المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنصرية القبلية



111
05 Nov 2009, 04:13 PM
شيخنا الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعاني في هذه المنطقة من العنصرية القبلية الحادة وتصل لبعضهم الحقد والضغينة على مدير ادارة او صاحب منصب بسيط ، لاجل انه ليس من قبيلته فيحسده الخير ويضمر له الضغينة ويحاول ان يوقع به

وعلى النقيض من ذلك لو ان صاحب المنصب البسيط من قبيلته فانه يشهد له الزور ويدافع عنه حتى ولو انه سيء ومقصر او حتى فاسد

حبذا يافضيلة الشيخ لو احتسبت بتوجيه كلمه ولو بسيطة ينتفع بها اهل المنطقة ويراعون مراقبة الله لخائنة الاعين وماتخفي الصدور ولعل ينتفع بها من يسلك هذا السلوك مع اخيه المسلم

جزاك الله خيرا

الشيخ سامي الواكد
06 Nov 2009, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم هذا السؤال يحتاج إلى محاضرات ودوس وندوات و مؤلفات ،
لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله ،
الجواب ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول :
العصبية والعنصرية والفخر بالجاهلية من إقليم أو لون أو قبيلة أو جنس أو مال أو جاه أو منصب أو غير ذلك من أنواع الفخر ، فهذا القسم أورد فيه بعض الأدلة وكلام بعض أهل العلم ،
قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فنجد في هذه اآية أن أكرم الناس عند الله هو أتقاهم ،
ولا يمكن أن يجد من تدبر الكتاب والسنة أن هناك كرما أفضل من تقوى الله تعالى ،
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ أجاب : أتقاهم ، أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ،
وأما النصوص التي وردت في ذم عزاء الجاهلية فكثيرة جدا ،
ومنها قوله تعالى ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ) ،
ومنها ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( سمع ابى بن كعب رجلا يقول يا لفلان فقال اعضض اير ابيك فقال يا أبا المنذر ما كنت فاحشا فقال بهذا امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه احمد فى مسنده ومعنى قوله ( من تعزى بعزاء الجاهلية ( يعنى يعتزى بعزواتهم وهي الانتساب اليهم فى الدعوة مثل قوله يا لقيس يا ليمن ويا لهلال ويا لأسد فمن تعصب لأهل بلدته او مذهبه او طريقتة او قرابته او لأصدقائه دون غيرهم كانت فيه شعبة من الجاهلية حتى يكون المؤمنون كما امرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله فان كتابهم واحد ودينهم واحد ونبيهم واحد وربهم إله واحد لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون انتهى كلامه،
عن عتي بن ضمرة قال رأيت عند أبي رجلا تعزى بعزاء الجاهلية فأعضه أبي ولم يكنه فنظر إليه أصحابه قال كأنكم أنكرتموه فقال إني لا أهاب في هذا أحدا أبدا إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه رواه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه ،
قال ابن الأثير التعزي الانتماء والانتساب إلى القوم يقال عزيت الشيء وعزوته أعزيه وأعزوه إذا أسندته إلى أحد واللعزاء والعزوة اسم لدعوى المستغيث وهو أن يقول يا لفلان أو يا للأنصار ويا للمهاجرين ،
وروى أبواداوود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ،
والكلام في هذا القسم يطول جدا لكن لعل ما ذكر فيه إشارة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،
القسم الثاني :
هو ما يترتب على العنصرية بسبب قرابة أو إقليم أو جنس أو ( علاقات خاصة ) أو مصالح شخصية متبادلة وشر شيء في ذلك ما يسمونه بالواسطة التي تكون ظلما في الغالب ،
أو غيرها من المبررات التي لا تسوغ في شرعنا ، قال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )
فهذا القسم يصلح بأن نسميه ( الظلم المبطّن ) لأنه قد يظهره أصحابه بقوالب شتى ، فتارة باسم النظام وتارة باسم الكفاءة وتارة بعدم توفر الشروط في المظلوم وهلم جرا ،
ووصيتي لهؤلاء أن يتذكروا موقفهم بين يدي الله تعالى يوم يكون الميزان بالذرة والخردلة ،
وأذكرهم بالحديث الذي أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليوشكن الرجل أنه يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من أمر الناس شيئا
واعذرنا على التقصير في الإجابة على هذا السؤال الهام ، وعسى الله أن يبارك بالجهد فنكتب في إجابة وافية إن شاء الله تعالى ،
والله أعلم