احمد الجري
10 Jun 2009, 12:12 PM
الكرم النبوي!!!!!
الحمد لله الكريم المنان، الرحيم الرحمن، ذو الجود والعطاء، أحمد حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، امتن علينا بالإيمان وهدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشأن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الكرماء، وأسخى الأسخياء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجود والعطاء
تَعوّد بَسْط الكفِّ حتَّى لو انـَّهُ * * * ثناها لِقَبْضٍ لم تجِبْه أَناملُهْ
تـراه إذا مـا جـئتَه مُتـهلِّلاً * * * كأنَّك تُعطيه الذي أنت سَائلُهْ
ولو لم يكن في كفِّه غير رُوحهِ * * * لجَادَ بها فليتقِ اللهَ سَائلُهْ
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته * * * فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ
محمد -صلى الله عليه وسلم-، رضع الكرم مع حليب أمه، فهو يسري في عروقه، ويتحرك مع دقات قلبه، وهو المسيطر على تصرفاته، بل إنه ملازم له كنفسه، فلم يرى إلا كريماً ينفق ماله هنا وهناك، وما عرف إلا جواداً، تخلق بخلق الكرم فاتسم بالجود ووصف بالكريم.
فلم يبخل يوماً قط فقد جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيءٍ قط فقال: لا) رواه البخاري، وما قال لا قط في حياته.
ما قال لا قط إلا في تشهده * * * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم – أحْسَنَ الناس، وأجْوَد الناس، وأشْجَعَ الناس) رواه البخاري ومسلم. وصل به الكرم- صلى الله عليه وسلم- إلى أن يعطي ثوبه الذي عليه، فقد روي أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بِبُرْدة فقالت: يا رسول الله: أكْسوك هذه. فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم - محتاجاً إليها، فَلَبسَها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحْسَنَ هذه، فاكْسُنيها. فقال : ((نعم)) . فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم - لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي -صلى الله عليه وسلم - أخَذها مُحتاجاً إليها، ثم سألتَهُ إياها، وقد عرفتَ أنه لا يُسْأَل شيئاً فيمنعه. فقال: رجوتُ بَرَكَتَهَا حين لَبِسها النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لَعَلَّي أُكَفَّن فيها. رواه البخاريُّ. هكذا كان كريم -عليه الصلاة والسلام- لا يرد سائل أبدا مهما طلب.
وأتاه رجل فسأله، فأعطاه غنما سدَّت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وأتي بمال من البحرين فقال: انثُروه في المسجد، وكان أكثر مالٍ أُتي به، فخرج إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلمّا قَضَى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحداً إلَّا أعطاه، وما قام وثَمَّ منها درهم. فيا لله من نفس كريمة سخية، مليئة بالقناعة فزهدت عن حطام الدنيا واشتاقت إلى الفردوس الأعلى. ويا لله ما أكرمه من نبي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فقد جاء في مغازي الواقدي أنه -عليه الصلاة والسلام- أعطى صفوان وادياً مملوءاً إبلاً ونعماً، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي.
فالمال لا يدخره ولا يكنزه لنفسه فقد جاء عن أنس -رضي الله عنه- قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدَّخر شيئاً لغدٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني بل إنه وصل الحد بكثير من الكفار أن يسلموا طمعاً في كرمه -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: (ما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً إلا أعطاه، فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه" قال أنس: إن كان الرجل ليُسلم ما يريد إلا الدنيا فما يُمسي حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها).
وها هو -عليه الصلاة والسلام- لا يطمئن له بال ولا يستقر له قرار وفي بيته مال إلا بعد أن ينفقه, فقد جاء عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلاّ خشية أن يكون فيها مالُ فأتوفى ولم أنفقه)) رواه الطبراني وحسنه الألباني، وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: (كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعة دنانير وضَعها عند عائشة، فلَّما كان عند مرضه قال: ((يا عائشة، ابعثي بالذهب إلى علي)). ثم أغمي عليه. وشغل عائشة ما به، حتى قال ذلك مراراً. كل ذلك يغمى على رسو الله -صلى الله عليه وسلم- ويشغل عائشة ما به، فبعث إلى عليٍّ فتصدَّق بها، وأمسى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الاثنين في جديد الموت ، فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها، فقالت: أهدي لنا في مصباحنا من عُكَّتك السَّمْن، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمسى في جديد الموت) رواه الطبراني وصححه الألباني.
فيعطي عطاءً يعجز عنه الملوكُ مثل كسرى وقيصر، ويعيش في نفسه عيش الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يُوقَد في بيته نار، وربَّما رَبط على بطنه الحجر من الجوع، وكان قد أتاه صبيُّ مرةً فشكتْ إليه فاطمةُ ما تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خادماً يكفيها مُؤْنة بيتها، فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: ((لا أُعطيك وأَدَع أهل الصُّفًّة تَطْوَى بطونُهم من الجوع)). صلاح الأمة في علو الهمة (2/523).
أسأل الله بمنه وكرمه وجوده أن يرينا في أعداء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما يشفي به صدورنا، وأن يهلكهم ويدمرهم تدميرا إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،،،
الحمد لله الكريم المنان، الرحيم الرحمن، ذو الجود والعطاء، أحمد حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، امتن علينا بالإيمان وهدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله عظيم الشأن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الكرماء، وأسخى الأسخياء، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجود والعطاء
تَعوّد بَسْط الكفِّ حتَّى لو انـَّهُ * * * ثناها لِقَبْضٍ لم تجِبْه أَناملُهْ
تـراه إذا مـا جـئتَه مُتـهلِّلاً * * * كأنَّك تُعطيه الذي أنت سَائلُهْ
ولو لم يكن في كفِّه غير رُوحهِ * * * لجَادَ بها فليتقِ اللهَ سَائلُهْ
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أتيته * * * فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ
محمد -صلى الله عليه وسلم-، رضع الكرم مع حليب أمه، فهو يسري في عروقه، ويتحرك مع دقات قلبه، وهو المسيطر على تصرفاته، بل إنه ملازم له كنفسه، فلم يرى إلا كريماً ينفق ماله هنا وهناك، وما عرف إلا جواداً، تخلق بخلق الكرم فاتسم بالجود ووصف بالكريم.
فلم يبخل يوماً قط فقد جاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيءٍ قط فقال: لا) رواه البخاري، وما قال لا قط في حياته.
ما قال لا قط إلا في تشهده * * * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم – أحْسَنَ الناس، وأجْوَد الناس، وأشْجَعَ الناس) رواه البخاري ومسلم. وصل به الكرم- صلى الله عليه وسلم- إلى أن يعطي ثوبه الذي عليه، فقد روي أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بِبُرْدة فقالت: يا رسول الله: أكْسوك هذه. فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم - محتاجاً إليها، فَلَبسَها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحْسَنَ هذه، فاكْسُنيها. فقال : ((نعم)) . فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم - لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي -صلى الله عليه وسلم - أخَذها مُحتاجاً إليها، ثم سألتَهُ إياها، وقد عرفتَ أنه لا يُسْأَل شيئاً فيمنعه. فقال: رجوتُ بَرَكَتَهَا حين لَبِسها النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لَعَلَّي أُكَفَّن فيها. رواه البخاريُّ. هكذا كان كريم -عليه الصلاة والسلام- لا يرد سائل أبدا مهما طلب.
وأتاه رجل فسأله، فأعطاه غنما سدَّت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وأتي بمال من البحرين فقال: انثُروه في المسجد، وكان أكثر مالٍ أُتي به، فخرج إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلمّا قَضَى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحداً إلَّا أعطاه، وما قام وثَمَّ منها درهم. فيا لله من نفس كريمة سخية، مليئة بالقناعة فزهدت عن حطام الدنيا واشتاقت إلى الفردوس الأعلى. ويا لله ما أكرمه من نبي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فقد جاء في مغازي الواقدي أنه -عليه الصلاة والسلام- أعطى صفوان وادياً مملوءاً إبلاً ونعماً، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي.
فالمال لا يدخره ولا يكنزه لنفسه فقد جاء عن أنس -رضي الله عنه- قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يدَّخر شيئاً لغدٍ) رواه الترمذي وصححه الألباني بل إنه وصل الحد بكثير من الكفار أن يسلموا طمعاً في كرمه -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: (ما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً إلا أعطاه، فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه" قال أنس: إن كان الرجل ليُسلم ما يريد إلا الدنيا فما يُمسي حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها).
وها هو -عليه الصلاة والسلام- لا يطمئن له بال ولا يستقر له قرار وفي بيته مال إلا بعد أن ينفقه, فقد جاء عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلاّ خشية أن يكون فيها مالُ فأتوفى ولم أنفقه)) رواه الطبراني وحسنه الألباني، وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: (كانت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعة دنانير وضَعها عند عائشة، فلَّما كان عند مرضه قال: ((يا عائشة، ابعثي بالذهب إلى علي)). ثم أغمي عليه. وشغل عائشة ما به، حتى قال ذلك مراراً. كل ذلك يغمى على رسو الله -صلى الله عليه وسلم- ويشغل عائشة ما به، فبعث إلى عليٍّ فتصدَّق بها، وأمسى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الاثنين في جديد الموت ، فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها، فقالت: أهدي لنا في مصباحنا من عُكَّتك السَّمْن، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمسى في جديد الموت) رواه الطبراني وصححه الألباني.
فيعطي عطاءً يعجز عنه الملوكُ مثل كسرى وقيصر، ويعيش في نفسه عيش الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يُوقَد في بيته نار، وربَّما رَبط على بطنه الحجر من الجوع، وكان قد أتاه صبيُّ مرةً فشكتْ إليه فاطمةُ ما تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خادماً يكفيها مُؤْنة بيتها، فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: ((لا أُعطيك وأَدَع أهل الصُّفًّة تَطْوَى بطونُهم من الجوع)). صلاح الأمة في علو الهمة (2/523).
أسأل الله بمنه وكرمه وجوده أن يرينا في أعداء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما يشفي به صدورنا، وأن يهلكهم ويدمرهم تدميرا إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،،،