هبوب الريح
10 Jun 2010, 09:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتديات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية أحلى من أقاح الروض في اليوم المطير
مذكرات باني ( 2 )
عندما أنظر لأي زاوية من زوايا البيت وأقلب الطرف فيها يمنة ويسرة أتذكر من خلالها حجم المشقة التي قاسيتها والصعاب التي عايشتها ، أتذكر في تلك الزاوية ذلك العامل الذي لم يتقن العمل كما هو مطلوب منه ، أتذكر ذلك العامل الذي أرهقني بمواعيده الكاذبة فهو كل يوم يخبرني أنه سيأتي ولا يأتي ويختلق لذلك ألف عذر وعذر ، أتذكر الشجار الكلامي مع ذلكم العامل الذي لولا لطف الله لامتد لما هو أبعد منه ، أتذكر وأتذكر مآس كثيرة حتى باتت وكأنها كوابيس وأحلام مزعجة لا تنفك عن مخيلتي صباح مساء ، لكن عندما يزورني صديق حميم أو ضيف عزيز وأقوم بأخذه في جولة عابرة على المنزل وحين ينظر لتلك الزوايا ـ التي أرغب أن ينزوي عنها بصره قبل بصري ـ يأخذ ويدقق غاية التدقيق ويتأمل غاية التأمل ليقول لي ويرفعها مدويّة : الله الله !! ثم يذكر لي ما فيها من الروعة والجمال وحسن التنفيذ على خلاف ما كنت أرى .
عندها .. تعلمت أن العيش في معاناة الماضي وما حواه من آلام وصعاب قد تفقدنا لذة الحاضر الجميل ، وأنه من الحيف والشطط بمكان تغييب العقل عن الاستمتاع بالجمال الذي تراه هذه اللحظة ونقله وترحيله إلى ذلك السوء الذي كنت تذكره في فترة من الفترات ، لأن العبرة كما يقال : بكمال النهايات لا بنقص البدايات ، مشكلتنا يا سادة أحيانا أننا في الماضي نتطلع ونتشوف للمستقبل فنصبر ونحتمل الأمرين في سبيل ذلك كله لتحقيق الغاية المأمولة وبلوغ الهدف المنشود ، لكن حين يأتي الحاضر وينتهي كل شئ وتتكل المساعي بالنجاح أو على الأقل بشكل مرضي وبنسب كبيرة فالكمال عزيز ، ننظر بعين متألمة لا متأملة إلى الخلف وهذا قمة في التخلف ونرجع إلى الوراء لنؤلف حوله روايات ونسترجع شريط الذكريات القاسية ، فكم قسونا على أنفسنا !! ونحن بذلك حقيقة لم نقرأ الماضي كما يجب ولم نعط الحاضر ما يستحق ، وهنا استوقفتني الآية الكريمة التي جاءت على لسان أهل الجنة حين قالوا في معرض الشكر والامتنان للملك الديان : الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ... فهو سبحانه بمنه وكرمه أذهب عنهم الحزن لينسيهم البؤس القديم بالدنيا كل ذلك زيادة لهم في النعيم المقيم بالآخرة ، وبالتالي ربما نحتاج إلى تكوين علاقات جديدة مع أشخاص لا يعرفون الماضي المظلم ولم يسمعوا به أصلا كي يصفوا لنا الحاضر المشرق وما فيه من إبداع وذلك بتجرد ونزاهة دون أدنى ضغوط أو أي خلفية مسبقة كي يعزز لدينا الجوانب الإيجابية ويمحو عنا الآثار السلبية لنعيش في راحة بال واستقرار حال ، ولنكون أيضا قادرين على البذل والعطاء والنتاج .
أحبتي أعضاء وزوار المنتديات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية أحلى من أقاح الروض في اليوم المطير
مذكرات باني ( 2 )
عندما أنظر لأي زاوية من زوايا البيت وأقلب الطرف فيها يمنة ويسرة أتذكر من خلالها حجم المشقة التي قاسيتها والصعاب التي عايشتها ، أتذكر في تلك الزاوية ذلك العامل الذي لم يتقن العمل كما هو مطلوب منه ، أتذكر ذلك العامل الذي أرهقني بمواعيده الكاذبة فهو كل يوم يخبرني أنه سيأتي ولا يأتي ويختلق لذلك ألف عذر وعذر ، أتذكر الشجار الكلامي مع ذلكم العامل الذي لولا لطف الله لامتد لما هو أبعد منه ، أتذكر وأتذكر مآس كثيرة حتى باتت وكأنها كوابيس وأحلام مزعجة لا تنفك عن مخيلتي صباح مساء ، لكن عندما يزورني صديق حميم أو ضيف عزيز وأقوم بأخذه في جولة عابرة على المنزل وحين ينظر لتلك الزوايا ـ التي أرغب أن ينزوي عنها بصره قبل بصري ـ يأخذ ويدقق غاية التدقيق ويتأمل غاية التأمل ليقول لي ويرفعها مدويّة : الله الله !! ثم يذكر لي ما فيها من الروعة والجمال وحسن التنفيذ على خلاف ما كنت أرى .
عندها .. تعلمت أن العيش في معاناة الماضي وما حواه من آلام وصعاب قد تفقدنا لذة الحاضر الجميل ، وأنه من الحيف والشطط بمكان تغييب العقل عن الاستمتاع بالجمال الذي تراه هذه اللحظة ونقله وترحيله إلى ذلك السوء الذي كنت تذكره في فترة من الفترات ، لأن العبرة كما يقال : بكمال النهايات لا بنقص البدايات ، مشكلتنا يا سادة أحيانا أننا في الماضي نتطلع ونتشوف للمستقبل فنصبر ونحتمل الأمرين في سبيل ذلك كله لتحقيق الغاية المأمولة وبلوغ الهدف المنشود ، لكن حين يأتي الحاضر وينتهي كل شئ وتتكل المساعي بالنجاح أو على الأقل بشكل مرضي وبنسب كبيرة فالكمال عزيز ، ننظر بعين متألمة لا متأملة إلى الخلف وهذا قمة في التخلف ونرجع إلى الوراء لنؤلف حوله روايات ونسترجع شريط الذكريات القاسية ، فكم قسونا على أنفسنا !! ونحن بذلك حقيقة لم نقرأ الماضي كما يجب ولم نعط الحاضر ما يستحق ، وهنا استوقفتني الآية الكريمة التي جاءت على لسان أهل الجنة حين قالوا في معرض الشكر والامتنان للملك الديان : الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ... فهو سبحانه بمنه وكرمه أذهب عنهم الحزن لينسيهم البؤس القديم بالدنيا كل ذلك زيادة لهم في النعيم المقيم بالآخرة ، وبالتالي ربما نحتاج إلى تكوين علاقات جديدة مع أشخاص لا يعرفون الماضي المظلم ولم يسمعوا به أصلا كي يصفوا لنا الحاضر المشرق وما فيه من إبداع وذلك بتجرد ونزاهة دون أدنى ضغوط أو أي خلفية مسبقة كي يعزز لدينا الجوانب الإيجابية ويمحو عنا الآثار السلبية لنعيش في راحة بال واستقرار حال ، ولنكون أيضا قادرين على البذل والعطاء والنتاج .