رفحاوي
07 Aug 2003, 01:29 PM
حديقة الأنسان
وَلَدي يزور حديقةَ الحيوانِ = ويعود يحكي لي كوصف عيانِ
ويقول : يا أبتي رايتُ َشَاهداً = تَدَعُ الحليمَ هناك كالحيرانِ
إنّي رأيتُ الذئبَ يظهرُ بأسَهُ = في نعجةٍ منهدَّةِ الأركانِ
ورأيتُ قرداً فاسقاً متلصصاً = يرنو إلى أُنثى لدى الجيران
ورأيتُ ديكاً مُتْخَماً شَبَعاً ولم = يَرْمِ الفُتاتَ لجارهِ الجوعانِ
ورأيتُ ليثاً خائراً متخاذلاً = وعرينه تلهو به الجرذانِ
ورأيتُ صقراً غافلاً.. وإناثُهُ = مفتونةٌ بالبومِ والغِربانِ
ورأيتُ ثوراً كم يظنُّ خُوارَهُ = شَدْواً كشدوِ بلابل البُستانِ
ورأيتُ دُبَّاً كالكثيب ضخامةً = ويظنُّ قامتَهُ كغُصن البانِ
ورأيت للحرباء ألفَ عباءةٍ = لِتَبَدُّلِ الأحوالِ والأزمانِ
والثعلب المكار يمشي خاشعاً = متظاهراً بالزُّهد والإيمانِ
فصرختُ : أُقْصُرُ يا بُنَيَّ ولا تَزِدْ = وصفاً.. فتلك حديقة الإنسانِ
لَلذِّئب أرقى مِن بني الإنسان = إنْ عاشوا بغير المنهج الربَّاني
مسحوب
وَلَدي يزور حديقةَ الحيوانِ = ويعود يحكي لي كوصف عيانِ
ويقول : يا أبتي رايتُ َشَاهداً = تَدَعُ الحليمَ هناك كالحيرانِ
إنّي رأيتُ الذئبَ يظهرُ بأسَهُ = في نعجةٍ منهدَّةِ الأركانِ
ورأيتُ قرداً فاسقاً متلصصاً = يرنو إلى أُنثى لدى الجيران
ورأيتُ ديكاً مُتْخَماً شَبَعاً ولم = يَرْمِ الفُتاتَ لجارهِ الجوعانِ
ورأيتُ ليثاً خائراً متخاذلاً = وعرينه تلهو به الجرذانِ
ورأيتُ صقراً غافلاً.. وإناثُهُ = مفتونةٌ بالبومِ والغِربانِ
ورأيتُ ثوراً كم يظنُّ خُوارَهُ = شَدْواً كشدوِ بلابل البُستانِ
ورأيتُ دُبَّاً كالكثيب ضخامةً = ويظنُّ قامتَهُ كغُصن البانِ
ورأيت للحرباء ألفَ عباءةٍ = لِتَبَدُّلِ الأحوالِ والأزمانِ
والثعلب المكار يمشي خاشعاً = متظاهراً بالزُّهد والإيمانِ
فصرختُ : أُقْصُرُ يا بُنَيَّ ولا تَزِدْ = وصفاً.. فتلك حديقة الإنسانِ
لَلذِّئب أرقى مِن بني الإنسان = إنْ عاشوا بغير المنهج الربَّاني
مسحوب