ابو عبدالرحمن النجدي
13 Jul 2002, 12:39 PM
نجائب النجاة مهيأة للمراد وأقدام المطرود موثوقة بالقيود هبت عواصف الأقدار في بيداء الأكوان فتقلب الوجود ونجم الخير فلما ركدت الريح إذا أبو طالب غريق في لجة الهلاك وسلمان على ساحل السلامة والوليد بن المغيرة يقدم قومه في التيه وصهيب قد قدم بقافلة الروم والنجاشي في أرض الحبشة يقول لبيك اللهم لبيك وبلال ينادي الصلاة خير من النوم وأبو جهل في رقدة المخالفة.
لما قضى في القدم بسابقه سلمان عرج به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجس، فأقبل يناظر أباه في دين الشرك فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يوم حرفوه، وبه أجاب فرعون موسى( لئن اتخذت إلها غيري)، وبه أجاب الجهمية الإمام احمد لما عرضوه على السياط وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين أودعوه السجن ، فنزل به ضيف (ولنبلونكم) فنال باكرامة مرتبة "سلمان منا أهل البيت" فسمع إن ركبا على نية السفر، فسرق نفسه من أبيه ولا قطع، فركب راحلة العزم يرجو إدراك مطلب السعادة، فغاص في بحر البحث ليقع بدرة الوجود، فوقف نفسه على خدمة الادلاء وقوف الأذلاء، فلما أحس الرهبان بانقراض دولتهم سلموا إليه أعلام الأعلام على نبوة نبينا وقالوا: إن زمانه قد أظل فأحذر أن تضل، فرحل مع رفقة لم يرفقوا به (فشروه بثمن بخس دراهم معدودة)، فأبتاعه يهودي بالمدينة، فلما رأى الحرة توقد حرا شوقه، ولم يعلم رب المنزل بوجد النازل، فبينا هو يكابد ساعات الانتظار قدم البشير بقدوم البشير، وسلمان في رأس نخلة، وكاد القلق يلقيه لولا أن الحزم أمسكه كما جرى يوم( إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) فعجل النزول لتلقي ركب البشارة ولسان حاله يقول:
خليلي من نجد قفا بي على الربا * فقد هب من تلك الديار نسيم
فصاح به سيده مالك انصرف إلي شغلك فقال كيف انصرافي ولي في داركم شغل ثم أخذ لسان حاله يترنم :
خليلي لا والله ما أنا منكما * إذا علم من آل ليلي بداليا
فلما لقي الرسول عارض نسخة الرهبان بكتاب الأصل فوافقه يا محمد أنت تريد أبا طالب ونحن نريد سلمان، أبو طالب إذا سئل عن اسمه قال عبد مناف وإذا انتسب افتخر بالآباء واذاذكرت الأموال عد الإبل وسلمان إذا سئل عن اسمه قال عبد الله وعن نسبه قال ابن الإسلام وعن ماله قال الفقر وعن حانوته قال المسجد وعن كسبه قال الصبر وعن لباسه قال التقوى والتواضع وعن وساده قال السهر وعن فخره قال سلمان منا وعن قصده قال يريدون وجهه وعن سيره قال إلى الجنة وعن دليله في السلام قال إمام الخلق وهادئ الأئمة.
إذا نحن ادلجن وأنت إمامنا * كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وان نحن اضللنا السلام ولم نجد * التسليم كفانا نور وجهك هاديا
لما قضى في القدم بسابقه سلمان عرج به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجس، فأقبل يناظر أباه في دين الشرك فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يوم حرفوه، وبه أجاب فرعون موسى( لئن اتخذت إلها غيري)، وبه أجاب الجهمية الإمام احمد لما عرضوه على السياط وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين أودعوه السجن ، فنزل به ضيف (ولنبلونكم) فنال باكرامة مرتبة "سلمان منا أهل البيت" فسمع إن ركبا على نية السفر، فسرق نفسه من أبيه ولا قطع، فركب راحلة العزم يرجو إدراك مطلب السعادة، فغاص في بحر البحث ليقع بدرة الوجود، فوقف نفسه على خدمة الادلاء وقوف الأذلاء، فلما أحس الرهبان بانقراض دولتهم سلموا إليه أعلام الأعلام على نبوة نبينا وقالوا: إن زمانه قد أظل فأحذر أن تضل، فرحل مع رفقة لم يرفقوا به (فشروه بثمن بخس دراهم معدودة)، فأبتاعه يهودي بالمدينة، فلما رأى الحرة توقد حرا شوقه، ولم يعلم رب المنزل بوجد النازل، فبينا هو يكابد ساعات الانتظار قدم البشير بقدوم البشير، وسلمان في رأس نخلة، وكاد القلق يلقيه لولا أن الحزم أمسكه كما جرى يوم( إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) فعجل النزول لتلقي ركب البشارة ولسان حاله يقول:
خليلي من نجد قفا بي على الربا * فقد هب من تلك الديار نسيم
فصاح به سيده مالك انصرف إلي شغلك فقال كيف انصرافي ولي في داركم شغل ثم أخذ لسان حاله يترنم :
خليلي لا والله ما أنا منكما * إذا علم من آل ليلي بداليا
فلما لقي الرسول عارض نسخة الرهبان بكتاب الأصل فوافقه يا محمد أنت تريد أبا طالب ونحن نريد سلمان، أبو طالب إذا سئل عن اسمه قال عبد مناف وإذا انتسب افتخر بالآباء واذاذكرت الأموال عد الإبل وسلمان إذا سئل عن اسمه قال عبد الله وعن نسبه قال ابن الإسلام وعن ماله قال الفقر وعن حانوته قال المسجد وعن كسبه قال الصبر وعن لباسه قال التقوى والتواضع وعن وساده قال السهر وعن فخره قال سلمان منا وعن قصده قال يريدون وجهه وعن سيره قال إلى الجنة وعن دليله في السلام قال إمام الخلق وهادئ الأئمة.
إذا نحن ادلجن وأنت إمامنا * كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وان نحن اضللنا السلام ولم نجد * التسليم كفانا نور وجهك هاديا