حفراااويه
14 Feb 2010, 02:36 PM
كيف يمكن قراءة أرقام ونتائج ودلالات مركز ـ بيو ـ للأبحاث
واستطلاعات الرأي العام الصادر مساء الرابع من الشهر الحالي؟. امتحن الاستطلاع الأخير اتجاهات
الرأي العام في 25 دولة مسلمة كبرى من بينها 8 دول عربية كبرى مرتكزاً على ثلاثة محاور. الأول نظرة
المسلمين إلى الجماعات المتطرفة، والثاني ترتيب الثقة في الزعماء المسلمين، أو الزعامات
الإسلامية. وللمرة الثانية بعد الاستطلاع الأول في عام 2007 يحصد خادم الحرمين الشريفين، الملك
عبدالله بن عبدالعزيز على الثقة المطلقة في الأغلبية المستفتاة من الذين شاركوا في الاستطلاع على
السؤال الجوهري: لمن تعطي ثقتك من بين القيادات في الزعامات الإسلامية من حيث قدرة الزعيم على
اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن القضايا العالمية؟
واللافت في الأمر أن هذه الثقة الجارفة التي أعطيت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز كانت من جماهير استطلاع علمي موضوعي لشعوب مسلمة لم تكن المملكة بينها ضمن عينات
هذا الاستفتاء. وعلى التوالي استأثر خادم الحرمين الشريفين في الإجابة على السؤال آنف الذكر على
النسب التالية: 92% في الأردن، 83% في مصر 64% في الباكستان، 61% في إندونيسيا، وبقدر ما
تمثله محورية هذه الدول وزعاماتها في العالم الإسلامي بقدر ما كانت شعوب هذه الدول بالتحديد نبض
الحراك الاجتماعي والسياسي في تجاذبات وتقاطعات الرأي العام الذي تشكل شعوب هذه الدول
بالتحديد جوهر حركته.
والسؤال الذي ينبع من ثنايا الاستفتاء : ما الذي يعنيه مثل هذا الاجتماع على الإجماع الشعبي لهذه
الشعوب الذين فاق في كثير من دول الاستطلاع شعبية رموزها وزعاماتها المحلية؟
أولاً: هو استفتاء على مسيرة الإصلاح ومنهج التحديث وهو استفتاء على المثالية التي تنظر بها هذه
الشعوب لا إلى زعيم سياسي فحسب، بل إلى برنامجه في صلب وطنه ورفاه ومستقبل شعبه. تثبت
نسبة الاستفتاء التي فاقت ضعف نسبة المنافس في جل أحوال الاستطلاع أن هذه الشعوب، بقدر
حاجتها إلى زعامة تاريخية، فبذات القدر تتطلع إلى رمز يستطيع أن يأخذ بيديها إلى آفاق المستقبل وإلى
القدرة على التعايش والحوار وإلى زعيم ملهم يستطيع معها وتستطيع معه أن تعمل شيئاً لتغيير الصورة
النمطية السالبة عن واقع العالم الإسلامي. وفي هذا لن نستطيع قراءة تصويت هذه الشعوب لتقييم
الزعامات في مفصل عن تقييمها أيضاً للحركات المتطرفة وللجماعات الإسلامية. برهنت هذه الشعوب
ذات البرهان في الاستفتاء وهو ذات البرهان الذي راهن عليه خادم الحرمين الشريفين في قدرته على
اتخاذ الخطوات الجريئة في حوار الأديان وفي تحاور الثقافات وحتمية تحاورها، وفي نبذه للإرهاب
والعنف وفي قدرته التي فاقت كل كلل من أجل تسويق صورة جديدة مختلفة لهذه الشعوب. وأكثر من
هذا فقد عكس الاستفتاء من الخارج، ذات الصورة من الداخل في الرهان بالالتفاف الشعبوي الجارف
حول مسيرة ملك مع الإصلاح والتحديث وحول سياساته التي أوصلت شعبه إلى نادي العشرين وتجاوزت
معه أزمة مالية عاصفة في عامين مضطربين على المستوى العالمي وكان تأثيرهما محدوداً على رفاه
وميزانية دولته.
الثاني: أن هذه الشعوب التي رأت في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثقة مطلقة
إنما تستفتي على رغبتها الحقيقية في زعامات إسلامية سياسية واقعية معتدلة وحاجتها الملحة إلى
زعامة كاريزماتية تجسد التفاف العالم الإسلامي بما يستحق الثقة وبما يستحقه عالم اليوم المتحول.
تبرهن هذه الشعوب حاجتها إلى ردائف للأنموذج السعودي في النظرية السياسية التي لا تستر العيوب
بالخطب ولا تترك للأقوال أن تحتل مساحة الأفعال أو تلغيها بالعاطفة. تبرهن هذه الشعوب الإسلامية أنها
استوعبت دروس الماضي ثم نظرت إلى الدرس السعودي الذي لم يجازف في تاريخه بشعبه إلى افتعال
حروب أو قولبة حروف من أجل المناكفة. تبرهن هذه الشعوب في استفتائها على الثقة المطلقة لخادم
الحرمين الشريفين على الدرس السياسي الأهم من مشواره التاريخي، الذي هو تكملة لمشوار الملوك
من أهله من قبله حيث يمكن للسياسي أن يأخذ حقوق شعبه كاملة غير منقوصة من دون تعريض هذا
الشعب أو مقدراته وحقوق أجياله إلى مناكفات سياسية أو أزمات إقليمية.
ولعله لهذا كان الاستفتاء مزدوجاً في رسالته إلى تقدير السيرة الذاتية لملك، بقدر ما هو أيضاً استفتاء
على الأنموذج الذي اختاره ملك لشعبه ودولته. وفي وسط عالم إسلامي اشتهر على الدوام بالانقسام
الحاد، فإن هذا الإجماع النادر على استحقاق زعيم من داخله بالثقة الغالبة وخصوصاً إذا ما أدركنا أن
سؤال الاستفتاء يركز على منح الثقة لزعيم في اتخاذ قرارات لهذا العالم الإسلامي في القضايا الدولية،
إنما يشير بوضوح إلى أن هذه الشعوب تمتلك الرغبة في مد الجسور إلى الإصلاح وإلى المستقبل وفي
مد الأيدي المتكافئة مع يد ـ الآخر ـ من أجل حقوق هذه الشعوب، وأرقام الاستفتاء المذهلة في الفوارق
في الثقة بين الزعامات التي شملها الاستفتاء تنبئ عن خيارات هذه الشعوب في إعطاء الثقة مثلما
تنبئ عن استعدادها لتسليم قراراتها الكبرى في قضاياها العالمية الملحة لشخص ترى فيه أغلبية
مطلقة لهذه الثقة.
تقبــــــــــــلـــــــــــــواااا تحـــــــيــــــاتي // حـــــفــــــراااويـــــه ....
واستطلاعات الرأي العام الصادر مساء الرابع من الشهر الحالي؟. امتحن الاستطلاع الأخير اتجاهات
الرأي العام في 25 دولة مسلمة كبرى من بينها 8 دول عربية كبرى مرتكزاً على ثلاثة محاور. الأول نظرة
المسلمين إلى الجماعات المتطرفة، والثاني ترتيب الثقة في الزعماء المسلمين، أو الزعامات
الإسلامية. وللمرة الثانية بعد الاستطلاع الأول في عام 2007 يحصد خادم الحرمين الشريفين، الملك
عبدالله بن عبدالعزيز على الثقة المطلقة في الأغلبية المستفتاة من الذين شاركوا في الاستطلاع على
السؤال الجوهري: لمن تعطي ثقتك من بين القيادات في الزعامات الإسلامية من حيث قدرة الزعيم على
اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن القضايا العالمية؟
واللافت في الأمر أن هذه الثقة الجارفة التي أعطيت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز كانت من جماهير استطلاع علمي موضوعي لشعوب مسلمة لم تكن المملكة بينها ضمن عينات
هذا الاستفتاء. وعلى التوالي استأثر خادم الحرمين الشريفين في الإجابة على السؤال آنف الذكر على
النسب التالية: 92% في الأردن، 83% في مصر 64% في الباكستان، 61% في إندونيسيا، وبقدر ما
تمثله محورية هذه الدول وزعاماتها في العالم الإسلامي بقدر ما كانت شعوب هذه الدول بالتحديد نبض
الحراك الاجتماعي والسياسي في تجاذبات وتقاطعات الرأي العام الذي تشكل شعوب هذه الدول
بالتحديد جوهر حركته.
والسؤال الذي ينبع من ثنايا الاستفتاء : ما الذي يعنيه مثل هذا الاجتماع على الإجماع الشعبي لهذه
الشعوب الذين فاق في كثير من دول الاستطلاع شعبية رموزها وزعاماتها المحلية؟
أولاً: هو استفتاء على مسيرة الإصلاح ومنهج التحديث وهو استفتاء على المثالية التي تنظر بها هذه
الشعوب لا إلى زعيم سياسي فحسب، بل إلى برنامجه في صلب وطنه ورفاه ومستقبل شعبه. تثبت
نسبة الاستفتاء التي فاقت ضعف نسبة المنافس في جل أحوال الاستطلاع أن هذه الشعوب، بقدر
حاجتها إلى زعامة تاريخية، فبذات القدر تتطلع إلى رمز يستطيع أن يأخذ بيديها إلى آفاق المستقبل وإلى
القدرة على التعايش والحوار وإلى زعيم ملهم يستطيع معها وتستطيع معه أن تعمل شيئاً لتغيير الصورة
النمطية السالبة عن واقع العالم الإسلامي. وفي هذا لن نستطيع قراءة تصويت هذه الشعوب لتقييم
الزعامات في مفصل عن تقييمها أيضاً للحركات المتطرفة وللجماعات الإسلامية. برهنت هذه الشعوب
ذات البرهان في الاستفتاء وهو ذات البرهان الذي راهن عليه خادم الحرمين الشريفين في قدرته على
اتخاذ الخطوات الجريئة في حوار الأديان وفي تحاور الثقافات وحتمية تحاورها، وفي نبذه للإرهاب
والعنف وفي قدرته التي فاقت كل كلل من أجل تسويق صورة جديدة مختلفة لهذه الشعوب. وأكثر من
هذا فقد عكس الاستفتاء من الخارج، ذات الصورة من الداخل في الرهان بالالتفاف الشعبوي الجارف
حول مسيرة ملك مع الإصلاح والتحديث وحول سياساته التي أوصلت شعبه إلى نادي العشرين وتجاوزت
معه أزمة مالية عاصفة في عامين مضطربين على المستوى العالمي وكان تأثيرهما محدوداً على رفاه
وميزانية دولته.
الثاني: أن هذه الشعوب التي رأت في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثقة مطلقة
إنما تستفتي على رغبتها الحقيقية في زعامات إسلامية سياسية واقعية معتدلة وحاجتها الملحة إلى
زعامة كاريزماتية تجسد التفاف العالم الإسلامي بما يستحق الثقة وبما يستحقه عالم اليوم المتحول.
تبرهن هذه الشعوب حاجتها إلى ردائف للأنموذج السعودي في النظرية السياسية التي لا تستر العيوب
بالخطب ولا تترك للأقوال أن تحتل مساحة الأفعال أو تلغيها بالعاطفة. تبرهن هذه الشعوب الإسلامية أنها
استوعبت دروس الماضي ثم نظرت إلى الدرس السعودي الذي لم يجازف في تاريخه بشعبه إلى افتعال
حروب أو قولبة حروف من أجل المناكفة. تبرهن هذه الشعوب في استفتائها على الثقة المطلقة لخادم
الحرمين الشريفين على الدرس السياسي الأهم من مشواره التاريخي، الذي هو تكملة لمشوار الملوك
من أهله من قبله حيث يمكن للسياسي أن يأخذ حقوق شعبه كاملة غير منقوصة من دون تعريض هذا
الشعب أو مقدراته وحقوق أجياله إلى مناكفات سياسية أو أزمات إقليمية.
ولعله لهذا كان الاستفتاء مزدوجاً في رسالته إلى تقدير السيرة الذاتية لملك، بقدر ما هو أيضاً استفتاء
على الأنموذج الذي اختاره ملك لشعبه ودولته. وفي وسط عالم إسلامي اشتهر على الدوام بالانقسام
الحاد، فإن هذا الإجماع النادر على استحقاق زعيم من داخله بالثقة الغالبة وخصوصاً إذا ما أدركنا أن
سؤال الاستفتاء يركز على منح الثقة لزعيم في اتخاذ قرارات لهذا العالم الإسلامي في القضايا الدولية،
إنما يشير بوضوح إلى أن هذه الشعوب تمتلك الرغبة في مد الجسور إلى الإصلاح وإلى المستقبل وفي
مد الأيدي المتكافئة مع يد ـ الآخر ـ من أجل حقوق هذه الشعوب، وأرقام الاستفتاء المذهلة في الفوارق
في الثقة بين الزعامات التي شملها الاستفتاء تنبئ عن خيارات هذه الشعوب في إعطاء الثقة مثلما
تنبئ عن استعدادها لتسليم قراراتها الكبرى في قضاياها العالمية الملحة لشخص ترى فيه أغلبية
مطلقة لهذه الثقة.
تقبــــــــــــلـــــــــــــواااا تحـــــــيــــــاتي // حـــــفــــــراااويـــــه ....