المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوداع..



ابو متعب
26 Mar 2010, 02:47 PM
مقال بعد قراءته ستحس بطعم الدمع؟؟

حتى في صلاة الوداع الأخير، كانوا يعاتبون الإمام على الإطالة. وحتى صلاة الجنازة، نفسها، تنتهي

بتسليمة واحدة. كل شيء في ساعة الرحيل يختصر الوقت. وحتى القبور، نفسها محفورة سلفاً بفعل

فاعل خير. كل شيء في ساعة الرحيل يختصر الوقت. حتى الذين يهيلون التراب على القبر يتزاحمون

بالكفوف ليمتلئ جوف القبر في زمن غرفة تراب واحدة. آآآه: كم دعونا له بطول الأجل، وحين دنا الأجل

المكتوب استكثرنا أن يبقى بيننا جثة هامدة ولو لساعة واحدة.

انتهت الصلاة، فلم يكد الإمام أن يكمل – ورحمة الله – حتى كان الراحل على الكفوف، وفوق مئات

الأصابع المتزاحمة. تتأرجح الجثة فوق الأصابع مثل لوح سابح فوق مئات المسامير: لا أحد يشعر مع

النعش بالوزن ولا بالكتلة فالجنائز عادة تحمل نفسها وتعرف طريقها الأخير إلى المقابر. فجأة: يخرج

سلمان من بين غابة الأرجل. من تحت سقف الجنازة. طفل يخرج من تحت جثة أبيه. حاول سلمان أن يرفع

أصابعه إلى ظهر أبيه مسماراً مع مئات المسامير. لم يسعفه الطول فسبع سنين في هذه الحياة مازالت

أقصر قليلاً من ارتفاع جثة. وحده هو الذي استمع مطلب سلمان من أبيه: أبوي، أبوي، قبل أن ترحل

أعطني ريال فسحة الغد. لا يعرف سلمان بعد أن غداً سيكون أول أيام الحياة بلا فسحة أبوية. أمام باب

المسجد، رحلوا بالميت إلى الجوف الأخير وتركوا الحي. نسوا سلمان أمام باب المسجد نفسه الذي

طالما كان فيه مع أبيه. ظل سلمان ينتظر موعد الصلاة التالية. هو لا ينتظر الصلاة بل ينتظر روتين أبيه.

ظل سلمان يذرع البهو والرواق والمحراب يشم في المكان عبق المسك والسدر والريحان في فراغ آخر

جثث الراحلين. يعرف سلمان أنها رائحة أبيه. يقترب منها حتى يضع وجهه مكان وجه أبيه. كانت تفاصيل

الكفن الأبيض في عينيه رغم أن الكفن مر من هنا بسرعة البرق فكل شيء في ساعة الرحيل يختصر

الوقت إلا من عيون سلمان الصغير وهو واقف على أطلال أبيه. كان يبكي في فراغ مخيف ما بين وقت

صلاتين. فجأة وجد حذاء أبيه التي اعتادها كلما همَّ بالوضوء. قبلها بشفتيه، وبأطرافها كان يمسح مياه

عينيه الغزيرتين. كان يمضغها ويأكل منها ما استطاع. ظلت منها قطعة صغيرة شاردة على لسانه وهو

يصيح: أبوي، أبوي، أبوي، ي، ي، ي. عاد لأهله بخفي أبيه.




منقول
لكم المايك والتعليق لغير المحجوبين

ابومحمدالزوبعي
26 Mar 2010, 03:01 PM
هلا أخوي أبومتعب الله لا يجيب ساعة الفراق ولو تأملنا بالحاة لوجدنا ها مبنية على الفراق فالدقائق التي مرت بنا قبل قليل لن تعود وهذا فراق متكرر وكذالك الأيام والسنين والأحباب والأصحاب

شكراً لك أبومتعب موضوع رائع .

فزاع
26 Mar 2010, 03:03 PM
لابد من الوداع وما ادرك مالوداع ومتى توداع الاحباب والاصحاب

فعلا الكلمة إذا لم نحسن وزنها قبل إخراجها فقد تصبح رصاصة قاتلة

إما تقتل السامع أو تقتل قائلها

لذا يجب علينا الاهتمام باختيار أطيب الكلمات كما ننتقي و نختار أطيب ثماره العمال الصالح.



بارك الله لك وجزاك الله خيرا ويسر امورك وجعلها في ميزان حسناتك

ابو متعب
26 Mar 2010, 07:55 PM
هلا أخوي أبومتعب الله لا يجيب ساعة الفراق ولو تأملنا بالحاة لوجدنا ها مبنية على الفراق فالدقائق التي مرت بنا قبل قليل لن تعود وهذا فراق متكرر وكذالك الأيام والسنين والأحباب والأصحاب

شكراً لك أبومتعب موضوع رائع .



العفو ابو محمد...

صدقت اخوي وتعليقك بمحله والروعة بحضورك

ابو متعب
26 Mar 2010, 07:59 PM
فزاع..

كم هي جميلة اضافتك عزيزي اشكرك عليها ولا عدمناك

مــــهــــا
26 Mar 2010, 09:01 PM
فعلا الكلمة إذا لم نحسن وزنها قبل إخراجها فقد تصبح رصاصة قاتلة

إما تقتل السامع أو تقتل قائلها

لذا يجب علينا الاهتمام باختيار أطيب الكلمات كما ننتقي و نختار أطيب ثماره العمال الصالح.




شكرا أخي ابو متعب أعجبني تعليق الأخ فزاع

ابو متعب
26 Mar 2010, 10:23 PM
مها...

رزقك الله حُسن الخاتمة والجميع باذن الله

وشكرا" لمرورك

عروووبة
27 Mar 2010, 05:41 AM
يالله يابو متعب
ناقصين خرعة
قلت الرجال شال قشه وسيغادرنا..{.{.

موضوعك حزين جدا . . هذه الدنيا
لايطفى لوعة الفراق الا النسيان
بعدما يأخذ منا كل مأخذ

هي أيام وليالى
قد نعدها او لانعدها
لكنها أتيه

نستعين بالله على كل أمر

ابو متعب
28 Mar 2010, 01:14 AM
عرووووبة..


ونعم بالله أختي وهو ملجانا اذا صرنا الى ما صاروا اليه

وحياك أختي الكريمة