هلا

[لابتوب]

شيخ عندي سوال عن كثرة وجواز الاخذ من اللحيه في الفتره الاخيره

[الشيخ سامي الواكد]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
أخي الكريم
بالنسبة لمسألة إعفاء اللحية فإنه قد ذهب أئمة المسلمين الأربعة إلى وجوب إعفائها وتحريم حلقها ،
وقد دل الكتاب والسنة على ذلك ،
ومن ذلك قوله تعالى ( قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي )
ولما ذكر الله ثمانية عشر نبيا في آيات الأنعام ( وتلك حجتنا ) وذكر منهم موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ختم سبحانه الآيات بقوله ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
فقد أمر الله نبيه أن يقتدي بمن سبقه من إخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ،
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء
وفي الصحيحين من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى
وفي صحيح البخاري وغيره من طريق نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب
ولفظ مسلم خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي تدل دلالة واضحة على وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أو أخذ شيء منها ،
و ذهب بعض العلماء إلى جواز أخذ ما زاد على القبضة منها استنادا على فعل ابن عمر رضي الله عنهما ، وقالوا هو ممن روى أحاديث وجوب إعفاء اللحية والراوي أدرى بمرويه من غيره ، والراجح أنه لا يجوز أخذ شيء منها حتى ما زاد على القبضة لأن العلماء قد قعدوا قاعدة عظيمة وهي
( العبرة بما روى الراوي لا بما رأى )
ولا أعلم دليلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على جواز أخذ شيء من اللحية ،
فإن قال قائل ولماذا انتشر عند الكثير حلق اللحية أو أخذ شيء منها فالجواب أن لذلك أسبابا :
1| الجهل بتحريم حلق اللحية أو أخذ شيء منها ،
2| شهوة النفس الأمارة بالسوء والتساهل في أمور الشرع ،
3| تسويل الشيطان فيما يتعلق بالتزين والتجمل ،
4| التقليد الأعمى لبعض المشائخ وغيرهم ولسان حالهم يقول ( الشيوخ أبخص وهل أنت أعلم منهم )
5| الأخذ بالرخص الموجودة في بعض المذاهب ، فبعض الناس تجده في مسألة حنبليا وفي مسألة شافعيا وفي مسألة حنفيا وفي مسألة مالكيا وفي مسألة ظاهريا بل وصل الحال ببعضهم أنه يقول في مسألة من المسائل إنه على مذهب الشيعة الإمامية !
ولو كان من أتباع الحق والقاصدين له لكان كل بحثه عن الدليل من كلام الله تعالى و حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يشتغل بالبحث عن أقوال تخالف أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فهذا الحق ليس به خفاء ...... فدعنا من بنيات الطريق ،
ولعمر الله تعالى كثيرا سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى يردد هذه الآية ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) فيوصينا ويشدد علينا باتباع الدليل لا باتباع الآراء المجردة التي لا تغني عن صاحبها شيئا يوم القيامة ،
والله أعلم ،