المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنشاء مجلس للديمقراطيين المسلمين في فرنسا



مراسل الموقع
22 Oct 2003, 11:42 AM
باريس - مكتب (الرياض) حسان التليلي:

شارك يوم السبت الماضي قرابة مائتي شخصية من الشخصيات الفرنسية التي تدين بالإسلام في اطلاق مؤسسة جديدة تعنى بشؤون المسلمين في فرنسا سميت "مجلس الديمقراطيين المسلمين في فرنسا" ويترأس عبدالرحمن دحمان وهو مواطن فرنسي من أصل جزائري يعمل في قطاع التعليم.
التنظيم الجديد الذي يرغب المنخرطون فيه أن يكون مكملا للمجلس الوطني للديانة الإسلامية في فرنسا. وكان هذا التنظيم قد أنشىء قبل عدة أشهر ويترأسه اليوم دليل بوبكر عميد مسجل باريس الكبير، ويعنى مجلس الديانة الإسلامية بمتابعة القضايا والمشاكل التي يواجهها المسلمون في فرنسا والتي لديها علاقة بالشعائر الدينية.
اما "مجلس الديمقراطين المسلمين في فرنسا" فانه يعمل بشكل خاص على الاهتمام بقضايا المسلمين ومشاكلهم التي لا علاقة لها بالشعائر الدينية وفي صدارة هذه المشاكل تلك التي تتعلق بصعوبة الاندماج في المجتمع الفرنسي من قبل الجالية الإسلامية وقد حرص نيكولا سركوزي وزير الداخلية الفرنسي بنفسه على المشاركة أو بالاحرى على حضور جلسة اطلاق "مجلس الديمقراطيين المسلمين في فرنسا" واعتبر الوزير الفرنسي انه من شأن المجلس الجديد فعلا الاضطلاع بدور هام في مساعدة أجهزة الدولة الفرنسية السياسية والإداري على حل كثير من المشاكل التي يواجهها اعضاء الجالية الإسلامية للاندماج في المجتمع الفرنسي.

ردود فعل متباينة
وقد استوضحت (الرياض) قبيل اطلاق المجلس الجديد وبعده شخصيات كثيرة تنتمي إلى الجالية الإسلامية في فرنسا حول آرائها ومواقفها تجاه هذه المبادرة فجاءت ردود الفعل متباينة ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة، فئة المتحمسين للمبادرة وفئة المعترضين عليها وفئة المتحفظين بشكل شبه مطلق على كل المبادرات الحالية الرامية إلى وضع اطر سياسية وقانونية لكل من يريد ان تكون للإسلام والمسلمين دور في فرنسا.
أما فئة المتحمسين ل "مجلس الديمقراطيين المسلمين" فتجد من بينهم على سبيل المثال دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الوطني للديانة الإسلامية، ويرى بوبكر ان المبادرة الجديدة مكملة فعلا للمبادرة السابقة التي تمثلت في انشاء مجلس الديانة الإسلامية ويعلل ذلك قائلا: ان أماكن الصلاة كانت المقايس الوحيد لاختيار المسلمين الذين تولوا عملية انتخاب أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على الصعيدين الوطني والاقليمي، ويضيف دليل بوبكر فيقول: ولكننا نعرف ان عشرين بالمائة فقط من اعضاء الجالية الإسلامية في فرنسا يرتادون المساجد بانتظام هذا اذن يعني ان ثمانين بالمائة منهم ظلوا مهمشين حتى الآن في عملية اختيار "مجلس الديانة الإسلامية".
ويشاطر هذا الرأي كثير من اعضاء الجالية الإسلامية الذين لا يتسنى لهم لسبب أو لآخر ارتياد المساجد الفرنسية ويقولون ان ايجاد علاقة تكاملية بين المجلسين أمر مستحب.
ولكن هذا الرأي لا يشاطره ناشطون في عدد من الجمعيات الإسلامية في فرنسا. ويرى هؤلاء ان هنالك رغبة لدى السلطات الفرنسية لمحاولة انشاء مجالس تعنى في الظاهر بشؤون الجالية الإسلامية ولكن تنتهي في نهاية المطاف إلى التصادم على حساب مصالح الجالية الإسلامية. ويقترب هذا الرأي من رأي آخر يرى أصحابه ان شروط النجاح في اندماج المسلمين في المجتمع الفرنسي تمر أساساً عبر التزام كل مواطن فرنسي مسلم أو كل مهاجر مسلم يقيم في فرنسا باحترام قوانين الجمهورية الفرنسية وعدم المزايدة على المسائل الدينية التي يتعامل من خلالها المجتمع الفرنسي ومنها مسألة الحجاب أمران اساسيان ينبغي ان يعمل كل مسلم في فرنسا على انجازهما بعيداً عن حسابات التنظيمات الكبرى.