نصيحة ( لا تستهين بالغباء )

[طلال الشمال]

يحكى أن صديقان ذكيان كان لهما صديق ثالث في رحلة في البرية للصيد وبعد جهد وعناء اصطادوا بعض الصيد وكان قد نال منهم التعب والجوع فقاموا بإعداد الطعام وفكر الذكيان في تدبير مكيدة لصاحبهما الغبي حتى لا يشاركهما أكل الطعام ، وبعد أن جلس الثلاثة قال أحد الذكيين : سوف ننام حتى يجهز الأكل ، وعلى كل منا أن يحلم بحلم أثناء نومه ، وعندما نصحو سوف يكون الطعام من نصيب صاحب أحسن حلم.
ثم ناموا ، وفي أثناء نومهم قام الغبي بأكل جميع مافي الإناء من لحم وشرب مابه من مرق ولم يبق إلا العظام ثم نام ، وبعد فترة أيقضه صاحباه وقالا: هيا بنا وليقول كل منا ماذا رأى في منامه؟
فقال الذكي الأول : حلمت وأنني وصلت لسدرة المنتهى.
وقال الذكي الثاني: وأنا وصلت إلى السماء السابعة.
ثم التفتوا إلى صاحبهما الغبي وقالا له: أخبرنا ما الذي رأيت في منامك؟
فقال لهما بعد أن نمت جاءني عفريت و أنا في المنام وقال لي: إن لم تأكل مافي هذا القدر من لحم وتشرب ما فيه من مرق كسرت عنقك ، فصاحا به : ولم لم تخبرنا ؟ فقال لهما : وكيف لي بذلك وأحدكما في سدرة المنتهى والآخر في السماء السابعة