المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاشور ومراتبه الثلاث بلا دليل



دعوة وارشااد
25 Dec 2009, 01:07 PM
السلام عليكم

نجد لوحات في مساجد رفحا ترتب صيام عاشور على مراتب ثلاث
اكملها صيام يوم قبله ويوم بعده
صيامه وصيام يوم قبله
صيامه وحده

هل هذا من التنطع في التقسيم وتكلف بلا داعي
فاذا كان النبي وهو اكمل الناس عمل صامه وحده
وقال لان بقيت الى قابل...
وعزمه على صوم يوم قبله كان بهدف مخالفه اليهود فقط وليس لانه لايكفر السنه الا بصيام يوم ار معه
والان اليهود لا يصومونه حسب ما نسمع عنهم

اليس الاجر يحصل حتى بافراده بالصيام وحده ويكفر السنه الماضيه
فلماذا هذا التقسيم والتكلف فيه
حتى لو نقل ذلك عن بعض اهل العلم فالعبره بالدليل
فما راي فضيلتكم ؟

الشيخ سامي الواكد
25 Dec 2009, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
جاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهماعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ... في حديث طويل ، وفي صحيح مسلم أيضا ومصنف ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت اإلى قابل لأصومن التاسع ،
وجاء في مسند الإمام أحمد عن بن عباس مرفوعا صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده ،
وجاء أيضا في المسند عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا صوموا يوما قبله ويوما بعده ،
فالخلاصة أن النبي صام يوم عاشوراء فقط فهذا فعله ، وأما قوله فهو ( لأصومن التاسع ) ، و( صوموا يوما قبله ) ،
وأما رواية ويوما بعده فالراجح أنها رواية ضعيفة ،
وأما مخالفة اليهود فهي من القربات التي ندين الله تعالى بها ، وكون اليهود لا يصومون عاشوراء فهذا لا يعني أن نترك شرعنا الذي شرعه الله تعالى لنا من أجل مخالفة اليهود ،
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم "
فمن صام عاشوراء واقتصر عليه فله الأجر المترتب عليه وهو تكفير سنة مضت ، إن شاءالله ،
ومن صام التاسع والعاشر فإنه أتى بما تمنى النبي صلى الله عليه وسلم فعله ،
ومن صام التاسع والعاشر وأضاف إليها الحادي عشر بنية صيام ثلاثة أيام من كل شهر أو أن هذه الأيام من شهر الله المحرم وهو أفضل الصوم بعد رمضان فإنه على خير عظيم إن شاءالله ولا مبرر للتثريب عليه أو تخطئته أو وصف فعله بأنه تنطع ، لأنه لو صام جل المحرم فإن ذلك خير وقربة عظيمة لله تعالى ،
بل صحح جمع من المحققين أن هذا هو الأكمل كابن القيم وابن حجر وغيرهما ،
وأختم بمسألة :
وهي أن كثيرا من الناس يريد أن يصوم عاشوراء لكن إذا ذكرت له صوم التاسع والحادي عشر فإنه يضعف عزمه ولذا فمن الحكمة أن يقال إن الأجر الذي فيه تكفير ذنوب السنة الماضية إنما هو صوم يوم عاشوراء ومن زاد عليه التاسع فهذا حسن وخير ، وإلا فصيام التاسع ليس بشرط في ثبوت الأجر المترتب على صيام عاشوراء ، كذلك من كان عليه قضاء من رمضان فإنه يقال له صم عاشوراء بنية القضاء فقط ويثبت لك الأجر المترتب على صيام عاشوراء ،
والله أعلم .