المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة جندي امريكي قبل مقتله: لا أدري ماذا نفعل هنا؟عودة الجنود الأمريكيين من العراق ف



مراسل الموقع
04 Nov 2003, 11:24 AM
رسالة جندي امريكي قبل مقتله: لا أدري ماذا نفعل هنا؟عودة الجنود الأمريكيين من العراق في توابيت!!

ويست بوينت - جيفري جيتيلمان

قتل 222جندي امريكي منذ اعلن الرئيس بوش نهاية العمليات العدائية في العراق في الاول من مايو الماضي. وفي شهر اكتوبر وحده قتل 33جنديا امريكيا على الاقل بنيران معادية، وهو عدد يساوي ضعف من قتل في شهر سبتمبر.
ومقابل كل جندي قتيل هنالك سبعة جنود يصابون بجراح حسب تقديرات وزارة الدفاع. كانت ميسي جونسون في مدينة فايتفيل بولاية ساوث كارولينا تذاكر استعدادا لاداء امتحان في الصيدلة، كانت جالسة الى مكتبها، عندما سمعت طرقا على الباب.
وعند سؤالها عن الطارق، نظرت من النافذة، لتفاجأ بالجنود في زيهم العسكري. قالت جونسون، "لم اصدق. لم يكن في امكاني تصديق ما ارى. كنت اعرف السبب الذي جاء بهم الى هنا!".
لقد لقي زوجها بول، الذي حصل على وسام في حرب افغانستان، مصرعه في العراق. لقد كان الفصيل الذي يعمل فيه قد انتهى للتو من تسليم شحنة من المعدات المدرسية في قرية فلوجة في العشرين من اكتوبر عندما انفجرت قنبلة صنعت محليا تحت سيارة الهمفي التي كان يستقلها، فأصيب بحروق غطت 80في المائة من جسده.
وجاء صوت الضابط الموكل بإبلاغها في لهجة رسمية وهو يقف امامها، يبلغها "اسف وزير الدفاع على مقتل زوجها في المعركة".
كان الرقيب جونسون، 29عاما يحلم بأن يصبح جنديا منذ ان كان في الخامسة من العمر. وبعد تلقيها خبر مقتله، اخبرت جونسون ابنها برايان، وهو طفل في الرابعة من العمر، بطريقة لائقة، ان اباه قتل في العراق، وضع الصغير راحتيه على خديها وقال، "لا بأس يا امي لا بأس!".
وفي اليوم التالي وصلتها ثلاث رسائل، كانت مكتوبة بخط اليد، جعلتها في قمة الاسى. كانت تلك الرسائل من زوجها، وبسبب تأخر البريد القادم من العراق ظلت تلك الرسائل في الطريق لتصلها بعد علمها بمقتله.
وهنا قصة اخرى من مدينة فورت هود بولاية تكساس. حيث تحكي اندريا براسفيلد عن مقتل زوجها قائلة، "لقد اخبرني: (انهم لا يريدون وجودنا في بلادهم. انهم يقذفوننا بالحجارة. انهم يطلقون النار علينا. لا ادري ماذا نفعل هنا!).
كان زوجها الفني أرتيموس براسفيلد، 22عاما، يعمل سائق دبابة في الكتيبة 66المدرعة بالفرقة الرابعة مشاة. وقد قتل في هجوم بقذائف الهاون في سمارا شمال بغداد في الرابع والعشرين من شهر اكتوبر. ولم يجعل مقتله زوجته تغير فكرتها عن الحرب، حيث كانت براسفيلد تعارض الحرب من البداية، وهي مازالت تعارضها حاليا.
نشأ الرقيب اوبري بيل في اسرة فقيرة. لقد نشأ في الغابات يشرب ماء الابار ويأكل ما تستطيع والدته حشوه بين قطعتي الخبز، قد تكون هذه الحشوة من الزبد او المايونيز او الكاتشب، او اي شيء آخر امكنها الحصول عليه. وحسب ما يقول اصدقاؤه كان كثير العطاء ويكتفي بالقليل. ويقول عنه صديق طفولته ايريك وينغيت، "كان مجرد صبي مرح سعيد". لم يستطع الرقيب بيل، 32عاما، تحمل الحرارة الشديدة في العراق، او النوم في خيمة بداخلها 100جندي تفوح الرائحة النتنة من احذيتهم العسكرية.
لكنه كان يحب الاطفال. وفي العراق كان هذا الرجل الضخم، الذي يزن 280رطلا في زيه العسكري الفضفاض يجذبهم نحوه كما يجذب المغناطيس برادة الحديد. قالت خطيبته فيلاندرا ايزيل، "كنت دائما أسأله، لماذا تجعلهم يقتربون منك هكذا؟ فكان يرد علي قائلا، يا عزيزتي، انهم مجرد اطفال".
وفي السابع والعشرين من اكتوبر اصيب الرقيب بيل من الحرس الوطني بولاية الباما، الذي كان يعمل مع سرية الشرطة العسكرية 214، بعيار في بطنه امام مركز للشرطة، عندما كان يقوم بتدريب ضباط شرطة عراقيين.
كان الغضب باديا على وجوه افراد اسرته، وتتساءل ابنة عمه فيس ويليامز، "كيف يكون الوضع في تحسن في العراق، وها هو قد قتل؟ ان الرئيس لا يهتم بما يحدث هناك. نحن نراه في التلفزيون، يتحدث عن اشياء لا تمت للواقع بصلة. لكنه لا يذرف دمعة واحدة حزنا على من يفقدون ارواحهم في العراق".
وفي ويست بوينت بولاية نيويورك كانت السماء صافية والنسيم منعشا وكان العميد ليو بروكس منشرح الوجه وهو يحكي. كان يتحدث ورفاقه يرنون اليه برؤوسهم حتى لا يفوتهم شيء من كلماته.
كان العميد ليو بروكس، قائد الاكاديمية العسكرية الامريكية يشرح كيف حصل الملازم ديفيد بيرستاين، 24عاما، على النجمة البرونزية، ويبدأ العميد قصته قائلا، "تعرضنا تلك الليلة الى هجوم بالقذائف في مطار كركوك. كان الملازم بيرنستاين ورجاله يقومون بعملية تمشيط، وفجأة احاطت بهم القوات العراقية وامطرت سيارة الهمفي التي كانوا يستقلونها بالرصاص والقذائف. قتل الجندي هارت في الحال. كان الرصاص ينهال عليهم من الامام والخلف. واصيب الملازم". "وسقط السائق خارج المركبة وانحشر تحتها. وكان العدو يتقدم نحوهم. وحاول الملازم، مع انه مصاب بطلق في رجله خمس مرات انقاذ سائٍقه، واخيرا نجح في المرة الخامسة في سحبه من تحتها". "لكن الملازم نزف كثيرا، ومات، وقبل سقوطه اطلق عدة عيارات من بندقيته!". وختم العميد قصته قائلا، "لقد واجهت الرعب. واحسست ببرد الخوف القارس، وعشت اللحظات التي كان نسيانها افضل ما فيها. ولكن على الاقل استطيع ان اقول انني فخور بكوني جنديا. لا ادري من قائل هذه الكلمات، لكنها تذكرني بالملازم ديفيد".

@ (نيويورك تايمز - خاص
ب "الرياض")