المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد عبده ينشد من كلمات الشيخ عايض القرني



أبوعبدالله55
08 Jun 2009, 03:02 AM
د.عائض القرني ومحمد عبده

--------------------------------------------------------------------------------
** ما أن أعلن الشيخ ( د . عائض القرني ) أن الفنان ( محمد عبده ) سينشد قصيدته " الواحد الأحد " .. حتى قامت الدنيا ولم تقعد , بين معارض ساخط , ومؤيد مستبشر , ومن هو " بين – بين " .. حتى والشيخ يعلن أنها فقط أنشودة , من غير مزامير ولا موسيقى .

** الشيخ القرني أوضح أن : " محمد عبده سينشد قصيدتي (لا إله إلا الله) بصوته ، نشيداً بلا موسيقى ولا آلة عزف ، وأحب هو أن يتوج أعماله بها " .. وأضاف : ( أن محمد عبده قال له : " لعل الله أن يسقيني بإنشادها من حوض نبيه عليه الصلاة والسلام ، وهو رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول ... ) .

** قصيدة الشيخ القرني والمكونة من 53 بيتا , عنوانها : ( الواحد الأحد ) .. ويقول في مطلعها , الذي كتبه على طريقة قريبة من - الشعر الشعبي :

لا إله إلا الله أبدأ بهـا حـق وصـواب
كلمةٍ من عالـم الغيـب ربـك جـا بهـا

لا إله إلا الله فضاضة الصخـر الصـلاب
أحمـد المختـار للخلـد يسبقنـا بـهـا

و لا إله إلا الله الريح تشهـد والسحـاب
والجبـال الراسيـة كلهـا وهضابـهـا

** اللافت أن الشيخ عائض القرني , لم يتوقف عند هذه الخطوة , بل أعلن – فيما يشبه التحدي أو لعله التحفيز - عن جائزة قدرها مليون ريال لمن يجاري قصيدته تلك ، من خلال تشكيل لجنة للجائزة لتلقي القصائد المشاركة .. ووصف القرني جائزة المليون ريال المخصصة لمجاراة قصيدته , بأنها الجائزة التي ترصد ( لأول مرة ) في تاريخ البشرية للثناء على البارئ سبحانه وتعالى .

** الجدل الثقافي والاجتماعي , وتقاطع آراء الناس , بلغ حدا كبيرا حول هاتين الخطوتين من الشيخ القرني , فهذا مثلا الكاتب والروائي (عبده خال ) في " عكاظ " .. يقول : ( الشيخ عائض القرني شغل الناس بقصيدته التي سينشدها الفنان محمد عبده والتي أراد من عنوانها أن يخرس الألسن المعترضة على فنية القصيدة ) .. ويضيف خال : ( ولو أردنا إخضاعها للنقد الأدبي بعيدا عن مضامينها الدينية , فلن تستطيع تلك القصيدة أن تتجاوز وصفها بالنظم , وتهاويها في رحاب الشعر، فهي قصيدة تفتقر لروح الشعر , وأخيلته وصوره الجمالية .......) .

** الذي أراه أنا شخصيا أن ما جرى ويجري من ( ضجيج ) حول هذه المسالة , يكاد يتمحور في التالي :
• أن كلا من الشيخ والفنان .. كلاهما لم يأتيا بدعا من القول بفكرتهما هذه , فهي تنتظم في سياق مرحلة التحولات , التي صرنا نعيشها هنا مؤخرا , كنتاج طبيعي للمرحلة .
• أن بيننا من ( يخطف الكبابة من فم القدر) .. وهذا سلوك يطلق على الإنسان المستعجل والمتلهف والسباق , فمن يدرى لعل لمثل هذا العمل نتائج طيبة , ونحن لا ندري , خصوصا والرجلان على درجة من الكياسة والوعي وعمق التجربة .
• تعاون الرجلين دليل على تقارب التيارات والاتجاهات والمشارب الاجتماعية , وهذا في تقديري أمر ايجابي .. فهل نحن مع التقارب والتلاقي المجتمعي .. أم مع التنافر والتقاطع الذي جربناه , فلم نجن منه ثمارا ؟
• لقد عاش الكثير منا هنا طويلا مع ثقافة .. ( يا ابيض – يا اسود ) .. وصار أولئك يصنفون الناس وفق هذا التقسيم , حتى كأنهم لا يعرفون التوسط في الأمور .
• لماذا لا نجرب أن نفترض في الآخرين حسن النية ابتداء , حتى يثبت العكس , وبالتالي ما الغضاضة في أن نقبل من كل احد , ما عنده من الرؤى والأفكار , ونخضعها للزمن فهو خير من يمحّصها ؟ .
• العالم من حولنا يتغير , ونحن جزء من هذا العالم شئنا أم أبينا , والتغيير أمر مطلوب بل هو حتمي , ما لم يتصادم صراحة مع ثوابتنا .
• من التغيير المطلوب أن نراجع عددا من اجتهاداتنا السابقة , وما يمكن أن يكون فيه خير لنا , نظرا لاختلاف الحال والزمان , من منطلق أن الاجتهاد في الفروع أمر ليس بمذموم - كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله , وكما قال كذلك : ( الاختلاف في الفروع ليس بمذموم حيث كان صادراً عن نية خالصة واجتهاد ، لا عن هوى وتعصب , لأنه وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينكره ) .
• وأخيرا ..أقول أننا في هذه المسالة ومثيلاتها نحتاج الآراء المتنوعة , والحوار البناء , والنقد الذي يباشر العمل نفسه .. لكننا لسنا أبدا بحاجة إلى محاكمة الناس على نياتهم أو القدح في شخوصهم , أو مصادرة رؤاهم لمجرد أنها تخالف قناعاتنا , أو لأنها غير السائد الذي يسوغ فيه الاجتهاد .
منقول ..........