التابلاين
16 Apr 2009, 07:18 PM
الخميس, 16 أبريل 2009
جزاع النماصي - رفحاء
جريدة المدينهhttp://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1239817845070057700.jpg
حوَّل بعزيمته وهن الإعاقة إلى مصدر للقوة، استمد منه طاقة تدفعه لتجاوز الصعاب، فهو يتطلَّّع دوما لكي يكون مؤثرا في المجتمع، لا تعنيه نظرات الشفقة من الآخرين ولم يعِرها اهتماما، ولكنه فقط يريد أن يفسح له الطريق كي يمارس حياته بصورة طبيعية. محمد سعد العبَّاد «45عاما» من محافظة رفحاء، أصابه شلل أطفال وهو في الثالثة من عمره فما أن بلغ سن الرشد حتى أكمل دراسته رغم قلة الدارسين في محيطه خلال تلك الفترة، حتى حصل على الكفاءة.
رضي محمد بحياته كما أرادها الله له، فلم يجعل لليأس مدخلا يعرقل طموحه، حيث قرَّر الزواج فلم يجد ضالته في مجتمعه مما حدا به للجوء للخارج فرزقه الله بزوجة كريمة أنجبت له ولدين وست بنات.
تطلَّع بعد زواجه للعمل فلم يجد، فقرر أن يفتح ورشة متواضعة لصيانة السيارات فأعانه الله على ذلك وذاع صيتها حتى أصبح بمجهوده الذاتي «فني ميكانيكا» بدرجة عالية، فأراد أن يستخرج رخصة قيادة فألزمه المرور بضرورة وجود جهاز خاص للمعاق داخل السيارة، ونظرا لقيمته المرتفعة قرر أن يكسر كل الحواجز فصمم جهازا للبسطاء من شاكلته، على سبيل الحاجة أم الاختراع»، فاستطاع تحويل سيارته من عادية إلى خاصة للمعاقين بواسطة جهاز قام بتصميمه وتصنيعه داخل ورشته المتواضعة.
وهو عبارة عن أسياخ حديدية تثبَّت أسفل مقود السيارة وتعمل باليد، فانتشر خبر ذلك الجهاز في محيطه مما دعاه إلى صناعة أربعة أجهزة أخرى وزعها مجانا لمعاقين في المدينة المنورة وحائل وسكاكا وهجرة الحدقة التابعة لرفحاء.
ورغم تفاصيل طموحه ومثابرته يحمل العبَّاد عتابا للمسؤولين والمجتمع بشكل عام فيقول: كأن المعاق خارج أروقة المجتمع، كأنه لا يريد أن يتنزه ولا يريد أن يتسوق ولا يريد أن يراجع الدوائر الحكومية ولا يريد أن يصلي بالمساجد ولا يريد أن يتابع أبناءه بالمدارس ولا يريد الصيدليات ولا المطاعم أو القرطاسيات ولا يريد ولا يريد «قالها بمرارة» كم هي أشياء لا تعني شيئا للأصحاء لكنها مهمة جدا بالنسبة للمعاقين هي تلك الطرق الخاصة لكراسينا المتحركة والتي غابت عن كثير من الأماكن في مجتمعنا، وكأن من يقوم على تلك نسوا أو تناسوا أن للمعاقين حقًا عليهم كحق الأصحاء في السلالم.
وأضاف قائلا: زرت مركز التأهيل الشامل بحفر الباطن فمن المضحك المبكي أنني لم أجد طريقا لدراجتي يوصلني إليهم حتى استعنت بأحد المارة بالشارع فرفع دراجتي المتواضعة لتقفز ذلك الرصيف الجائر..
مشيرا إلى أن بنك التسليف والادخار بعرعر ومركز طب الأسنان برفحاء يحملان تلك الصفة إلا أن الأخير اضطره للعلاج بمستوصف خاص لطب الأسنان نتيجة غياب المسار المخصص للمعاقين والذي استطاع العباد أن يخصصه لنفسه في مسجد الحي الذي يسكن فيه.
وحول ما يُطرح من تأهيل المعاق واندماجه في المجتمع قال العباد: لا أعتقد أن المعاق بعيد عن المجتمع بقدر ما المجتمع بعيد عنه حتى بأبسط حقوقه.
من جانبه قال لـ«المدينة» وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للرعاية الاجتماعية أحمد إبراهيم اليحيى إن الوزارة ممثلة بوكالتها للرعاية والتنمية الاجتماعية تسعى جاهدة وباستمرار للتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى بأهمية الاهتمام بالمعوق من حيث الخدمات التي تقدم وتسهيل مراجعته من حيث السلالم والمصاعد والتأكيد على أهمية ذلك خاصة في الجهات الحكومية الأخرى والمحلات التجارية والمتنزهات والمرافق العامة.
وأضاف اليحى أن الوزارة تعمل على تيسير الخدمات للمعوقين وملاحظة ذلك عند تصميم وتجهيز المباني التي لها علاقة بالجمهور سواء كانت حكومية أو خاصة وجعل الأنشطة التي لها علاقة بالمعوقين في الأدوار السفلى قدر الإمكان على أن يتولى موظف يكون عند مدخل المبنى إنهاء متطلبات المعوق واحتياجاته وتيسير أموره
جزاع النماصي - رفحاء
جريدة المدينهhttp://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1239817845070057700.jpg
حوَّل بعزيمته وهن الإعاقة إلى مصدر للقوة، استمد منه طاقة تدفعه لتجاوز الصعاب، فهو يتطلَّّع دوما لكي يكون مؤثرا في المجتمع، لا تعنيه نظرات الشفقة من الآخرين ولم يعِرها اهتماما، ولكنه فقط يريد أن يفسح له الطريق كي يمارس حياته بصورة طبيعية. محمد سعد العبَّاد «45عاما» من محافظة رفحاء، أصابه شلل أطفال وهو في الثالثة من عمره فما أن بلغ سن الرشد حتى أكمل دراسته رغم قلة الدارسين في محيطه خلال تلك الفترة، حتى حصل على الكفاءة.
رضي محمد بحياته كما أرادها الله له، فلم يجعل لليأس مدخلا يعرقل طموحه، حيث قرَّر الزواج فلم يجد ضالته في مجتمعه مما حدا به للجوء للخارج فرزقه الله بزوجة كريمة أنجبت له ولدين وست بنات.
تطلَّع بعد زواجه للعمل فلم يجد، فقرر أن يفتح ورشة متواضعة لصيانة السيارات فأعانه الله على ذلك وذاع صيتها حتى أصبح بمجهوده الذاتي «فني ميكانيكا» بدرجة عالية، فأراد أن يستخرج رخصة قيادة فألزمه المرور بضرورة وجود جهاز خاص للمعاق داخل السيارة، ونظرا لقيمته المرتفعة قرر أن يكسر كل الحواجز فصمم جهازا للبسطاء من شاكلته، على سبيل الحاجة أم الاختراع»، فاستطاع تحويل سيارته من عادية إلى خاصة للمعاقين بواسطة جهاز قام بتصميمه وتصنيعه داخل ورشته المتواضعة.
وهو عبارة عن أسياخ حديدية تثبَّت أسفل مقود السيارة وتعمل باليد، فانتشر خبر ذلك الجهاز في محيطه مما دعاه إلى صناعة أربعة أجهزة أخرى وزعها مجانا لمعاقين في المدينة المنورة وحائل وسكاكا وهجرة الحدقة التابعة لرفحاء.
ورغم تفاصيل طموحه ومثابرته يحمل العبَّاد عتابا للمسؤولين والمجتمع بشكل عام فيقول: كأن المعاق خارج أروقة المجتمع، كأنه لا يريد أن يتنزه ولا يريد أن يتسوق ولا يريد أن يراجع الدوائر الحكومية ولا يريد أن يصلي بالمساجد ولا يريد أن يتابع أبناءه بالمدارس ولا يريد الصيدليات ولا المطاعم أو القرطاسيات ولا يريد ولا يريد «قالها بمرارة» كم هي أشياء لا تعني شيئا للأصحاء لكنها مهمة جدا بالنسبة للمعاقين هي تلك الطرق الخاصة لكراسينا المتحركة والتي غابت عن كثير من الأماكن في مجتمعنا، وكأن من يقوم على تلك نسوا أو تناسوا أن للمعاقين حقًا عليهم كحق الأصحاء في السلالم.
وأضاف قائلا: زرت مركز التأهيل الشامل بحفر الباطن فمن المضحك المبكي أنني لم أجد طريقا لدراجتي يوصلني إليهم حتى استعنت بأحد المارة بالشارع فرفع دراجتي المتواضعة لتقفز ذلك الرصيف الجائر..
مشيرا إلى أن بنك التسليف والادخار بعرعر ومركز طب الأسنان برفحاء يحملان تلك الصفة إلا أن الأخير اضطره للعلاج بمستوصف خاص لطب الأسنان نتيجة غياب المسار المخصص للمعاقين والذي استطاع العباد أن يخصصه لنفسه في مسجد الحي الذي يسكن فيه.
وحول ما يُطرح من تأهيل المعاق واندماجه في المجتمع قال العباد: لا أعتقد أن المعاق بعيد عن المجتمع بقدر ما المجتمع بعيد عنه حتى بأبسط حقوقه.
من جانبه قال لـ«المدينة» وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للرعاية الاجتماعية أحمد إبراهيم اليحيى إن الوزارة ممثلة بوكالتها للرعاية والتنمية الاجتماعية تسعى جاهدة وباستمرار للتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى بأهمية الاهتمام بالمعوق من حيث الخدمات التي تقدم وتسهيل مراجعته من حيث السلالم والمصاعد والتأكيد على أهمية ذلك خاصة في الجهات الحكومية الأخرى والمحلات التجارية والمتنزهات والمرافق العامة.
وأضاف اليحى أن الوزارة تعمل على تيسير الخدمات للمعوقين وملاحظة ذلك عند تصميم وتجهيز المباني التي لها علاقة بالجمهور سواء كانت حكومية أو خاصة وجعل الأنشطة التي لها علاقة بالمعوقين في الأدوار السفلى قدر الإمكان على أن يتولى موظف يكون عند مدخل المبنى إنهاء متطلبات المعوق واحتياجاته وتيسير أموره