شحاته قموط
07 Mar 2009, 05:32 PM
(1)
سيدتي السـُلطة..
اللامعة مثل ذهب، الناعمة مثل أفعى، المخيفة مثل سجن.
تحية طيبة / مرتجفة... وبعد:
هذا الأسبوع كان حافلا ً بـ: عليك بالتزام الصمت.. و"أغلق فمك"!
كانت كل التصريحات تتجه إلى فمي - كمواطن - وتـُطالب بإغلاقه.. كأنه محل لبيع الأشياء المستعملة غير مـُرخص له بالعمل، أو كأن فمي مطعم شعبي تجاوز الأنظمة وصار يبيع الوجبات الفاسدة!!
(2)
سيدتي السـُلطة..
قد لا تعلمين - وأنتِ القوية - إنك موجودة في أماكن وأشكال كثيرة ومختلفة:
أنتِ موجودة في جيب حكم مباراة على شكل بطاقة حمراء يُشهرها في وجهي ليطردني من الملعب... هناك من يسميكِ: " قانون"!
أنتِ موجودة في عيون "المسؤول".
أنتِ موجودة في "لحية" الشيخ.
أنتِ موجودة في أعراف القبيلة.
أنتِ موجودة في عادات وتقاليد المجتمع.
أنتِ تقفين الآن على أطراف أصابعي وأنا أكتب.. وتجعلينني أحاول جاهداً البحث عن كلمة "لطيفة" و"خفيفة" حتى لا تغضبي مني!
والسؤال - يا سيدتي - رغم كل هذا الوجود المتعدد والممتد بأشكاله المختلفة:
ـ هل استطعت أن تغلقي فمي؟.. الإجابة: لاااا!
(3)
سيدتي السـُلطة..
من مئات - بل آلاف - السنين:
كان هنالك إنسان ما، في مكان ما، قال كلمته.. وابتكر فكرته.
واستطاعت كلمته تلك أن تعبر الأزمنة والأمكنة.. استطاعت أن تنجو من الحرس..
طارت بلا أجنحة.. ووصلت إلى زماننا هذا.
هذا الإنسان، من الممكن أن يكون: نبياً، مصلحاً، شاعراً، مفكراً، ثائراً.. أو صاحب طريقة جديدة ومذهب جديد.
وهذه الكلمة: نص مقدس، فكرة، قصيدة، صرخة..
انظري إلى الكتب العتيقة - يا سيدتي - واسألي نفسك:
كيف عبرت كل هذه الأشياء الممنوعة في زمانها ؟.. كيف نجت من الموت؟!
وتذكري أنها "وصلت" وعاشت كل هذه السنوات، قبل أن يخترع الإنسان المطبعة ويعرف الإذاعة والصحيفة، فكيف سيكون الوضع ونحن في زمن الإنترنت والموبايل والبث الفضائي والمنظمات الإنسانية والحقوقية؟
ما الحل إذاً؟..
حاولي يا سيدتي أن تتصالحي مع "فمـي"..
فمي: ليس ميكرفونا أجنبياً.
فمي: يحلم أن يطبع قـُبلة رائعة على جبين البلاد وأهلها.
فمي: أغنية وطنية.
ـ ملاحظة مهمة:
سيدي وزير الصحة..
لديّ - بعد يومين - موعد مع طبيب الأسنان.
سيقول لي: "افتح فمك".
هل أقول له: لا.. وزيرك قال لي "أغلق فمك"؟!
إذن ماذا سأفعل بضرسي الذي أصابه السوس؟... أخلعه؟!
والسؤال الأهم يا سيدي:
ماذا سأفعل بالعقل والروح إذا أصابهما التسوّس؟!!
منقول من كاتب صحيفة الوئام محمد الرطيان
سيدتي السـُلطة..
اللامعة مثل ذهب، الناعمة مثل أفعى، المخيفة مثل سجن.
تحية طيبة / مرتجفة... وبعد:
هذا الأسبوع كان حافلا ً بـ: عليك بالتزام الصمت.. و"أغلق فمك"!
كانت كل التصريحات تتجه إلى فمي - كمواطن - وتـُطالب بإغلاقه.. كأنه محل لبيع الأشياء المستعملة غير مـُرخص له بالعمل، أو كأن فمي مطعم شعبي تجاوز الأنظمة وصار يبيع الوجبات الفاسدة!!
(2)
سيدتي السـُلطة..
قد لا تعلمين - وأنتِ القوية - إنك موجودة في أماكن وأشكال كثيرة ومختلفة:
أنتِ موجودة في جيب حكم مباراة على شكل بطاقة حمراء يُشهرها في وجهي ليطردني من الملعب... هناك من يسميكِ: " قانون"!
أنتِ موجودة في عيون "المسؤول".
أنتِ موجودة في "لحية" الشيخ.
أنتِ موجودة في أعراف القبيلة.
أنتِ موجودة في عادات وتقاليد المجتمع.
أنتِ تقفين الآن على أطراف أصابعي وأنا أكتب.. وتجعلينني أحاول جاهداً البحث عن كلمة "لطيفة" و"خفيفة" حتى لا تغضبي مني!
والسؤال - يا سيدتي - رغم كل هذا الوجود المتعدد والممتد بأشكاله المختلفة:
ـ هل استطعت أن تغلقي فمي؟.. الإجابة: لاااا!
(3)
سيدتي السـُلطة..
من مئات - بل آلاف - السنين:
كان هنالك إنسان ما، في مكان ما، قال كلمته.. وابتكر فكرته.
واستطاعت كلمته تلك أن تعبر الأزمنة والأمكنة.. استطاعت أن تنجو من الحرس..
طارت بلا أجنحة.. ووصلت إلى زماننا هذا.
هذا الإنسان، من الممكن أن يكون: نبياً، مصلحاً، شاعراً، مفكراً، ثائراً.. أو صاحب طريقة جديدة ومذهب جديد.
وهذه الكلمة: نص مقدس، فكرة، قصيدة، صرخة..
انظري إلى الكتب العتيقة - يا سيدتي - واسألي نفسك:
كيف عبرت كل هذه الأشياء الممنوعة في زمانها ؟.. كيف نجت من الموت؟!
وتذكري أنها "وصلت" وعاشت كل هذه السنوات، قبل أن يخترع الإنسان المطبعة ويعرف الإذاعة والصحيفة، فكيف سيكون الوضع ونحن في زمن الإنترنت والموبايل والبث الفضائي والمنظمات الإنسانية والحقوقية؟
ما الحل إذاً؟..
حاولي يا سيدتي أن تتصالحي مع "فمـي"..
فمي: ليس ميكرفونا أجنبياً.
فمي: يحلم أن يطبع قـُبلة رائعة على جبين البلاد وأهلها.
فمي: أغنية وطنية.
ـ ملاحظة مهمة:
سيدي وزير الصحة..
لديّ - بعد يومين - موعد مع طبيب الأسنان.
سيقول لي: "افتح فمك".
هل أقول له: لا.. وزيرك قال لي "أغلق فمك"؟!
إذن ماذا سأفعل بضرسي الذي أصابه السوس؟... أخلعه؟!
والسؤال الأهم يا سيدي:
ماذا سأفعل بالعقل والروح إذا أصابهما التسوّس؟!!
منقول من كاتب صحيفة الوئام محمد الرطيان