المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بارك الله في الشيخ سؤال



السائلة لربها
07 Nov 2009, 11:32 PM
بارك الله في الشيخ لو اخبرنا عن التغير الحاصل في الفتوى مؤخرا
وظهور فتاوى كانت للائمة الاربعة كانت مغمورة في الفترة السابقة
اختكم

الشيخ سامي الواكد
08 Nov 2009, 09:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تغير الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد :
الفتوى هي الإجابة على سؤال السائل ، و تعارف الناس أنها تكون في الأمور الشرعية ، وإن كانت تطلق على غيرها ، كما في قوله تعالى ( أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ) ،
وتجمع على فتاوى و فتاوي ،
أما اختلاف الفتوى فله أقسام :
القسم الأول :
العلماء هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقد قرن الله شهادتهم بشهادته حيث يقول ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ،
والعلماء يتفاوتون فيما بينهم من حيث سعة العلم و الاطلاع والحفظ والإتقان وغير ذلك ، فقد يقف بعضهم على حديث لم يقف عليه الآخر ولكن الأصل الذي اتفقوا عليه كلهم هو الدليل من القرآن أو السنة ،
ولم يجعلوا أحدا من أهل الأرض يؤخذ كل قوله ولا يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقد كانوا يأمرون طلابهم باتباع الدليل والتعصب للدليل فقط ، وينهون أتباعهم والناس عامة أن يعارضوا الأدلة بأقوالهم ، بل وصل الحال ببعض أئمتنا أنه ينهى عن كتابة كلامه لأنه يريد أن يعتاد الناس على معرفة الدليل والأخذ به كما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله ،
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : إذا رأيتم قولي يعارض الدليل فاضربوا بقولي عرض الحائط وفي رواية فاعلموا أن عقلي قد ذهب ، وقال الإمام مالك رحمه الله : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ،
فكان تعظيم العلماء والأئمة عليهم رحمة الله ورضوانه للدليل وذلك لخشيتهم لله تعالى و تقواهم له سبحانه ،
يقول الإمام الشافعي رحمه الله ( ت204) في مسألة الوضوء من لحم الإبل لو صح الدليل لقلت به ،
فجاء النووي رحمه الله (ت676) بعده بأربعة قرون تقريبا ، فقال وقد صح في ذلك الحديث في وجوب الوضوء من لحم الإبل فيكون هو مذهب إمامنا الشافعي ،
وقال إمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله :
دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى والشمس ساطعة لها أنوار
ومن أراد الاستزادة حول أسباب خلاف العلماء والأئمة في مسائل الاجتهاد فليراجع كتاب ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ففيه ما يروي الغليل ويشفي العليل بإذن اله تعالى ،
القسم الثاني:
خلاف مصدره الجهل كما يحصل بين كثير من العوام في المجالس والاستراحات ، وأحسنهم حالا هو من يكون عنده ثقافة عامة وهو من أنصاف المتعلمين ، فيفتي فيضل نفسه وغيره ،
وقد جهل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبوداود وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه
وفي رواية للحاكم قال فيها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي ما لم أقل فليتبوأ بنيانه في جهنم ومن أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه هذا حديث قد احتج الشيخان برواته غير هذا وقد وثقه بكر بن عمرو المعافري وهو أحد أئمة أهل مصر والحاجة بنا إلى لفظة التثبت في الفتيا شديدة
القسم الثالث :
خلاف مصدره أجهزة الإعلام المتنوعة المسموعة والمشاهدة والمقروءة ، فكل ينشر مايريد ، فتنتشر الجهالات والضلالات انتشار النار في الهشيم ،
القسم الرابع:
خلاف مصدره وأصله خطير جدا ، وهو من أصول الزنادقة ، ألا وهو الأخذ بالأسهل دائما في الشريعة الإسلامية حتى لو كانت المسألة خلافية بين دليل شرعي و قول فقيه قد هجر قوله واجتمعت الأمة على خلافه ،
ولذلك قال بعض السلف رضي الله عنهم (هو سليمان التيمي : لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ) وهذا من أخطرها وأكثرها انتشارا يخشى عليه من قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
القسم الخامس:
خلاف مصدره قبض الله تعالى للعلماء الربانيين كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم
(عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
وهذا مشاهد في كل بقاع الأرض أعني انتشار الرؤوس الجهال دون رادع أو زاجر لهم من الخلق ،
والله أعلم وأحكم ،