تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدريس اللغة الإنجليزية في مدارسنا بين النظرية والواقع



مياح الشمري
12 Nov 2009, 01:34 PM
يعاني تعليم اللغة الإنجليزية في التعليم العام من ضعف مخرجاته؛ إذ لم يقدم لنا متعلمين يتوافق مستواهم فيها مع الكم اللغوي الذي يتعرضون له طيلة مسيرتهم التعليمية الممتدة لسبع سنوات. فهل ذلك ناتج حتمي للتنفيذ الخاطئ، أو لنقل عدم التجاوب مع تطرحه وتوصي به أدبيات تعليم اللغة الإنجليزية، وبخاصة في محاور الكفاءة التدريسية،

والمنهج وطرائق التدريس، والبيئة التعليمية، وعدم توافر ما يجب أن يتسم به متعلم اللغة الإنجليزية من خصائص ومكونات؟ والإجابات على هذا التساؤل ستكون من خلال أولاً استعراض نظري للتوصيات التي ينادي بها المختصون في كل محور، ثم ثانياً من خلال تناول الواقع الممارس في أروقة مدارسنا. وسيتركز الحديث حول الأضلع الثلاثة الرئيسية في عملية تدريس اللغة الإنجليزية المتمثلة في المعلم، ثم الطالب، وبعد ذلك المنهج بمفهومه العام المحتوي على العناصر الثلاثة المنهج، وطرائق التدريس، والبيئة الصفية، أو التعليمية.

نظرياً ينادي المختصون بضرورة وأهمية تدريب ما قبل وأثناء الخدمة pre- and in-service training لمعلمي اللغة الإنجليزية، شريطة أن يكون بشكل مستمر مكثف، ويتم التركيز فيه على النوعية لضمان إفادتها، ويقوم على تنفيذه خبراء متخصصون في تدريس اللغة الإنجليزية، وأن يكون هناك تنويع في مصادر التدريب داخلياً وخارجياً، وأن تتنوع في طبيعته من حيث الطول والنوع لكي تتاح لهم الفرصة للتعرف على الطرق التعليمية، والأفكار المستجدة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، وليطلعوا على طرق تدريسية مختلفة أنجع وأكثر فائدة لتدريسها. ومن خلال الفرص التدريبية تتاح أيضاً لمعلمي اللغة الإنجليزية الاطلاع عن قرب على قضايا مهمة مثل الدافعية، والاتجاهات، وأساليب التعزيز عند الطلاب، ومعرفة طرائق تدريس حديثة تساعد على التعلم الصفي التفاعلي، وإجراء التدريبات التفاعلية المتصلة بالبيئة المحيطة بالطالب، والتخطيط للدروس، وإدارة الصف، وغيرها من الكفايات التعليمية المهنية التي يحتاج معلم اللغة الإنجليزية لإتقانها. هذا بالإضافة إلى أن معلميها للمرحلة الابتدائية خاصة بحاجة إلى معرفة أساليب التفكير والتعلم لدى الأطفال، وإجادة مهارة المحادثة حتى يكون بإمكان المعلم استخدامها شفاهة للمتعلمين الصغار.

والواقع يثبت أنه إذا ما استثنينا فترة التجربة والتدريب قبل الخدمة التي تمتد لمدة فصل دراسي كامل أثناء الدراسة الجامعية فمعلمو اللغة الإنجليزية لا يخضعون لفرص تدريبية حقيقية بشكل منتظم، ووفق خطة مدروسة، وتتناول أبعاداً وقضايا مفصلية في ميدان تعليم اللغة الإنجليزية الذي يتسم بالدينامكية، والحضور اللافت للجديد باستمرار في مجال تعليمها، بل إن بعضا منهم يتقاعد ولم يحصل على فرص تدريبية البتة، أو على الأكثر تعطى له مرة، أو مرتين طيلة مسيرته الوظيفية، كما أشارت إحدى الدراسات أن 75% من مدرسي اللغة الإنجليزية الذين شاركوا بالدراسة (600 معلم ) ذكروا بأنهم لم يحضروا دورات تدريبية وهم على رأس الخدمة، بينما أشار 17% منهم إلى أنهم حضروها مرة واحدة، و7% ذكروا أنهم أتيحت لهم الفرصة مرتين. كما ذكروا بأن موضوعات التدريب يغلب عليها العموم، والتقليدية، والتنظير ولا تتماشى من المنهج الدراسي.

ومما يلاحظ أن معلمي اللغة الإنجليزية لا يتمكنون من الحصول على ما يستجد في الميدان من كتب حديثة، ومصادر تعلم، وغيرها من المعلومات التي في حال تمكنهم منها ومن الاطلاع عليها فإنها بلا شك تثري وتصقل تجربة تعليم اللغة الإنجليزية، كما أنهم يُدّرسون في ظل أوضاع صعبة؛ فأنصبتهم التدريسية تصل إلى 24 حصة في الأسبوع بمتوسط ست حصص، ومابين 180 إلى 200 طالب وربما أكثر لكل مدرس، هذا فضلاً عن أن المدرس بحاجة إلى الإعداد لدروسه، وتصحيح واجبات الطلاب، وإعداد الاختبارات لهم بجانب التكليفات الإدارية والأنشطة التي توكل إليهم. وأيضاً لا يتم تزويد المعلمين بدليل للمعلم مضمناً أهداف منهج اللغة الإنجليزية مصاغة بشكل واضح، وكذلك إستراتيجية التدريس، وعرض تفصيلي لأساليب التدريس المقترحة، وطريقة توزيع المادة العلمية على الدروس بطريقة متوازنة، وشرح واف لأساليب التقويم، وأهداف الوحدات، وخطوات تنفيذ الدرس والأنشطة المصاحبة.

وبعد عرض تدريب الكفاءة التدريسية من الناحيتين النظرية وواقع حالهم نعرّج على الطرف البشري الآخر في عملية تعليم اللغة الإنجليزية، المتعلم الذي يرى المختصون أن نجاح تجربة تعلّم اللغة الإنجليزية يتوقف على جملة من الخصائص والسمات التي لابد أن يتحلى بها المتعلم ومن بينها: الدافعية، أو الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية، والموقف الشخصي تجاه تعلمها، وشخصية المتعلم المقدم على تعلمها، والطريقة التي يتبعها عند تعلمها لها. فالدافعية والحماسة، أو الرغبة الجامحة العنصر الأهم في تجربة تعلّم اللغة الإنجليزية؛ إذ إن القدرة على المحافظة على قدر عالٍ من الدافعية أثناء فترة تعلّم اللغة الإنجليزية يعتبر صمام الأمان نحو تجربة مصيرها النجاح. كما أن من الصفات التي يجب أن يتصف بها متعلم اللغة الإنجليزية أن يستشعر أهمية وفائدة عملية تعلمها، وأن يكون له رغبة في التعرف على ثقافة الناطقين بها، وذا استعداد لأن يقبل أنماط هذه الثقافة، أو على الأقل أن يبدي احتراماً لها.

كما أن للتكوين الشخصي الداخلي للمتعلم دور مهم وذلك لأنها المحدد للخطوط العامة التي يستند عليها المتعلم في تجربة تعلمه للغة الإنجليزية والتي يأتي على رأسها أن يكون الدارس لها ذا شخصية اجتماعية، لأن هذا يدفعه إلى البحث عن الفرص اللغوية ليتمكن من الاحتكاك بأهل اللغة، والمبادرة بالحديث معهم مما يزيد من مقدار سماعه، واستخدامه للغة الإنجليزية، وأن يكون له قدرة على السيطرة على صفتي الخوف والحياء اللتين في حالة وجودهما يكون هناك انحدار في رغبة المتعلم المشاركة في الأنشطة داخل الفصل الدراسي، والرغبة في الحديث إلى أناس خارج جدران الفصل، ويجعلان منه فاقدا لعنصر الإقدام، والبحث عن الفرص اللغوية التي يتم من خلالها ممارسة اللغة الإنجليزية. كما أن الخوف من الخطأ، أو الشعور بعدم فهم الآخرين لما يود التعبير عنه يجعل متعلم اللغة الإنجليزية ليس ذا أفق متفتح، ونشط، وقادر على خلق فرص للحديث باللغة الإنجليزية.

وإلى جانب ذلك أشار المختصون أن لكل متعلم طريقة معينة في التعلم والتحصيل تختلف عن الأقران الآخرين، فهناك من يميل إلى الطريقة المنظمة التي عمادها الشرح الدقيق لكل صغيرة وكبيرة، والتدريب الكثير، والتركيز على الأخطاء ومحاولة الاستفادة منها، وهناك من يعمد إلى الحس اللغوي والتقليد ومحاكاة الأمثلة. ما ينبغي أخذه في الحسبان أنه ليس هناك طريقة أفضل من الأخرى، ولكن الذي يجب أخذه في الحسبان هو مدى مناسبة الطريقة المتخذة للموقف اللغوي.

حالة متعلمي اللغة الإنجليزية في مدارسنا تظهر بوضوح افتقارهم إلى هذه السمات التي أشارت الدراسات إلى أن انعدامها يعني فشل محاولة تعلم اللغة الإنجليزية. واقع الحال يشير إلى أن طلابنا يقدمون على تعلمها من غير إبداء أي قدر من الحماسة، والرغبة الجادة في تعلمها والسبب في ذلك يعود في المقام الأول إلى شعوره بأنها ليست ذات أولوية مهمة في حياته، ومن هنا ينصب تركيزهم على تحصيل أقل قدر من اللغة الذي يؤدي بهم إلى الانتقال إلى المستوى الدراسي اللاحق، ولذا فهم يقومون فقط بحفظ قواعد اللغة الإنجليزية، وبعض النصوص، والكلمات من أجل تجاوز الاختبار النهائي. وبالإجمال فهناك نسبة كبيرة لا تزال غير مدركة لأهمية تعلم اللغة الإنجليزية ولذا فهم يبذلون الجهد الكافي لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية مما انعكس سلباً على القدرة والكفاءة اللغوية لدى دارسيها في مدارسنا.

البشتوني
12 Nov 2009, 01:48 PM
بااعتقادي يجب على المسلمين تعلم العربية والانجليزية

والانجليزية ليست بكل هذه الصعوبة..........جرب وسترى!!!!


اشكرك اخي ولد الطنايا على موضوعك المفيد

شامي الدهيمان
12 Nov 2009, 10:16 PM
الانجليزية مهمة في هذا العصر

للأسف مستوى اللغة الانجليزية بالمنطقة سى جداً مقارنة بالمنطقة الشرقية في الشرقية حتى الشارع يساعدك

يجب على هذا الاجيل الاهتمام ببنائهم منذ الصغر بدون اللغة لا تسطيع العيش في هذا الزمن

لا نلوم شيباننا بضعف لغتنا ولكن يجب ان نتعلم من دروسنا ولا نهمل ابنائنا