجيل في كلية المجتمع لما تحققه من هدف المواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل دون النظر إلى أهمية المكافأة ولكني أدركت فيما بعد بأن الصعوبة بمكان لذوي الدخل المحدود أو حتى المتوسط مواصلة دراسته من غير مكافأة تعينه على ذلك في ظل المتطلبات الدراسية المتراكمة وغلاء المعيشة الخانق. فيما قال محمد الشمري طالب كلية المجتمع بحائل أنه لا مبرر لحرماننا من المكافأة مع صرفها لطلاب الكليات الأخرى في التعليم العالي وكأننا بمعزل عنهم خارج أروقة الوزارة . أما نورة طالبة كلية المجتمع بـالأحساء قالت ينتابني شعور بالحزن عندما أرى زميلاتي في الكليات الأخرى يتهافتن لاستلام مكافآتهن وأنا محرومة منها على الرغم من أننا تحت سقف جامعة واحدة ووزارة واحدة.

«المدينة» رصدت آراء عدد من مسؤولي كليات المجتمع في المملكة، حيث قال عميد كلية المجتمع بالرياض الأستاذ الدكتور سعد محمد الشهري ان انعدام المكافآت لطلاب كلية المجتمع بلا شك يؤثر سلبا على تحصيل الطالب العلمي وعدم صرفها ساهم في غياب بعض الطلاب عن المحاضرات وتسرب عدد آخر، وعملت الكلية دراسة مبسطة للوقوف على مثل هذه الحالات فتبين أن السبب الرئيس الذي ساهم في ذلك هو انعدام المكافأة، مما اضطرهم للبحث عن استقرار مادي وذلك بالعمل خارج الكلية لتوفير مبالغ مالية سواء للإسكان والمعيشة أو حتى للمواصلات التي تمكنهم من الوصول للكلية.

دعم الطلاب

وحول المطالبات المستمرة من الطلاب قال الدكتور الشهري بأن السؤال الأول الذي يوجه لنا دائما من الطلاب هو متى سوف تصرف المكافأة؟ ولماذا نحرم منها من بين جميع الكليات؟ مشيرا إلى أن هذا خلق لديهم نظرة دونية لكلية المجتمع معتبرين أنها ليست من ضمن منظومة التعليم الجامعي سوى بإسمها.

وقد كشف الدكتور الشهري بأن هناك توجيهات من مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان قد تظهر قريبا على أرض الواقع تتضمن دعم ما يزيد على 4000 طالب هم طلاب كلية المجتمع بالرياض بمعونات مادية عن طريق عمادة شؤون الطلاب وصندوق الطالب نظير تشغيلهم ذاتيا داخل الكلية بشركة افتراضية تدرب الطلاب على العمل وتتفاوت تلك المعونات من طالب لآخر حسب الأداء محاولة من الجامعة لرفع مستوى تحصيل الطالب العلمي واحتواء حالات الغياب والتسرب.

فيما قال عميد كلية المجتمع بجدة الأستاذ الدكتور ابراهيم اسماعيل كتبي انه من خلال تجاربي مع طلاب كلية المجتمع وجدت أن هناك فئة كبيرة جدا يحتاجون المكافأة مما حدا بالكثير منهم الانسحاب من الدراسة والبحث عن فرصة العمل في ظل انعدامها مما دعا الكلية مساعدة بعض من هؤلاء الطلاب ماديا حسب إمكانياتها، وبيّن الدكتور كتبي أن من أهم عزوف الطالب عن كليات المجتمع عدم وجود مكافأة مشيرا إلى أن المستمر منهم من يعمل ويدرس في آن واحد. وأضاف كتبي بأن وزارة التعليم العالي تسعى جاهدة لمنح طلاب المجتمع مكافأة والمتابعة مستمرة في ذلك من قبل الوزارة للجهات المعنية، مُذكرا بلقاء علمي حصل العام الماضي لعمداء وعميدات كليات المجتمع في المملكة برئاسة وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور محمد العوهلي وخلص ذلك اللقاء بعدة توصيات أهمها صرف مكافأة لطلاب كلية المجتمع.

إكمال الدراسة

وحول مواصلة خريجي كليات المجتمع في البرامج التأهيلية دراستهم قال الدكتور كتبي للأسف لا يحق لهم مواصلة دراستهم الجامعية للحصول على درجة البكالوريوس وإن نظرنا لهذا الأمر نظرة شمولية من حيث التنمية والتطوير وما يعود على الوطن وشبابنا بالفائدة فيجب أن لا يقفل هذا الباب أمامهم خاصة المتميزين منهم فلا بد أن تتاح لهم الفرصة كي نسير بركب الدول المتقدمة كأمريكا وبريطانيا واستراليا فكليات المجتمع هناك هي من تخدم الجامعات بالعلم والمعرفة.أما عميد كلية المجتمع بحفر الباطن الدكتور حمزة محمد مغربي فقد رأى أن المكافأة هامشية والطالب في كلية المجتمع جاء ليتعلم وليس ليأخذ مبلغا ماليا، مشيرا إلى أن ما توفر لهم من كليات إنما هي أماكن للعلم وليست أماكن عمل، وأضاف بأن الطالب الذي يلتحق بالكليات من أجل المكافأة يرتكب ظلمين: الأول في حق زميل أجدر منه بالمقعد الدراسي والآخر بحق نفسه لأنه التحق ليس من أجل الدراسة وإنما من أجل المكافأة، ومن يفعل ذلك عليه أكثر من علامة استفهام فلا بد من إعادة توجيهه من محور المادة إلى محور التعليم. وحول إمكانية مواصلة الدراسة لخريجي كلية المجتمع قال الدكتور مغربي يحق لهم ذلك وكثير منهم من التحق بركب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمن يحمل تقدير جيد جدا فأعلى كما أنه يحق لهم الالتحاق بأي من الجامعات السعودية فجميعهم تحت مظلة التعليم العالي وما ينطبق على جامعة الملك فهد ينطبق على الجامعات السعودية الأخرى. «المدينة» أرسلت استفساراتها لوكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي إلا أنها لم تحظ بالرد ولم نجد تجاوبا.

يذكر أن مجلس الشورى أوصى قبل نحو عامين بتخصيص مكافأة شهرية لطلاب وطالبات كليات المجتمع في المملكة إلا أن ذلك لم ير النور إلى الآن ومازال الطلاب والطالبات ينتظرون.

المصدر:

http://al-madina.com/node/95739