المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أركــــــــــان الإيمـــــــــان و حكمـــــــــــة ترتيبهــــــــــــا-أركــــــــــا



الجنرال
02 Nov 2003, 01:10 AM
أركــــــــــان الإيمـــــــــان و حكمـــــــــــة ترتيبهــــــــــــا



أركــــــــــان الإيمـــــــــان و حكمـــــــــــة ترتيبهــــــــــــا




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فقد سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح ابن فوزان آل فوزان عن الحكمــــة مـــن ترتيـــب أركـــان الإيمــان كالتالي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره, في عدة أحاديث من بينها حديث جبريل المعروف بأم السنة, فأجاب حفظه الله و أطال في عمره على طاعته بما يلي:

هناك حكمة ـ والله أعلم ـ في ترتيب أركان الإيمان في الآيات والأحاديث، وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبًا:

فقد بدئت هذه الأركان بالإيمان بالله؛ لأن الإيمان بالله هو الأساس، وما سواه من الأركان تابع له.

ثم ذكر الإيمان بالملائكة والرسل؛ لأنهم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ رسالاته؛ فالملائكة تنزل بالوحي على الرسل، والرسل يبلغون ذلك للناس، قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 2].

ثم ذكر الإيمان بالكتب؛ لأنها الحجة والمرجع الذي جاءت به الرسل من الملائكة والنبيين من عند الله للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه؛ قال تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [البقرة: 213].

ثم ذكر الإيمان باليوم الآخر؛ لأنه ميعاد الجزاء على الأعمال التي هي نتيجة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله أو التكذيب بذلك؛ فكان مقتضى العدالة الإلهية إقامة هذا اليوم للفصل بين الظالم والمظلوم، وإقامة العدل بين الناس.

ثم ذكر الإيمان بالقضاء والقدر لأهميته في دفع المؤمن إلى العمل الصالح، واتخاذ الأسباب النافعة، مع الاعتماد على الله سبحانه، ولبيان أنه لا تناقض بين شرع الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه وبين قضائه وقدره؛ خلافًا لمن زعم ذلك من المبتدعة والمشركين الذين قالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} [النحل: 35]؛ سوغوا ما هم عليه من الكفر بأن الله قدَّره عليهم، وإذا قدَّره عليهم؛ فقد رضيه منهم ـ بزعمهم ـ، فرد الله عليهم بأنه لو رضيه منهم؛ ما بعث رسله بإنكاره، فقال: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [النحل: 35].

المصدر: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - ج 1/ ص 12-