المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كشمير إلى أين ؟



جليبط
11 Dec 2009, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مما دعاني لكتاب هذا الموضوع هو تسأل الناس عن كشمير ولماذا يدعو الخطيب في الجمعة اللهم انصر أخوانا في كشمير فوجدت الجهل في هذه القضية ليس عند عوام الناس الذي لا يقرؤون الكتب بل وجدت هذا في نفسي أولاً قبلكم أيها الأخوة، فبحثت عن هذه القضية فوجدت الشيخ ناصر الأحمد قد تكلم عنها في عددت خطب له قديمة في شريط واحد فاستعنت بالله على تفريغ الشريط وهو بعنوان (( كشمير إلى أين ؟ . ستكون القضية على شكل حلقات مستمرة إن شاء الله .
جرح قديم غائر في جسد الأمة الإسلامية ، قل ما يُتَحدث عنه ، فضلاً عن معرفة تفاصيله وأبعاده ، إنها القضية الكشميرية ، التي أصابت جسده الأمة الإسلامية الضعيف في هذا العصر الكئيب الذي يشهد لتعرض المسلمين لنكبات ومآسي ، وتداعي الأمم وتكالب الأعداء عليهم من كل حدبٍ وصوب ، فما هي قصة كشمير ، ومتى بدأت وماهي أبعاد القضية وماهي الجهات ذات العلاقة بقضية كشمير ، هذا ما سنحاول عرضه بعد توفيق الله جلا وعلا ، بدأت قضية كشمير قبل القضية الفلسطينية فاليهود احتلوا فلسطين عام ( 1948م ) بينما كشمير احتلها الهندوس عام ( 1947م ) ، كان سكان الهند أو شبه الجزيرة معظمهم ينتمي إلى الهندوسية ، والهندوس ديانة وثنيه يعتنقها معظم أهل الهند ، وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكله عبر مسيرة طويلةً من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر ، وبلاد الهند مشهور بتصدير الوثنيات إلى بعض البلاد المجاورة مثل الصين واليابان عن طريق الهند . فجاء الإسلام عبر الجزيرة العربية مع الأتراك أهل آسيا الوسطي من المسلمين ، عن طريق البحر بأساطيل الصيد والتجارة حتى وصل الإسلام إلى الساحل الغربي للهند ، وبدأت الفتوحات العسكرية أيام الدولة الأموية حيث وصل الجيش الإسلامي بقيادة ( محمد بن القاسم الثقفي ) فسيطر على السند ، فكانت أول مقاطعة يسيطر عليها المسلمون في شبة القارة الهندية وأقام بها مسجد وترك بها حماية من (4000 مقاتل ) ولكن الفتوحات العسكرية لم تبدأ إلا في القرن الرابع الهجري على يد السلطان ( محمود الغزنوي رحمه الله ) إذ خاض حروب شرسة ضد السكان الأصليين حتى استطاع فتح السند ثم توجه إلى البنجاب ثم كشمير ومعظم شمال الهند وأخضع هذه الأجزاء لحكم الإسلام فتحولت شبه القارة الهندية إلى قارة إسلامية ، وتوالت عليها العديد من الدول الإسلامية ، فكل ما ضعفت دوله بسبب قيام الهندوس ضدهم جاءت دوله أخرى بعدها ، فبعد سقوط الدولة الغزنوية ، جاءت الدولة الغورية بزعامة السلطان ( محمد الغوري رحمه الله تعالى ) فأعاد فتح المناطق التي احتلها الهندوس مرة أخرى وأضاف إليها إقليم البنغال وكانت أكبر الإقليم البوذية حيث ذاك . وإعلانها بلاد للإسلام وتمكن الغوري من فتح بقية شمال الهند واتخذ من دلهي عاصمة له آنذاك ، وبقيت القارة الهندية تحت حكم المسلمين ودخل الملايين من الهندوس في الإسلام وبقا الوضع في مد وجز حتى احتلال أبريطانيا للهند ، فقد ذاعت شهرة الهندي في الغني في أوربا واشتهر سلاطينها بالتسامح فتوافد عليها البرتغاليون والانجليز ، وثار نزاع بين الفريقين ووقفت الدولة المغولية الإسلامية التي كانت تحكم الهند في ذلك الوقت في جانب الانجليز ضد البرتغاليون وارتكبت بذلك خطيئة كبرى وبذلك فتح المغول بلادهم للانجليز ثم جاءت الخطيئة الكبرى الثانية بقيام امراء الدولة المغولية المتنافسين على الحكم مما شجع الهندوس والسيخ بالثورة على الحكم المسلمين في هذه الأثناء تقدمة الجيوش الانجليزية بتشجيع من الهندوس والسيخ نحو الولايات الهندية التي سقطت الواحدة بعد الأخرى ودخل الانجليزي دلهي عاصمة المسلمين عام ( 1803 م ) وفي عام ( 1858 م ) ثـار المسلمون في وقت واحد في الهند وخاصة الولايات التي يشكل المسلمون أغلبية السكان ودارت معارك بين الثوار المسلمين والجيش الانجليزي المتفوق بالبنادق والمدافع فتغلبوا على المسلمين وأنهت بريطانيا رسمياً حكم المسلمين في كل بلاد الهند وأعلنتها مستعمرةً بريطانية يحكمها نائب للملك يقيم في مدينة دلهي الجديدة التي تم بناءها بجانب دلهي القديمة عاصمة المسلمين وبعدها عثا الانجليز فساد في القارة الهندية فعملوا على أبعاد المسلمين عن الوظائف ذات المسئولية ووضعوا مكانهم الهندوس .


وللحديث بقية

منقول من منتدى منبر رفحاء