المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة .. مُسْوَدّاتْ بَشَر



البرواز
05 Nov 2009, 10:36 AM
المسودّة الأولى
لا أدري لماذا نسميها مسودة مع أن القطرات الأولى من الحبر تسقط على ورقة بيضاء !!!! ,,,,,,, لا يهم
فليست هي المرة الأولى التي يقول البشر ما لا يجدون له تفسيراً ..فدائماً ليس لدينا الوقت للتفكير
سأجرب الكتابة باللون الأسود ..
في يومٍ من الأيام أخذتني الأقدار إلى خارج الوطن ,, إلى بلد تكسو أراضيه الخُضرة و يكسو
البؤس و جوه قاطنيه ,, سبحان من جعل لنا في المتناقضات عِبر ..
قد أكون شخصاً كثير التأمل .. فترتسم لي الملامح بأبعادٍ اكبر مما هي في الواقع ..سموهُ عيباً
إن شئتم ..
مررت بطفلة عمرها يقترب من الثمانية أعوام مع أمها في حقلهم الاخضر الصغير , تارة تلعب
وتارة تراقب أمها وهي منصرفة إلى ما تظن أنه مصدر رزقٍ لا أظنه قد يجدي في شراء لتر
من الحليب في وطننا..
نظرت إلى ساعتي الباهظة الثمن , وبعد مراعاة فارق التوقيت خرجت بما مضمونه أن طفلةً في
عمرها في هذا الوقت تقعد على طاولة الدرس بمريولها الأنيق تنتظر إنتهاء الحصة الثالثة لتستمتع
بوجبة الإفطار مع زميلتها في جو ملؤه المرح وكساؤه براءة الأطفال .
فسألت أحدهم هل أنتم في عطلة نصف العام ؟ فقال لا , وما الداعي للسؤال ؟ قلت تلك الفتاة
قال وغيرها الكثير لا تعلم ماذا تعني كلمة طاولة أو سبورة .. فقلت لماذا ؟ قال إن وجد أهلها
قوت يومها فهي بخير .. فالبقاء على قيد الحياة أهم من العلم .
هل تخيلنا في يومٍ فتاةً في عمر العشرين تجهل كيف تمسك القلم الرصاص ,,
ذهبت بي التخيلات بعيداً وقد كبرت تلك الفتاة ولامست سن الزواج ,, جاهلةً كسيره الجناح
تتوارى إذا ما رأت من يجيد القراءة .
ونظرت إلى من في عمرها تملك غرفتها الخاصة و جهازها المحمول تتباهى بغنجها الملبس بالثقافة
والمثقل بألوان الترف ..... فسبحان الحكيم المتعال ...له في كل شيء حكمة
وتذكرت منظر تلك السيدة الأربعينية التي تصارع أهوال الزمن ,, لا زوجٌ ولا أبناء ولا أخٌ معين
تتمنى في كل لحظة الراحة الأبدية إلا عندما تنظر في وجه طفلتها الشاحب ..فمن لها بعدها إلا الله
ودفع الفضول عقلي الباطن إلى النظر في حال من هي في سنها ولكنها لم تكتب في الأشقياء
وقد إلتف من حولها أولادها تمازحهم و يتوددون لها تداعب أحفادها وقد قرت عينها بزوجها
فأخذت بذلك نصيبها من الدنيا ..فسبحان الحكيم المتعال ...له في كل شيء حكمة
المسودّة الثانية
مهند :
بلغت شهرة هذا الرجل في وطننا العربي .. ما عجز هو ذاته عن إستيعابه .
إزدادت نسبة الأسر السعودية التي قضت إجازتها الصيفيه في تركيا بشكل مهول ,, (معقوله كلهم بيتصورون مع مهند ولميس )
وذبح أحد الأشقاء العرب خروفاً إحتفاءًا بمولود لميس (ما درى إن مسلسل سنوات الدجّة له أكثر من 3 سنوات)
وهرعت الفتيات السعوديات إلى الأسواق بحثاً عن عطور حملت إسم الوسيم جدا مهنـد فتحولت الشخصيات الدرامية إلى
ماركات وعلامات تجارية , عدا أن الأحوال المدنية وجدت صعوبة في فرز المواليد الذين حملوا إٍسم ذلك النجم الأشقر
كل ما سبق ذكره إسطوانه قديمة وقرآناه كثيراً من قبل
لكن الذي لا يعلمه الكثير أنه في مكان بعيد عن هذه البقعة ,, وولد قط أشقر الشعر وأخضر العينين لا يقل بحال من الأحوال
في وسامته عن النجم الدرامي الكبير فرأى الجميع أن يسموه مهند ( حتى القطاوة ما سلمت من المسلسلات التركيه )
ويبدو أن هذا القط الوسيم لم يحظ بالقبول الذي حظي به (سميّه) فعجز عن تكوين صداقات مع بنات جنسه بل وأبناء جنسه
فأصيب بحاله غريبة عجز الكثيرون عن تفسيرها فقررت أن أقوم بزيارة لمقر إقامته الغريب للوقوف عن قرب على حالته
لجأ مهند (القطو )إلى تكوين صداقات مع قطيع من الضأن فأصبح ينام معها ويلهو معها ويتسكع معها طوال الوقت
فوجد بين الضأن ما لم يجده بين أبناء فصيلته .
وما بين مهند القطو ومهند التركي تشابه في الشكل والمضمون
فمهند الممثل الذي لم يكن بذات القبول في تركيا كان النجم الأكبر في الوطن العربي
وكذلك كان مهند القطو عندما كان حبيب الكل بين قطيع الضأن , بينما كان منبوذاً بين القطط .
نعم .. فمزمار الحي لا يطرب
فمهند الوسيم ,جميل الشكل وجميل الروح في منظور بنات العرب والسعودية خصوصاً لم يكن بذات القبول بين التركيات
وفي الجانب الآخر إكتشف الشباب السعودي الحقيقة المرة بأنهم لم يكونوا على القدر الكافي من الجاذبية لبنات جنسهم
فحتى (يحيى) التركي أسر قلوب العذاري السعوديات بجاذبيته العالية (على أيش .. ؟؟؟ إسألوا البنات..!)
ولك أن تقيس على ذلك ........
شخصيّاً أؤمن بأن الأنثى الخليجية والسعودية خصوصاً لا زالت تتربع على قمة الجمال الفطري شكلاً وروحاً
ربما لأني لم أشاهد الكثير من مسلسل لميس
كما أؤمن بأن الشباب السعودي على درجة كبيره من جمال الشكل والروح .
على فكرة قصة القطو مهند حقيقة..
المسودّة الثالثة
بين برد الأغنياء وزمهرير الفقراء غطاءٌ من نار :
أكتب هذه الكلمات وأصابعي ليست متجمدة ..لأني لست فقيراً فهذا يقتضي بالضروة أنني في مصاف الأغنياء
برد الأغنياء ترف ,, وزمهرير الفقراء مرض
هذا هو الشتاء من منظوري البسيط .. ماتت أختٌ لنا في شتاءٍ مضى أمام مرأى ومسمع منّا جميعاً مدت يدها لنا
حتى تجمدت أطرافها .. فإكتفينا بنظرة لا تتعدى في أسمى إنسانيتها نظرة مشفق .. نظرة قاصرة من تحت
غطاء بثلاث طبقات لا يتجاوز البرد سوى طبقته الأولى .. قياساً على طبقات المجتمع الثلاث .
نجد في البرد مناسبة للتغيير , فنتباهى بأزياء الشتاء ونسرف في تنويع الألبسة الدافئة نراعي في أغلب أحوالنا الأناقة
و التفنن في مسميّات الماركات الفاخرة (شخصيّاً أحبذ الإيطالية), فتكتض خزانة الملابس بشتى أصناف الأزياء
وكما هي عادتنا السنوية (حفظنا الله) لا مجال لإرتداء معطف العام الفائت .. ولكن لا زالت خزانة الثياب تتسع
لبقائه كنوعٍ من التباهي في حال دعت الضرورة لإبراز الكم والكيف الهائلين من الذخيرة الفاخرة .
هذه الأحتياطات الكسائية (إن جاز التعبير) فقط في حال رغبنا في الخروج من المنزل أما داخله فلا داعي لذلك فأجهزة
التدفئة جعلت من المنزل أدفأ من جحر الضب في ذروة الصيف .
الفقراء يسكنون الأرض ونحن حتماً لا نقطن المريخ ,, فإن لم يكن جاري الأول فقيراً ربما كان الثاني
والإحتملات مفتوحه كحد أدنى إلي الجار السابع والمسجد نقطة إلتقاء فأين المشقة في البلوغ إلى من عرّته الفاقه و تآكلت ملامحه من
زمهرير الشتاء ,, لكن أين المفر ,, فلجهنم زمهرير كما أن لها سعير .
وتستمر رحلتنا الطويلة .. رحلة الشتاء والصيف ..بين الأمن والخوف
نصفنا آمن ونصفنا خائف ,, حتى يحل خريف العمر حينما تتساقط أوراقنا
الخضراء التي نبتت في الربيع وهاجسنا الوحيد .. أن نبقى دافئين الآن ..
ولن نفكر في الغد حتى يرن جرس السادسة صباحاً ..
إذا خلدت إلى فراشي الدافيء سأتذكر هذه الكلمات .. لعلي أستيقظ بعدها بقلبٍ ليّن .. فهل أنت معي .
تلك كانت قصة غطاء النار الفاصل بين برد الأغنياء وزمهرير الفقراء..

شامي الدهيمان
05 Nov 2009, 06:27 PM
مسوداة رائعة

وتحاكي الواقع للأسف هناك مع الخيل ياشقراء

تقبل مروري

المحقق كونان
06 Nov 2009, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مسودات اكثر من رائعه فعلا رائعه
قرأت بتمعن فوجدت فعلا بأنها مسودات من ارض الواقع

مبدع البرواز 0

kermalk
06 Nov 2009, 02:13 AM
الله يرحم الحال ويريد بنا خير بارك الله فيك البرواز

رااايق
06 Nov 2009, 07:02 AM
يعطيك العافيه .. على النقل الجميل .

عقارب
06 Nov 2009, 09:58 PM
كل مسوده اجمل من الثانيه

يعطيك العافيه على النقل الجميل