هبوب الريح
03 Jun 2010, 09:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزار المنتديات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية تسبقها تحية وتعقبها تحية
مذكرات باني ( 1 )
حين كنت في المراحل الأولى للبناء وتحديدا بصدد البحث عن مخطط مناسب يتوافق مع متطلباتي الخاصة ، رحت أجوب الشوارع والأحياء ودخلت بيوتا كثيرة كانت على وشك الانتهاء والفراغ منها ، والذي استوقفني هو أني عندما أرى غالب تلك البيوت من الخارج تجذبني بجمالها وتأسرني بفخامتها فهي قد لبست بالحجر الطبيعي غالي الثمن ورصعت بمجموعة من ( السبوتات ) على امتدادها وكأنها عند المساء مع الإضاءة عقد من الجمان أو خالص من العقيان ، وحين أسبرها من الداخل وأتجول بين الممرات والغرف فيها أتفاجأ بل وأصعق من قبحها ورداءتها لا من حيث التخطيط ولا من حيث التشطيبات فقد غشني المظهر والشكل الخارجي ، لأنها باختصار جمعت سوء العمارة بداية من التخطيط ونهاية بالتنفيذ . وحين أخرج من تلك البيوت أخرج بتساؤل يلوح لي مرارا وتكرارا ترى : لم كل هذا ؟؟ والذي يبدو لي (( حسب الظاهر )) أن أصحاب تلك المنازل لم ينشدوا راحتهم فيها من الداخل بقدر ما بحثوا عن الذي يشبعهم من ثناء الناس عليها من الخارج ، فهم بالحقيقة : أصحاب مظاهر لا أكثر .
عندها .. تعلمت كون المظاهر في الغالب خداعة وأن لا أغتر بالمظهر ولا أحكم على الآخرين من خلاله إلا بعد أن أعرف شخصه من الداخل ديانة وخلقا وتعاملا ، والذي يحزن أن كثيرا من الناس لا يهتمون بالداخل لا في ذواتهم ولا مع غيرهم فتجد أحدهم وللأسف يعمد في تجميل ظاهره على حساب باطنه ، ولعلك تراه ربما يلبس أحسن الثياب ويقتني أفضل العطور وينتعل أرقى الأحذية وهذا أمر طيب ومشروع لا نُساوم حُسنه ونُغفل أهميته " فالله جميل يحب الجمال " لكن حين تسبر حاله من الداخل بمعاشرته وتتجول في نفسيته بمعاملته وتفتش عن قلبه في مواقف كثيرة ، تتفاجأ بأن كل رزيئة قد امتطى صهوتها وركب لجتها من كذب وبهتان وحسد وغيبة وسوء نية وغش وأكل لأموال الناس بالباطل والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر : أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، ألا ليتهم علموا أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح وهو الذي سيظل ويبقى وأن الناس سوف تكتشف حقيقة من قبحت سريرته في يوم من الأيام طال الزمن أو قصر ومهما حاول غش المجتمع بأن يضع على وجهه ألف قناع وأن يتستر بألف ستار ، وفي حال اكتشافهم له ستجد أنه لا كرامة ولا قيمة لذلك المخادع قال عليه الصلاة والسلام : ليس منا من غش ، وأي غش أعظم من " غش النفوس " !! وصدق زهير بن أبي سلمى حين قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة .. وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أحبتي أعضاء وزار المنتديات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية تسبقها تحية وتعقبها تحية
مذكرات باني ( 1 )
حين كنت في المراحل الأولى للبناء وتحديدا بصدد البحث عن مخطط مناسب يتوافق مع متطلباتي الخاصة ، رحت أجوب الشوارع والأحياء ودخلت بيوتا كثيرة كانت على وشك الانتهاء والفراغ منها ، والذي استوقفني هو أني عندما أرى غالب تلك البيوت من الخارج تجذبني بجمالها وتأسرني بفخامتها فهي قد لبست بالحجر الطبيعي غالي الثمن ورصعت بمجموعة من ( السبوتات ) على امتدادها وكأنها عند المساء مع الإضاءة عقد من الجمان أو خالص من العقيان ، وحين أسبرها من الداخل وأتجول بين الممرات والغرف فيها أتفاجأ بل وأصعق من قبحها ورداءتها لا من حيث التخطيط ولا من حيث التشطيبات فقد غشني المظهر والشكل الخارجي ، لأنها باختصار جمعت سوء العمارة بداية من التخطيط ونهاية بالتنفيذ . وحين أخرج من تلك البيوت أخرج بتساؤل يلوح لي مرارا وتكرارا ترى : لم كل هذا ؟؟ والذي يبدو لي (( حسب الظاهر )) أن أصحاب تلك المنازل لم ينشدوا راحتهم فيها من الداخل بقدر ما بحثوا عن الذي يشبعهم من ثناء الناس عليها من الخارج ، فهم بالحقيقة : أصحاب مظاهر لا أكثر .
عندها .. تعلمت كون المظاهر في الغالب خداعة وأن لا أغتر بالمظهر ولا أحكم على الآخرين من خلاله إلا بعد أن أعرف شخصه من الداخل ديانة وخلقا وتعاملا ، والذي يحزن أن كثيرا من الناس لا يهتمون بالداخل لا في ذواتهم ولا مع غيرهم فتجد أحدهم وللأسف يعمد في تجميل ظاهره على حساب باطنه ، ولعلك تراه ربما يلبس أحسن الثياب ويقتني أفضل العطور وينتعل أرقى الأحذية وهذا أمر طيب ومشروع لا نُساوم حُسنه ونُغفل أهميته " فالله جميل يحب الجمال " لكن حين تسبر حاله من الداخل بمعاشرته وتتجول في نفسيته بمعاملته وتفتش عن قلبه في مواقف كثيرة ، تتفاجأ بأن كل رزيئة قد امتطى صهوتها وركب لجتها من كذب وبهتان وحسد وغيبة وسوء نية وغش وأكل لأموال الناس بالباطل والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر : أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، ألا ليتهم علموا أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح وهو الذي سيظل ويبقى وأن الناس سوف تكتشف حقيقة من قبحت سريرته في يوم من الأيام طال الزمن أو قصر ومهما حاول غش المجتمع بأن يضع على وجهه ألف قناع وأن يتستر بألف ستار ، وفي حال اكتشافهم له ستجد أنه لا كرامة ولا قيمة لذلك المخادع قال عليه الصلاة والسلام : ليس منا من غش ، وأي غش أعظم من " غش النفوس " !! وصدق زهير بن أبي سلمى حين قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة .. وإن خالها تخفى على الناس تعلم