راعي غنم
03 Oct 2003, 08:48 PM
تنظم قوات الغزو الانكلو اميركي للعراق دوريات عسكرية تضم جنودا اميركيين وشرطة عراقية, وتعول القيادة المركزية الوسطى على هذه الدوريات في ملاحقة اللصوص والكشف عن اسلحة وذخائر مخبأة في اماكن سرية. وفي الاونة الاخيرة وسعت الدوريات المشتركة من نطاق عملياتها لتشمل الدخول في مواجهات مسلحة مع فصائل المقاومة العراقية.. ظاهريا يبدو المشهد وكأن عناصر الامن العراقي اصبحوا اداة طيعة تستخدمها القيادة المركزية الوسطى حيثما تشاء وكيفما تشاء ضد اخوانهم العراقيين.
ولكن المراقبين لمجريات الاحداث على الساحة العراقية يؤكدون بان الدوريات المشتركة والمطاردات الساخنة ضد المقاومين العراقيين اشبه بالتمثيلية الهزلية, لان القسم الاكبر من عناصر الشرطة العراقية تتعاطف مع رجال المقاومة. وهذا التعاطف يقود في احيان كثيرة الى تقديم الشرطة العراقية معلومات استخبارية حول تحركات القوات الاميركية. وبهذا الشأن تنقل واشنطن بوسط عن مراسل في العراق انطوني شديد قوله: على طول الاشتباكات التي وقعت يوم الخميس الماضي, كان رجال الشرطة العراقيين, الذين يفترض فيهم ان يكونوا حلفاء للاحتلال بقيادة اميركية لاعادة النظام الى العراق, كانوا يراقبون ما يجري ... ليس فقط لان المعركة لم تكن معركتهم, كما يقول العديد من الناس, بل لان المسلحين المتصدين للقوات الاميركية يحظون بمباركتهم.
وفي هذا الشأن, قال الملازم احمد خلف حامد, الذي دربتّه وجهزته ومولته السلطات الاميركية, مع 100 آخرين من الافراد, »نحن مع هؤلاء ضد الاحتلال, واقولها من اعماقي ومن كل قلبي ومشاعري. هذا بلدي, وانا اشجعهم واشدّ على اياديهم«. من الرئيس جورج بوش الى الجنود الاميركيين في الميدان, تشدد الولايات المتحدة على نحو متزايد, على نقل السلطات الامنية وقوانين الاستقرار الى عشرات الالوف من العراقيين المجندين الآن, الذين يشكل رجال الشرطة قوامهم الاساسي (اكثر من 30.000 رجل) ومدينة الخالدية المضطربة مثال بسيط, ولكنه هام وبارز, على التحديات التي تواجه هذه السياسة في بلد تهزه السيارات المفخخة, وتفشّي الفوضى وغياب القانون, وتطغى عليه مشاعر القلق حيال المستقبل. وحيث ان هذه المدينة, ذات ال¯ 15000 نسمة, قد لا تكون المثال الانموذج للعراق ككل, الا انها تعكس الصدوع والقيود التي تعمل على تقويض الامن في عموم البلاد. ومن الاسباب الرئيسة لهذا التوتر, نوع العلاقة القائمة بين القوات الاميركية ورجال الشرطة, والتي اهتزت من جذورها في الفلوجة يوم الجمعة الماضي, عندما قتل الجنود الاميركيون, عن طريق الخطأ, 10 ضباط امن عراقيين كانوا يلاحقون بعض المشتبه بهم على طول احد الطرق الصحراوية.
ووفقا لتقارير رجال شرطة الخالدية الخاصة المدربين, فإنهم قوة محاصرة ومغيظة, قلقة وخائفة من راعيها الاميركي, ومحتقرة من مجتمعها المحلي, ومنهارة المعنويات من عملها. فقد تركها ثلاثة اشخاص على الاقل, بينما يرى بعض افرادها ان اكثر الاماكن امنا وسلاما يكون بالبقاء في البيوت. كما غدا افرادها مستهدفين من العشائريين المطالبين بالثأر لاقاربهم, ومن حاملي الاحقاد والضغائن بسبب الاعتقال او اصابتهم بجروح, اضافة الى اضطرارهم الى مواجهة جمهور عام مسلح افضل منهم وغاضب, بينما كانوا يقفون جامدين, لمدة ساعة, خارج مركز الامن والشرطة.
وقال بعض الناس, ان الامر الاكثر ازعاجا ومثارا للقلق, يتمثل في اتهامهم بتقديم الخدمات والعمل مع صنائع اميركا وجواسيسها .. وهي تُهَم كانت تُكالُ بالهمس, لكنها الآن تقال بصوت عال في هذه المدينة التي تعانق نهر الفرات. ويرى الضباط ان سكان المدينة على خطأ في ذلك تماما. فلما سئل ثائر عبد الله صالح ان كانت المقاومة ستنجح في هذه المدينة, التي تعتبر احد المعاقل التي استندت الى دعمها وتأييدها حكومة الرئيس السابق صدام حسين, قال بكل حدّة وصرامة: »ان شاء الله« وهو احد ضباط الشرطة.
اما غيره من الضباط الآخرين في المكتب فترددوا في الاجابة, ثم هزوا رؤوسهم مؤيدين. فقال ضياء الدين رجوب, احد الضباط الذي كان يجلس على فرشة بالية, »هذا من حقنا, وهذا بلدنا, وما هو قائم فيه هو احتلال لا نقبل به«.
وبعض رجال الشرطة قالوا إنهم يؤيدون الرجال المسلحين ضمنياً وبصمت. فهم يرفضون الاحتلال, مثلهم في ذلك مثل المقاتلين, بل إن بعضهم ترحم وعبر عن الحنين الى حكم صدام حسين, حيث كانت الشرطة تحظى بالاحترام والهيبة, وغالباً ما كان يخشى جانبها, وحيث كان الناس يعرضون على افرادها إيصالهم إلى حيث يريدون بالسيارة, ولم يكن أحد ليجرؤ على الحملقة بوجوههم لفترة طويلة. وقال ضباط شرطة آخرون انهم إذا حاولوا القبض على شخص مسلح, فغالباً ما يقول المشتبه به انه سلاح للاستعمال ضد الاميركيين. ويقولون عن أنفسهم إنهم مجاهدون, وهو مصطلح ذو مغزى ديني لأي مقاتل, لا يقوى رجال الشرطة على تحديه. فقال صالح, "إنهم يزعمون أنهم يحاربون الاميركيين. فإن ألقيت القبض على أحدهم يقول لي أنت جاسوس, وتعمل مع الاميركيين. وإذ ذاك, فلن تجد أحداً منا في اليوم التالي. فسوف يقتلوننا جميعاً." مضيفاً "إننا نخاف منهم ... نخشاهم! وأقسم بالله أننا نخشاهم."
ولكن المراقبين لمجريات الاحداث على الساحة العراقية يؤكدون بان الدوريات المشتركة والمطاردات الساخنة ضد المقاومين العراقيين اشبه بالتمثيلية الهزلية, لان القسم الاكبر من عناصر الشرطة العراقية تتعاطف مع رجال المقاومة. وهذا التعاطف يقود في احيان كثيرة الى تقديم الشرطة العراقية معلومات استخبارية حول تحركات القوات الاميركية. وبهذا الشأن تنقل واشنطن بوسط عن مراسل في العراق انطوني شديد قوله: على طول الاشتباكات التي وقعت يوم الخميس الماضي, كان رجال الشرطة العراقيين, الذين يفترض فيهم ان يكونوا حلفاء للاحتلال بقيادة اميركية لاعادة النظام الى العراق, كانوا يراقبون ما يجري ... ليس فقط لان المعركة لم تكن معركتهم, كما يقول العديد من الناس, بل لان المسلحين المتصدين للقوات الاميركية يحظون بمباركتهم.
وفي هذا الشأن, قال الملازم احمد خلف حامد, الذي دربتّه وجهزته ومولته السلطات الاميركية, مع 100 آخرين من الافراد, »نحن مع هؤلاء ضد الاحتلال, واقولها من اعماقي ومن كل قلبي ومشاعري. هذا بلدي, وانا اشجعهم واشدّ على اياديهم«. من الرئيس جورج بوش الى الجنود الاميركيين في الميدان, تشدد الولايات المتحدة على نحو متزايد, على نقل السلطات الامنية وقوانين الاستقرار الى عشرات الالوف من العراقيين المجندين الآن, الذين يشكل رجال الشرطة قوامهم الاساسي (اكثر من 30.000 رجل) ومدينة الخالدية المضطربة مثال بسيط, ولكنه هام وبارز, على التحديات التي تواجه هذه السياسة في بلد تهزه السيارات المفخخة, وتفشّي الفوضى وغياب القانون, وتطغى عليه مشاعر القلق حيال المستقبل. وحيث ان هذه المدينة, ذات ال¯ 15000 نسمة, قد لا تكون المثال الانموذج للعراق ككل, الا انها تعكس الصدوع والقيود التي تعمل على تقويض الامن في عموم البلاد. ومن الاسباب الرئيسة لهذا التوتر, نوع العلاقة القائمة بين القوات الاميركية ورجال الشرطة, والتي اهتزت من جذورها في الفلوجة يوم الجمعة الماضي, عندما قتل الجنود الاميركيون, عن طريق الخطأ, 10 ضباط امن عراقيين كانوا يلاحقون بعض المشتبه بهم على طول احد الطرق الصحراوية.
ووفقا لتقارير رجال شرطة الخالدية الخاصة المدربين, فإنهم قوة محاصرة ومغيظة, قلقة وخائفة من راعيها الاميركي, ومحتقرة من مجتمعها المحلي, ومنهارة المعنويات من عملها. فقد تركها ثلاثة اشخاص على الاقل, بينما يرى بعض افرادها ان اكثر الاماكن امنا وسلاما يكون بالبقاء في البيوت. كما غدا افرادها مستهدفين من العشائريين المطالبين بالثأر لاقاربهم, ومن حاملي الاحقاد والضغائن بسبب الاعتقال او اصابتهم بجروح, اضافة الى اضطرارهم الى مواجهة جمهور عام مسلح افضل منهم وغاضب, بينما كانوا يقفون جامدين, لمدة ساعة, خارج مركز الامن والشرطة.
وقال بعض الناس, ان الامر الاكثر ازعاجا ومثارا للقلق, يتمثل في اتهامهم بتقديم الخدمات والعمل مع صنائع اميركا وجواسيسها .. وهي تُهَم كانت تُكالُ بالهمس, لكنها الآن تقال بصوت عال في هذه المدينة التي تعانق نهر الفرات. ويرى الضباط ان سكان المدينة على خطأ في ذلك تماما. فلما سئل ثائر عبد الله صالح ان كانت المقاومة ستنجح في هذه المدينة, التي تعتبر احد المعاقل التي استندت الى دعمها وتأييدها حكومة الرئيس السابق صدام حسين, قال بكل حدّة وصرامة: »ان شاء الله« وهو احد ضباط الشرطة.
اما غيره من الضباط الآخرين في المكتب فترددوا في الاجابة, ثم هزوا رؤوسهم مؤيدين. فقال ضياء الدين رجوب, احد الضباط الذي كان يجلس على فرشة بالية, »هذا من حقنا, وهذا بلدنا, وما هو قائم فيه هو احتلال لا نقبل به«.
وبعض رجال الشرطة قالوا إنهم يؤيدون الرجال المسلحين ضمنياً وبصمت. فهم يرفضون الاحتلال, مثلهم في ذلك مثل المقاتلين, بل إن بعضهم ترحم وعبر عن الحنين الى حكم صدام حسين, حيث كانت الشرطة تحظى بالاحترام والهيبة, وغالباً ما كان يخشى جانبها, وحيث كان الناس يعرضون على افرادها إيصالهم إلى حيث يريدون بالسيارة, ولم يكن أحد ليجرؤ على الحملقة بوجوههم لفترة طويلة. وقال ضباط شرطة آخرون انهم إذا حاولوا القبض على شخص مسلح, فغالباً ما يقول المشتبه به انه سلاح للاستعمال ضد الاميركيين. ويقولون عن أنفسهم إنهم مجاهدون, وهو مصطلح ذو مغزى ديني لأي مقاتل, لا يقوى رجال الشرطة على تحديه. فقال صالح, "إنهم يزعمون أنهم يحاربون الاميركيين. فإن ألقيت القبض على أحدهم يقول لي أنت جاسوس, وتعمل مع الاميركيين. وإذ ذاك, فلن تجد أحداً منا في اليوم التالي. فسوف يقتلوننا جميعاً." مضيفاً "إننا نخاف منهم ... نخشاهم! وأقسم بالله أننا نخشاهم."