المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الله المُشتكى



alazez1423
04 Sep 2003, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الله المُشتكى
طبيعي أن يكتب الإنسان مقالاً من حبر أو غيره ، لكني في هذا المقال قد استعنت بشيء آخر غير الذي تعرفون ..


أكتب هذا الموضوع بدمي ممزوجاً بدمعي و أحاسيسي الحرقى .



{ فــجـــــوة }

ما أشد اتساعها تلك الفجوة التي نعيشها في مجتمعنا بلغت الغاية في فضائها الواسع ، حتى جرفت كل من أمامها فتجدها بين ذوي الأرحام و تجدها بين الأحباب و تجدها بين الأصحاب إنها طامة كبرى .
نعيش عالماً ممزقاً نعيش عالماً مشتتاً ، كُلٌ منا في طرفٍ من الحياة ، و كلما ازداد العالم تقدماً و ازدادت التقنية تطوراً حتى أصبح البعيد قريباً ، ازددنا نحن بُعداً و فُرقة !

ما أصعبها من حياة يحترق فيها قلب الإنسان يومياً ، بسبب هجر أخٍ أو قريبٍ أو حبيبِ أو صديقٍ ، وكُلٌ بحسب قربه من القلب فكلما ازداد قُرباً ازداد هجره ألماً ، و القتل بعينه إذا كان الهجر بلا سبب .

قد تظن أن هذا القريب أو الحبيب أو الصديق ، لا يمكن أن يفكر بهجرك لحظةً من اللحظات ؛ لأنكم تعيشون جسداً واحداً لا يكدر صفوكم كدر من الأكدار ؛ و لأنك تبادله المحبة و الوئام و الوفاء ، وبلا مقدمات تتفاجأ بهجرٍ مُتَعَمدٍ مقيت !
لكن حينها لا بد أن تثبُت و ترسخ رسوخ الجبل الشاهق ، لماذا ؟!
لأنه من باعك بلحظة لا يستحق أن تستهلك خلية من صحتك في التفكير فيه ، فدعه لمولاه يحاسبه ، ثم للأيام تُعيده ، و قُل إلى الله المُشتكى .



{ جــفـــــوة }

كان خلقه القرآن - إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً - أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً - إن من أحبكم إليَّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً - و خالق الناس بخُلقٍ حسن - أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقاً - أكثر ما يُدخل الناس الجنة التقوى و حُسن الخلق - وبيتٍ في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه ...

عجبــاً !! ( فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً )

تجهمٌ في استقبال الآخرين ، غلاظةٌ في المعاملة ، هجرٌ للسـلام ، تكبرٌ على خلق الله ، قطعٌ للأرحام ، لا عفو و لا سماح عن زلات الآخرين ، فُحشٌ و سبابٌ عند أدنى المشكلات ، وغيره و غيره حتى طال الأمر مَنْ رضى الله من رضاهما ، ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)



يقول الأحنف : عجبتُ لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!
و يقول الحسن البصري : إن المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغاراً و يرونه صغيراً .


و انساااب هذا الجفاء حتى على الأحباب و الأصدقاء ، وبدؤوا يُعانون من صدمات و كدمات دامية جعلت أكثرهم يعتزل الناس و ينطوي بعيداً عن مخالطتهم .



و لكن أقول كما قال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسان
نعم إنه بالإحسان وحسن الخُلق تستعبد قلوب الناس و تملكهم لا حسياً بل معنوياً و عاطفياً .
و اعلم أن أشرف الثأر العفو ... و من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ ...
سامح أخاك إذا خلط *** من الإساءة و الغلط
و تــوقَّ عـن تـعنيفه *** إن زاغ يوماً أو سقط
مـن ذا ما ســاء قـط *** و من له الحسنى فقط

من بريدي

سهيان
04 Sep 2003, 08:06 PM
الاخ العزيز سلمت يداك على هذا المقال الرائع كروعت صاحبه لقد لامست الجرح وشخصت العله واتيت بالدواء الناجع 0
فعلا اخي العزيز مااصعب الهجر وخصوصا مع من كنت تعتقد انه الصاحب والرفيق ولكنه بين عشية وضحاها ينقلب بدون سبب ومقدمات لقد اتسعت الهوهت وتباعد الناس وخصوصا الاقارب 0
ومما يؤلم القلب ان بعض الشباب الملتزم هداهم الله اوجدوا فكرة الاعتزال عن الناس فاصبح الشاب لاياتي اقاربه ولايسلم عليهم واصبح لهم مجتمع خاص بهم مما اوجد نوع من التنافر ونسو ان واجبهم الاختلاط بالناس ودعوتهم وتحبيب الناس بهم لكي يؤثروا بالمجتمع ويتقبل منهم ويدلو ا الناس على فعل الخير قال تعالى( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي احسن) فما اجمل الحكمه والوعظ الحسن والقدوه الحسنه فقد كان الصحابه رضي الله عنهم قران يمشي على الارض وليت الشباب ينكبون على قراءة سيرة الرسول عليه السلام وصحابته لكي يستفيدوا ويفيدوا بدلا من الاجتهادات الخاطئه0
تواضع تكن كالنجم عال في السماء يرى على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه الى عنان السماء وهو وضيع