kermalk
23 Aug 2009, 09:57 PM
تآكل الخصوصية وانتهاكها
كان الناس يعرفون بعضهم كونهم يقيمون في قرى صغيرة، ويسكنون منازل متقاربة، ويتمتعون بتواصل فيما بينهم، تربطهم علاقات قوية، لدرجة تُقلص دائرة الخصوصية privacy، لذلك يُقال: "أهل قريّة، كل يعرف أخيّة"، وفي هذه البيئة الريفية الطابع, تكون الخصوصية محدودة، لأن جميع الأقارب والجيران يعرفون تفاصيل الحياة الخاصة ببعضهم بعضا.
ولكن هذه العلاقات لم تلبث أن ضعفت خلال مرحلة التحول إلى الحياة الحضرية، نتيجة نمو المدن وتوسعها، فلم يعد الشخص يعرف جاره أو يتواصل معه، إلا ما ندر. ويتسم هذا النمط من الحياة بالاعتماد على الفردية بدلاً من روح الجماعة السائد في نمط الحياة الريفية. وكسمة من سمات الحياة الحضرية، يتمتع الإنسان بمستوى خصوصية مرتفع، لدرجة استغلال هذه الخصوصية من قبل ضعفاء النفوس لارتكاب بعض الجنح والجرائم.
ولكن هذه الخصوصية في المدن لم تصمد أمام اجتياح رياح التغيير التقني، فتآكلت وانكمشت حتى أصبحت خصوصية الإنسان عرضة للانتهاك من قبل (مجهولي الهوية) في كل مكان، فخصوصيته معرضة للخطر وهو في منزله يتصفح الإنترنت من خلال إمكانية اختلاس صور العائلة أو سرقة أرقام حساباته البنكية، والخصوصية – أيضاً - مهددة بالانتهاك عندما يذهب لأحد المطاعم لتناول وجبة عشاء، أو يجلس مع عائلته في إحدى الحدائق، والأدهى أن تنتهك خصوصية الإنسان وهو في حالات ضعفه كسقوطه أو إصابته في حادث مروري.
ويزداد هذا الانتهاك (أو الإرهاب) ضد الخصوصية الشخصية مع اختلال القيم، وتدني الأخلاق، وضعف الدين، وإساءة استخدام التقنية، خاصة عندما تتوافر كاميرات الهاتف النقال في أيدي ضعاف النفوس. فيتصيدون هفوات الناس وزلاتهم، ويقتنصون غفلتهم أو ضعفهم لالتقاط الصور أو التسجيل الصوتي، لا لهدف نبيل، بل بغية الابتزاز أحياناً، أو لمجرد اللهو والتلذذ بالكشف عن خصوصيات الآخرين أحياناً أخرى، أو حتى لتداولها على البلوتوث blueTouth أو نشرها على شبكة الإنترنت في مواقع الصور ومقاطع الفيديو، مثل اليوتيوب.
http://www.aleqt.com/2009/08/23/article_265668.html
كان الناس يعرفون بعضهم كونهم يقيمون في قرى صغيرة، ويسكنون منازل متقاربة، ويتمتعون بتواصل فيما بينهم، تربطهم علاقات قوية، لدرجة تُقلص دائرة الخصوصية privacy، لذلك يُقال: "أهل قريّة، كل يعرف أخيّة"، وفي هذه البيئة الريفية الطابع, تكون الخصوصية محدودة، لأن جميع الأقارب والجيران يعرفون تفاصيل الحياة الخاصة ببعضهم بعضا.
ولكن هذه العلاقات لم تلبث أن ضعفت خلال مرحلة التحول إلى الحياة الحضرية، نتيجة نمو المدن وتوسعها، فلم يعد الشخص يعرف جاره أو يتواصل معه، إلا ما ندر. ويتسم هذا النمط من الحياة بالاعتماد على الفردية بدلاً من روح الجماعة السائد في نمط الحياة الريفية. وكسمة من سمات الحياة الحضرية، يتمتع الإنسان بمستوى خصوصية مرتفع، لدرجة استغلال هذه الخصوصية من قبل ضعفاء النفوس لارتكاب بعض الجنح والجرائم.
ولكن هذه الخصوصية في المدن لم تصمد أمام اجتياح رياح التغيير التقني، فتآكلت وانكمشت حتى أصبحت خصوصية الإنسان عرضة للانتهاك من قبل (مجهولي الهوية) في كل مكان، فخصوصيته معرضة للخطر وهو في منزله يتصفح الإنترنت من خلال إمكانية اختلاس صور العائلة أو سرقة أرقام حساباته البنكية، والخصوصية – أيضاً - مهددة بالانتهاك عندما يذهب لأحد المطاعم لتناول وجبة عشاء، أو يجلس مع عائلته في إحدى الحدائق، والأدهى أن تنتهك خصوصية الإنسان وهو في حالات ضعفه كسقوطه أو إصابته في حادث مروري.
ويزداد هذا الانتهاك (أو الإرهاب) ضد الخصوصية الشخصية مع اختلال القيم، وتدني الأخلاق، وضعف الدين، وإساءة استخدام التقنية، خاصة عندما تتوافر كاميرات الهاتف النقال في أيدي ضعاف النفوس. فيتصيدون هفوات الناس وزلاتهم، ويقتنصون غفلتهم أو ضعفهم لالتقاط الصور أو التسجيل الصوتي، لا لهدف نبيل، بل بغية الابتزاز أحياناً، أو لمجرد اللهو والتلذذ بالكشف عن خصوصيات الآخرين أحياناً أخرى، أو حتى لتداولها على البلوتوث blueTouth أو نشرها على شبكة الإنترنت في مواقع الصور ومقاطع الفيديو، مثل اليوتيوب.
http://www.aleqt.com/2009/08/23/article_265668.html