المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 50 سؤالاً و جواباً في العقيدة....الجزء الثالث والاخير



الدب الداشر
17 Sep 2003, 05:23 PM
لشيخ الإسلام
الإمام / محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله
مستخرجة من الدرر السنية في الأجوبة النجدية



س39 : هل بقيت أُمة لم يبعث الله لها رسولا يأمرهم بعبادة الله وحده و اجتناب الطاغوت ؟
جـ : لم تبق أُمة إلا بعث إليها رسولاً بدليل قوله تعالى : (و لقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ).




س40 : ما أنواع التوحيد ؟
جـ : 1- توحيد الربوبية : هو الذي أقر به الكفار كما في قوله تعالى : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع و الأبصار و من يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) .



2- توحيد الأُلوهية : هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق ؛ لأن الإله

في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ، و كانوا يقولون إن الله هو إله الآلهة ، لكن يجعلون معه آلهة أخرى مثل الصالحين و الملائكة . و غيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده .





3- توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية و لا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات، لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات.




س41 ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر؟
جـ : وجب عليك سبع مراتب :

الأولى: العلم به .

الثانية : محبته .

الثالثة : العزم على الفعل.

الرابعة : العمل .

الخامسة :كونه يقع على المشروع خالصا صوابا .

السادسة :التحذير من فعل ما يحبطه .

السابعة :الثبات عليه .



س42 إذا عرف الانسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه ؟
جـ :المرتبة الأولى : أكثرالناس علم أن التوحيد حق ،والشرك باطل ،ولكن أعرض عنه ولم يسأل! وعرف أن الله حرم الربا ،وباع واشترى ولم يسأل ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف،ويتولى مال اليتيم ولم يسأل ! .







المرتبة الثانية : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ؛ فأكثر الناس لم يحب الرسول بل ابغضه وأبغض ما جاء به ،ولو عرف ان الله انزله .

المرتبة الثالثة : العزم على الفعل ،وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفا من تغير دنياه .





المرتبة الرابعة : العمل ،وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيره ترك العمل .

المرتبة الخامسة : أن كثيرا ممن عمل لا يقع خالصا، فان وقع خالصا لم يقع صوابا .

المرتبة السادسة : أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى : ( أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون ) وهذا من أقل الأشياء في زماننا .

المرتبة السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة .

وهذا أيضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون .


س43 ما معنى الكفر وأنواعه ؟
جـ :والكفر كفران:

كفر يخرج من الملة وهو خمسة أنواع :





الاول: كفر التكذيب، قال تعالى :( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين).

الثاني : كفر الاستكبار والاباء مع التصديق. قال تعالى :( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبا واستكبر وكان من الكافرين ).







الثالث: كفر الشك ،وهو كفر الظن ،قال تعالى :( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه 0000) إلى قوله تعالى ( ثم سواك رجلا).

الرابع:كفر الأعراض : ، والدليل عليه قوله تعالى : ( و الذين كفروا عما أُنذروا معرضون ).

الخامس : كفر النفاق ، و دليله قوله تعالى : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).

كفر أصغر لا يخرج من الملة ، وهو كفر النعمة ، و الدليل عليه ، قوله تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ).، وقوله تعالى ( إن الإنسان لظلوم كفار).


س44: ما هو الشرك وما أنواع الشرك ؟
جـ : إعلم أن التوحيد ضد الشرك.

والشرك ثلاثة أنواع : شرك أكبر، و شرك أصغر ، و شرك خفي .

النوع الأول : الشرك الأكبر و هو أربعة أنواع :

الأول : شرك الدعوة ، قال تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ).

الثاني : شرك النية ؛ الإرادة والقصد . قال تعالى :( من كان يريد الدنيا و الآخرة نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أُولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ).





الثالث : شرك الطاعة ، قال تعالى : ( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم وما أُمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ).







الرابع : شرك المحبة ، قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله و لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ).

النوع الثاني : شرك أصغر وهو الرياء ، قال تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ).



النوع الثالث :شرك خفي ، و دليله r : " الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل ".

س45: ما الفرق بين القدر والقضاء؟
جـ : القدر في الأصل مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل و التبيين،



واستعمل أيضا بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها .



و أما القضاء : فقد استعمل في الحكم الكوني ، بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى ، وقد يطلق هذا على القدر الذي هو : التفصيل و التمييز .



ويطلق القدر أيضا على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات .





ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي ؛ قال الله تعالى: ( ثمَّ لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممَّا قضيت ). و يطلق القضاء على الفراغ و التمام ؛ كقوله تعالى : ( فإذا قضيت الصلاة). و يطلق على نفس الفعل ، قال تعالى : ( فاقض ما أنت قاض ).







و يطلق على الإعلان و التقدم بالخبر ، قال تعالى : ( و قضينا إلى بني إسرائيل).

ويطلق على الموت ، ومنه قولهم : قضى فلان ، أي: مات ؛ قال تعالى: ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )، ويطلق على وجود العذاب ، قال تعالى : ( و قضي الأمر ).

و يطلق على التمكن من الشيء و تمامه : ( و لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه )، و يطلق على الفصل والحكم ، كقوله : ( وقضي بينهم بالحق)، و يطلق على الخلق ؛ كقوله تعالى : ( فقضاهن سبع سماوات ).



ويطلق على الحتم ، كقوله : ( وكان أمرا مقضيا )، و يطلق على الأمر الديني : (أمر ألاَّ تعبدوا إلا إياه )، و يطلق على بلوغ الحاجة ، ومنه : قضيت وطري ؛ و يطلق على إلزام الخصمين بالحكم ، ويطلق بمعنى الأداء ، كقوله تعالى : ( فإذا قضيتم مناسككم ).

والقضاء في الكل : مصدر ، و اقتضى الأمر الوجوب ، ودل عليه، و الاقتضاء هو : العلم بكيفية نظم الصيغة ؛ وقولهم : لا أقضي منه العجب ، قال الأصمعي : يبقى ولا ينقضي.




س46: هل القدر في الخير و الشر على العموم جميعا من الله أم لا؟
جـ : القدر في الخير و الشر على العموم ، فعن علي رضي الله عنه قال : كمنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتى رسول الله r فقعد فقعدنا حوله ، و معه مخصرة ، فنكس ، فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : " ما منكم من أحد ، ما من نفس منفوسة ، إلا و قد كتب الله مكانها في الجنة و النار ، و إلا قد كتبت شقية أو سعيدة " قال : فقال رجل : افلا نمكث على كتابنا و ندع العمل؟ فقال : " من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة " .ثم قرأ ( فأما من أعطى و اتقى* و صدق بالحسنى * فنيسره لليسرى * و أما من بخل و استغنى * و كذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ).



و في الحديث : " و اعملوا فكل ميسر ، أما أهل الشقاوة فيسيرون لعمل أهل الشقاوة ، و أما أهل السعادة فيسيرون لعمل أهل السعادة " ثم قرأ ( فأما من أعطى و اتقى 5 و صدق بالحسنى ) الآيتان.


س47 ما معنى لا إله إلا الله ؟
جـ : معناها لا معبود بحق إلى الله ، و الدليل قوله تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )؛ فقوله : ( ألا تعبدوا ) فيه معنى لا إله ، و قوله ( إلا إياه ) فيه معنى إلا الله.


س48 ما هو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة و الصوم ؟
جـ : هو توحيد العبادة ، فلا تدعوا إلا الله وحده لا شريك له ، لا تدعوا النبي r و لا غيره ؛ كما قال تعالى : ( و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) .






س49 : أيهما أفضل : الفقير الصابر أم الغني الشاكر؟ وما حد الصبر و حد الشكر؟
جـ : أما مسألة الغنى والفقر ، فالصابر والشاكر كل منهما من أفضل المؤمنين ، وأفضلهما أتقاهما ، كما قال تعالى :( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).



وأما حد الصبر وحد الشكر : المشهور بين العلماء أن الصبر عدم الجزع ،والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك .


س50 : ما الذي توصيني به ؟
جـ : الذي أوصيك به و أحضك عليه : التفقه في التوحيد ، ومطالعة كتب التوحيد ؛ فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله ، و حقيقة الشرك الذي حرمه الله و رسوله وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام ، وأن من فعله حبط عمله .

و الشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلما مفارقا للشرك وأهله.



أكتب لي كلاما ينفعني الله به .



أول ما أوصيك به : الالتفات إلى ما جاء به محمد r من عند الله تبارك و تعالى ؛ فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس ، فلم يترك شيئاً يقربهم إلى الله و إلى جنته إلا أمرهم به، ولا شيئاً يبعدهم من الله ويقربهم إلى عذابه إلا نهاهم عنه و حذرهم منه . فأقام الله الحجة على خلقه إلى يوم القيامة ؛ فليس لأحد حجة على الله بعد بعثه محمداً r .



قال الله عز و جل فيه و في إخوانه من المرسلين : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده ) إلى قوله : ( لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل و كان الله عزيزاً حكيماً) .

فأعظم ما جاء به من عند الله و أول ما أمر الناس به هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له ، و إخلاص الدين له وحده ، كما قال عز و جل : ( يا أيها المدثر * قم فأنذر * و ربك فكبر ) .

و معنى قوله : ( و ربك فكبر ) أي : عظم ربك بالتوحيد و إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له . و هذا قبل الأمر بالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و غيرهن من شعائر الإسلام.

و معنى ( قم فأنذر ) أي : أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له . وهذا قبل الإنذار عن الزنا و السرقة و الربا و ظلم الناس و غير ذلك من الذنوب الكبار .









و هذا الأصل هو أعظم أصول الدين و أفرضها ؛ و لأجله خلق الله الخلق ، كما قال تعالى : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) .



و لأجله أرسل الله الرسل و أنزل الكتب كما قال تعالى : ( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .

و لأجله تفرق الناس بين مسلم و كافر ؛ فمن وافى الله يوم القيامة و هو موحد ال يشرك به شيئا دخل الجنة ، و من وافاه بالشرك دخل النار ، و إن كان من اعبد الناس . و هذا معنى قولك : ( لا إله إلا الله ) فإن الإله هو الذي يدعى و يرجى لجلب الخير و دفع الشر ، و يخاف منه و يتوكل عليه.

المرجوجه
17 Sep 2003, 05:37 PM
جزاك الله خير اخوي الدب الداشر..
جعلها الله في موازين أعمالك........

الدب الداشر
17 Sep 2003, 07:52 PM
واياكي جزيت حجيه مرجوجه
بارك الله فيك

عاشقة الجهاد
19 Sep 2003, 04:38 AM
جزاك الله خيرا أخي وبارك فيك
كنا نأمل أن نجد الجزء الأول أيضا.. ولا زلنا ننتظره:)
شكرا لك

الدب الداشر
09 Oct 2003, 04:55 AM
وايااكي جزيت وفيكي باارك
وان شااء الله إن وجدته سأضعه