المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حقيقية (حارث) جميع الحلقات



بناء
21 Jul 2010, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

أيها الإخوة القراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنني من خلال هذه الحلقات في هذا المنتدى لن أكتب لكم عن رواية نسجتها من الخيال وإنما سأتحدث لكم عن شخصية حقيقية والأرجح أنها لكاتب هذه السطور ولأننا كلنا يحرث في هذه الحياة فسأختار لصاحبنا أسم (حارث) وقد قال : صلى الله عليه وسلم ( أصدق الأسماء حارث وهمام )
وربما تجدني أبعد في الرمزية حتى تشعر وكأني أكتب لك عن شخصية أسطورية تعيش في عصر ما قبل الميلاد أو في أحد جزر المحيط الأطلسي وقد أقترب حتى تشعر أنني أكتب لك عن ذاك الشخص الذي ربما جلست وإياه عل مائدة واحدة قبل قليل لكن لا تجعل همك في معرفة بطل هذه القصة بقدر حرصك على أن تعيش مع فصولها وتنقد بذائقتك الأدبية ما ورد فيها لتقوم معوجا أو تجبر لفظا منكسرا فالمؤمن مرآة أخيه وهو له كاليدين تغسل إحداهما الأخرى

الحلقة الأولى :
تفتحت عينا (حارث )وهو يعيش في كنف أبوين أميين في بيت منسوج من الشعر يتوسطه ثلاثة أعمده وفي كل زاوية منه عمود ويسمى في العرف آنذاك (مثولث) وقد خصص الطرف الشمالي الشرقي للبيت قسما للرجال يفصل عن قسم النساء بفاصل يسمى (محجر) ويشتمل هذا القسم على عدد من الفرش والمراكي الخشبية والتي غلفت بالجلد المثبت بالدبابيس ومذياع وأواني إعداد القهوة والشاي (دلال وأباريق ومحماسة القهوة وبرادة القهوة وهي عبارة عن إناء مستطيل مصنوع من الخشب تبرد فيه القهوة بعد حمسها ونجر تطحن فيه القهوة والهيل وفناجيل وكاسات وملقاط ) تحفظ بصندوق خشبي له قفل حديدي من أجل ألا تصل إليه أيدي الصبية وكان حارث يقوم مع إخوانه بإعداد القهوة وخدمة الضيوف الذين يضيق بهم المكان حيث يتواجدون يوميا بعد صلاة العصر عند والدهم في (شبته )حيث يجتمعون فيتعلم الصغار من أخلاق الكبار حيث كانوا يرددون علينا مقولة (المجالس مدارس) وبالفعل كانت تلك المجالس لا تعلم القراءة ولا الكتابة ولكنها تعلم الأخلاق والمراجل وتربي الأبناء منذ نعومة أظفارهم على تحمل المسئولية واحترام الكبير وحفظ الحقوق والصدق
بينما القسم الآخر من البيت مخصص لأثاث البيت من الفرش والوسائد والشنط الحديدية التي تحفظ بها الملابس وهو مكان النوم ويوجد قسم صغير في طرف البيت مخصص للأواني المنزلية التي تستخدم في إعداد الطعام (قدور وصاج وصحون وطياس وملحقاتها)
ويسعى حارث مع أسرته كغيرهم من سكان هذه البيوت إلى تهيئتها بوسائل التبريد في الصيف ووسائل التدفئة في الشتاء
ففي الصيف يبرد الماء بواسطة (زير) أو (قربة) وترش أرضية البيت بالماء وترخى الأروقة ليشعروا بهواء بارد وفي القائلة يضع بعض المترفين (صقاع ) وهو قماش أو شرشف يلصق بالبيت من الأسفل ليحجز أشعة الشمس عن المكان الذي يقيلون فيه في نحر الظهيرة وكان الجلوس أمام البيت في مكان مفتوح بعد غروب الشمس هو العامل المشترك للرجال ليفروا من حرارة البيت ويطيب السمر في الليالي المقمرة حيث يمتد الجلوس إلى ما بعد منتصف الليل
أما في الشتاء فكانت وسيلة التدفئة الوحيدة هي الحطب لمن يتيسر له ولا بد لكل أسرة أن يوجد لديهم( لحاف أو مضرب) وهو عبارة عن غطاء من القماش المحشو بصوف الضأن ويخرج في الأوقات الصعبة في شدة البرد فهو لا يتناسب مع كل وقت لأن الأطفال لا يتمكنون من الحركة تحته إلا بصعوبة بالغة
لقد كانت الحياة بالنسبة لحارث آنذاك صعبة جدا ولكن الإنسان ابن بيئته يتكيف مع الظروف المحيطة به ويستطيع التعايش معها لاسيما وأنه يرى كل أقرانه يعيشون مثله فهو لم ولن يطلب وضعا أكثر رفاهية مما هو فيه
وقد كانت الألعاب الشعبية البسيطة التي يمارسها حارث مع إخوانه وأقرانه تعني له الشيء الكثير والتي تكون غالبا في المساء حيث انتهى الجميع من أعمال يوم حافل بالجد والنشاط يعمل فيه الصغير والكبير والرجل والمرأة على حد سواء 000

تابعونا<<< في الحلقة2

شامي الدهيمان
21 Jul 2010, 11:20 PM
يعطيك العافية

متابع بصمة

رجعتنا لزمن بيوت الشعر

تقبل مروري

عروووبة
22 Jul 2010, 12:09 AM
متابعة لك . . استمر

وعودا حميدا

بس به طلب طال عمرك على طاعته
ياليت بعد كل اربع سطور اضغط انتر
السطور ورى بعض تصعب القراءة
جزاك الله خير
وحياك ربي
.

همّام
22 Jul 2010, 04:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لقد أوتيت من البيان سحره
استمر [فسأتسمر] أمام كل مفردة تكتبها
وأستفيد من المصطلحات في بيئة نسمع عنها كثيرا ولم نعش حلاوتها

بناء
22 Jul 2010, 12:12 PM
السلهومي

وأنت تقبل تحياتي
مرورك أسعدني

بناء
22 Jul 2010, 03:20 PM
عروبة

شكرا لمتابعتك

سأفعل إن شاء الله

وسأفرق ما بين السطور لاحقا

بناء
22 Jul 2010, 03:25 PM
تنبيه :



الحلقة القادمة إن شاء الله ستكون إضافة على نفس الموضوع من أجل أن يكون الموضوع في مكان واحد وتسهل مطالعته وللجميع تحياتي وتقديري

الكاشف
22 Jul 2010, 04:53 PM
حياك الله أخ بناء
هذه القصة ليست غريبة على البعض منا أخص منهم محدثك الكاشف فقد عاش وتعايش مع هذه الحياة التي فصلتها .
أخي بناء
رغم سوء ظروف المعيشة والمسكن ورداءة الاتصال والتواصل فيما بينهم إلا أنهم أحسن حالا من حال البعض اليوم فهم الأفضل بكثير من ناحية التآلف والمحبة فيما بينهم ( سعادتهم وتعاستهم واحدة ) يسعدوا بسعادة بعضهم وينزعجوا بمصيبة بعضهم .
أخي بناء
هناك فارق كبير بين الأمس واليوم بالأمس القلوب نظيفة والمحبة والمودة لم يشوبها شيء خالية ونظيفة لا يعرفوا محبة وصداقة المصالح المشتركة التي نسمع بها اليوم لا يمكن أن يؤمنوا بها أو يفكروا فيها على الاطلاق ديدنهم ومبدأهم واحد متعارف عليه فيما بينهم ( الصدق والوفاء والتواضع ) .
لقد أطلت بعض الشيء ما أدري يمكن خرجت عن النص .
دمت بحفظه .

مــــهــــا
23 Jul 2010, 02:13 AM
وضعت موضوعك صفحة رئيسية للمنتدى
تابع رعاك الله مع رجائي بإطالة الحلقات

بناء
23 Jul 2010, 10:39 PM
الحلقة الثانية

لما بلغ (حارث) سن الدراسة أدخله والده المدرسة في سن مبكرة ولم يتأخر كثيرا كعادة الكثيرين من أقرانه
يخرج (حارث) في كل صباح عدا يوم الجمعة واضعا حقيبته الكبيرة في يده الصغيرة من بيت الشعر ماشيا على قدميه إلى مدرسة القرية الوحيدة والمسقوفة بالخشب حيث يلتقي مع زملائه الذين يكبرونه في السن غالبا

ويقابل معلميه الغلاظ الشداد الذين يفعلون ما يشاءون ولا يعاتبهم أحد بل ويجدون من يشجعهم على ذلك من الأهالي الذين ربما اعتقد بعضهم العصمة لهؤلاء المعلمين وأغلبهم من الأردن أو فلسطين

كانت الدراسة آنذاك غاية في الصعوبة والتعقيد والحصول على تقدير ممتاز كان نادر جدا ولم يكن (حارث) طالبا متفوقا بل كان من عامة الطلاب يحفظ الدرس حينا ويهمل أخرى يكتب واجبه على ضوء السراج وربما سقط القلم الرصاص من يده المرتعشة ليخط خطا متعرجا ثم يغلبه النعاس فينام في مكانه قبل أن يكمل واجبه وتأتي والدته لتنقله لفراشه ليكمل نومته قرير العين هادئ البال

لكن (حارثا) سيدفع ثمن هذه النومة في الصباح الباكر مضاعفا عندما يقابل معلمه ولم يكمل الواجب ولن تجدي توسلات (حارث) شيئا حيث سيأخذ العقوبة مضاعفة لأنه بهذه التوسلات قل أدبه مع معلمه فيرضخ للأمر الواقع ليمد يده الصغيرة مفتوحة لمعلمه ليقع عليها العصا الخشبي وبكل ما أوتي المعلم من قوة فيشعر (حارث) بعد العصا الأولى وكأن يده قد بترت من جسده فلم يعد يشعر بالضرب بعدها

بدأ (حارث) يتعلم ويحفظ بعض قصار السور من القرآن الكريم ليكتشف أن قراءة والده تختلف عن الذي تعلمه في المدرسة حيث كانت أسرة حارث لها مصلى عبارة عن أحجار بجوار بعضها وضعت في خط مستقيم وفي الوسط قوس إلى جهة القبلة يكون بمثابة المحراب وكان والده يصلي به مع إخوانه حيث يجتمع الجميع في صلاة المغرب إذ لم يكن في القرية مسجد آنذاك وكان الناس متفرقين في بيوت الشعر كل أسرة لها مصلى خاص ولا يوجد شخص مؤهل يجتمع الناس عليه في الصلاة

خرج (حارث) يوما لأحد جيرانهم مع والده لحضور وليمة بعد صلاة المغرب ولما تكامل المدعوون وضاق بهم المجلس قام المضيف وفرش (رواق) البيت ليجلس عليه (حارث) ومن هم في سنه من الصغار ينتظرون دورهم في العشاء بعد أن يفرغ منه الكبار

وضع المضيف صحن العشاء وقدر المرق واللبن في طرف المكان يبعد عن السراج مسافة تقرب من عشرين مترا ووضع قدرا آخر ملئ بالماء وذر فيه قليل من التايد ليغسل فيه من شاء يده بعد الأكل وإلا فالأغلب لا يحتاجون لهذا الماء حيث يكتفون بمسح أيديهم ب(الرفة) طرف بيت الشعر
وبعد أن فرغ الكبار أذن ل(حارث) ورفاقه الذين انطلقوا ليأخذ كل واحد منهم مكانه ليجد له موضع يد في صحن العشاء
قام (حارث) إلى قدر المرق يظنه قدر الغسيل فغسل يديه فيه ولكن سرعان ما اكتشف أنه مرق وليس ماء ومن حسن حظ (حارث) أن المرق لم يعد حارا ولكنه من شدة الحرج تمنى أن لو بات طاويا ونام جائعا لما سمع من كلمات العتاب والسباب وكأنه أتى بجرم لا يغتفر لكنها ليست الأخيرة في مواقف (حارث )


تابعونا <<< في الحلقة القادمة

مــــهــــا
23 Jul 2010, 11:16 PM
ماأجمل البساطه في كل شئ
المسجد والمدرسه والعشاء بل حتى غسل الحارث ليديه
أسعدك الله بإنتظار الحلقة الثالثة ...

عروووبة
23 Jul 2010, 11:34 PM
متابعه . . . . . .

ابومحمدالزوبعي
24 Jul 2010, 01:22 AM
رائع جداً أخي بناء بإنتظارك أن شاء الله
كم أحب اسم( حارث )

بناء
24 Jul 2010, 03:55 PM
همام

شكرا لك

متابعتك أسعدتني

الشموخ
04 Aug 2010, 08:23 PM
الكاشف

أسعدني تعليقك

السلطه الخامسه
05 Aug 2010, 01:22 AM
متابعين معاك وننتضر البقيه

ولذكراء فقط

فاس فوس
بابا فات ماما
كم هي ممتعه تلك الايام
الف شكر

عروووبة
05 Aug 2010, 02:55 AM
نعم لما توقفت اخي بناء
عسى المانع خير

بناء
06 Aug 2010, 11:58 PM
شكرا

لجميع الإخوة

معذرة للإنقطاع لظروف السفر

قريبا سنواصل الحلقات إن شاء الله

بناء
08 Aug 2010, 01:34 PM
الحلقة الثالثة :
لا يوجد في المدرسة التي يدرس فيها (حارث) كهرباء وفي الشتاء وعند اشتداد البرد ترتعد فرائص الطلاب من شدة البرد وهم في الطابور الصباحي في فناء المدرسة حتى تكاد تسمع طقطقة الأسنان بعضها مع بعض من شدة الرجفان ولم تكن البيجامات قد عرفت حينئذ فأفضل الطلاب لبسا من يلبس ملابس الرياضة تحت ثوبه وبالطو إن تيسر

وأفضل كلمة يسمعها الطلاب هي الأمر بالانصراف للفصول حيث يتسابقون لعل أحدهم أن يتمكن من تدفئة يديه على (دفاية) الكاز وهي الوسيلة الوحيدة في المدرسة للتدفئة قبل أن يأتي الأستاذ فاروق حيث أنه لا يحب رائحة الدخان الذي ينبعث من المدفئة

جاء الأستاذ فاروق وكعادته أمر بإخراج المدفئة من الفصل ولم يكتف بذلك بل وفتح النوافذ من أجل تجديد الهواء وبدأت وجوه الطلاب تحمر من شدة البرد
لكن الأهم هو تحقيق رغبة المعلم والذي تجلل بكل الملابس التي جاء بها معه من أهله في سوريا


كم يا ترى يحمل هؤلاء الأطفال من الحقد على أستاذهم ؟
وكم يدعون عليه سرا بالموت وهي أكبر دعوة يفهمها أولئك الصغار ؟
وكيف يتمكن أولئك من أن يسمعوا فضلا عن أن يفهموا من معلمهم شيئا ؟!


لكن عزاءهم أن الصيف سيخلف الشتاء ويرون معلمهم وهو يتمرمط وتضيق به الأرض بما رحبت حيث أن أشد ما يؤذيه هو الحر والأيام دول

>>> وإلى الحلقة القادمة

المحجوب
08 Aug 2010, 04:45 PM
قرأت الحلقه الاولى ...ولي عوده لباقي الحلقاااات

شكرا ..بناء

هرطمان
09 Aug 2010, 02:47 AM
حلقات ممتعه
اخوي بيان الله يعطيك العافيه

بناء
11 Aug 2010, 01:12 AM
شكرا
المحجوب
شكرا
هرطمان

بناء
11 Aug 2010, 01:25 AM
الحلقة الرابعة:

يسافر (حارث) للمدينة (رفحاء) رغم أنها مدينة ناشئة وصغيرة لم تتجاوز الشارع الذي يمر بمبنى المحافظة ويرى شوارعها وقصورها وأسواقها ومطاعمها وخاصة مطعم العراقيين المجاور لسوق الأغنام آنذاك وكان في المكان الموجود عليه سوق الخضار القديم

هذا المطعم الذي كان معلما بارزا وملتقى يلتقي فيه البادية الذين يفدون للمحافظة لأجل قضاء مصالحهم أو بيع جلبهم حيث يقدم الكباب والتشريب مع الشاي العراقي المركز فترة الصباح

وكان (حارث) يحلم أن يسكن في مدينة تريحه من المعاناة التي يجدها في بيت الشعر ويبني لذلك أمالا
ثم إن الأمل في الاستقرار بدأ يبرق ل(حارث) وأسرته وهم يسمعون عن رغبة الدولة في توطينهم من خلال قروض البنك العقاري والتي تصرف لهم ليبنوا مساكن في مخطط مرتب وواضح المعالم تحت إشراف ومتابعة البلدية

وكان نصيب أسرة (حارث) قصرا كما يحلو لهم تسميته لا تتجاوز مساحته مائة وستين مترا مربعا يقع شرقي القرية وبمسافة تقرب من ثمان مائة مترا عن مسجد القرية الوحيد كما يبعد المسافة نفسها عن المدرسة الابتدائية الوحيدة والتي يدرس فيها (حارث )

لم يكن ثمت كهرباء ولا ماء في القرية الجديدة فضلا عن أن يوجد بها هاتف أو تلفاز لكن رغم كل ذلك فالحال اليوم أفضل منها بالأمس لو لم يكن إلا أنهم سلموا من السموم ومعاناة بيت الشعر فترة الشتاء والأمطار

كان (حارث) إذا اشتد السموم يبلل خرقة ثم يفتح نافذة الغرفة الحديدية ويعلق تلك الخرقة المبللة بالماء على النافذة ليتحول السموم إلى هواء بارد بمروره على تلك الخرقة لكن تحتاج إلى أن يتعاهدها بالرش بالماء بين الفترة والأخرى
وفي الليل في فصل الصيف يحلو السمر والنوم في الحوش حيث الهدوء والظلام
لولا البعوض الذي يعكر صفو تلك اللحظات
>>>>> تابعونا في الحلقة القادمة

همّام
11 Aug 2010, 03:47 AM
متابعين أخي بناء
وزاد اشتياقنا للمزيد من الأحداث والفوائد

شكرا لك

Ķāяєżmā
11 Aug 2010, 03:57 PM
سلسله روعه
تشكراتي هي الك اخي بناء

عروووبة
12 Aug 2010, 10:44 PM
متابعه بشغف
لاتتأخر

بارك الله فيك

بناء
13 Aug 2010, 02:34 AM
الحلقة الخامسة :

أتجاوز بعض السنوات لأصل بكم إلى (حارث) وهو يدرس بالمرحلة المتوسطة حيث بدأ يتردد إلى الجامع ليصلي مع الجماعة وكان يسمع من خلال المذياع في برنامج نور على الدرب أن إسبال الثوب تحت الكعبين لا يجوز فلبس ثوبا قصيرا وبدأ يبتعد عن اللهو الذي كان منتشرا عند أقرانه كسماع الأغاني ولعب الورق وغيرها رغم أنه لا يوجد بدائل حيث أن الأناشيد لم تكن تعرف تلك الفترة ولم يكن ذلك مألوفا في مجتمعه المحيط به لكن هذا من توفيق الله له

لكن مع الوقت بدأ جماعة المسجد يألفونه ويعرفونه عن قرب ووثقوا به في فترة لا تكاد تجد من يحافظ على الصلاة سوى كبار السن فصاروا إذا غاب إمام المسجد يقدمونه ليصلي بهم وعمره آنذاك لم يصل إلى خمس عشرة سنة لكن هو أقرأهم لكتاب الله بل لا تكاد تجد من يحسن القراءة منهم إلا النادر


وفي عام (1406) تقريبا كان يتناوب هو وصاحبه (همام )على إمامة المصلين في صلاة التراويح والقيام وكانوا يوترون في العشر الأواخر مرتين لكن من يوتر في التراويح يخرج في صلاة القيام وهذه الطريقة كان يعمل بها في فترة سابقة في الحرم

كان لرمضان في تلك الفترة طعم خاص ويجد (حارث) روحانية لا يجدها كثير من الناس اليوم كان الناس يجتمعون في الإفطار عند أحدهم ثم ينتقلون لأخر في اليوم التالي فلا يكاد الرجل يفطر لوحده في منزله إلا نادرا ولم يكن الناس ينامون في الليل كما هي الحال اليوم حيث كان رمضان وقت إجازة

وكان (حارث) يخرج بعد التراويح هو وصاحبه (همام) وكان أكبر من حارث سنا ويسبقه في الاستقامة لكن (حارث) يتقدم عليه بسنة واحدة في الدراسة
كانوا يذهبون لصديق لهم يسكن لوحده حيث أن أسرته تسكن في البر

يستمعون عنده لصلاة الحرم المكي عبر المذياع ثم يسهرون عنده ويلعبون في حوش بيته الصغير كرة القدم وربما زارهم بعض أصدقائهم يسهرون معهم لفترة ثم يتفرقون 000

>>>>> تابعونا في الحلقة القادمة

همّام
13 Aug 2010, 07:44 PM
أخي بناء
بما أنك أتيت على رمضان ونحن الآن في رمضان
بودنا لو أسهبت في الحديث أكثر

عروووبة
13 Aug 2010, 10:12 PM
يالله

برنامج
برنامج نور على الدرب

يازينها لما يقولها المذيع ويمد الواو
نوووووووور على الدرب

الله يذكرك بالشهادة يامسلم

فعلا ليت تسهب في حلقة رمضان

بناء
27 Aug 2010, 02:40 AM
معذرة عن التأخير فرمضان له ظروفه

الحلقة السادسة :

كان من الاستعدادات لشهر رمضان التي يقوم بها (حارث وهمام) وبعض جماعة المسجد تجهيز المسجد وذلك أنهم كانوا يصلون صلاة العشاء والتراويح والقيام في الحوش على التراب مباشرة دون فرش
فكانوا قبل رمضان يحفرون أرضية المسجد لأنها قاسية ومتماسكة حتى تتحول الأرضية إلى تراب من أجل راحة المصلين وهذا العمل مما يحتسبونه عند الله ولم يكونوا يصلون بجهاز مكبر الصوت رغم أنه يحضر الصلاة أعداد غفيرة من الناس
وكان (حارث وهمام) يصلون القيام مدة ساعتين كاملتين ويطيلون السجود كثيرا ولم يتضجر أحد من المصلين وأغلبهم من كبار السن مع صغر سن إماميهم ورغم المعاناة التي كانوا يعانونها أثناء السجود حيث يسجدون على التراب مباشرة

والصلاة على التراب وعدم استخدام المكبر وتطويل الصلاة كانت أشياء اعتادها الناس فلم يرغبوا في تغييرها وهذا دليل على أن الناس لا يحبون التغيير والمألوف يؤلف وإن كان غيره قد يكون هو الأنسب ولذا ينبغي مراعاة هذا عندما نأتي بشيء لم يعتد الناس عليه حدثوا الناس بما يعقلون


من الأشياء العالقة في ذهن (حارث) أنه تقريبا في عام 1404 لم تثبت رؤية دخول شهر رمضان المبارك فأكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوما ثم في ليلة التاسع والعشرين من رمضان رأى الناس الهلال فأعلن عن دخول العيد وتبين يقينا أن الخطأ كان في دخول الشهر ولم يصم الناس سوى 28يوما

وأفتى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بوجوب قضاء يوم بدلا عن اليوم الأول وقال : لا يكون الشهر الهجري أقل من تسعة وعشرين يوما
فصام الناس ذلك اليوم و كان (حارث) ممن صامه قضاء

عروووبة
27 Aug 2010, 06:07 AM
حياك الله أخي بناء


ننتظر . . بإهتمام

زرااط الفشق
27 Aug 2010, 04:06 PM
بصمة أعجاب








متابع في اخر الصف

الزعيم
28 Aug 2010, 03:19 AM
أهلاً وسهلاً وحياك الله أخي بناء أنت و حارث



متابع