المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة والمجراء الدائم



ناصر الـشمري
03 Oct 2010, 08:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوعنا بهذا اليوم عن الحياة والمجراء الدائم

أحدنا قد يعيش إلى سبعين من السنين أو ربما أكثر. وقد عاش قبلنا بشر تجاوزت أعمارهم الثلاثمائة وآخرون الخمسمائة وأكثر من ذلك.. وقد تجلس إلى بعض من رأوا الموت بأم أعينهم في حوادث معينة وفي لحظات محددة كان بينهم وبين الموت دقائق معدودة، حيث يمكنهم أن يحدثوك عن بعض ما رأوا أثناء تلك الدقائق القليلة وأهمها شريط حياتهم الذي مر سريعا بكل الأحداث وكل الأحباب والأقارب والأصحاب في الدقائق المعدودات تلك.. فقد رأوا أيضاً أموالهم وأملاكهم وأعمالهم وكل ما كان له أهمية ومكانة في حياتهم..
حياتنا وأعمارنا إذن مهما طالت فإنها لحظات قليلة. بمعنى أن الأمر يستحق منا فعلاً بعض التوقف والتفكر في هذه اللحظات التي نشقى ونتعب ونهلك أنفسنا تعباً وهماً وكدراً. فما قيمة هذه الحياة التي نكره بعضنا بعضاً بسببها، ونتآمر على غيرنا أو نظلم من حولنا لمتاع قليل من متاعها؟
ما هذه الحياة التي يصل أحدنا إلى أن يقطع أهله ويؤذي جاره، ويتلذذ بالحرام ويشمت بالناس ويعق والديه وغير ذلك من مشاهد حياتية يومية عديدة نمارسها أو نسمع عنها ولا نتأثر بها كثيراً؟
من هنا على أجد أهمية أن يتوقف أحدنا لحظة ويتفكر في هذه الحياة .. لا أقول الحياة بشكل عام، ولكن حياته هو نفسه، فإن حياته هي الأهم بالنسبة إليه . إنّ حياة، رآها بعض من كانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت ولم تكن سوى شريط قصير من الأحداث لا يتجاوز وقته دقائق قليلة لأحداث سنوات طوال ، هي حياة بحاجة إلى إعادة نظر.
علينا أن نغير نظرتنا إلى هذه الحياة وأن ننظر إليها بشكل دقيق وفهم أدق . إنها ليست فصولاً من الأكل والشرب والتكاثر وجمع الأموال.. لا ليست هي كذلك ، بل إنها وسيلة أو طريق لشيء أكبر وأعقد وأصعب مما يمكن تصوره. إن حياتنا هذه ما هي إلا قنطرة لحياة أخرى مختلفة تماماً لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال.
إذن طالما والحال هكذا، أو هكذا هو التصور الأكثر واقعية للحياة، فلماذا إذن التعب والنصب والكدر والهم والحزن والغل والحسد والحقد وربما سفك للدماء إلى آخر قائمة المكدرات والممنوعات؟ إن كانت حياة يمكن اختزالها في شريط من ثلاث دقائق، فأحسب أنها لا تستحق كل هذا الهم وهذا الحزن وهذا القلق وتبعات تلك المشاعر.
لنعش إذن الدقائق القليلة الباقية أو حياتنا القصيرة هذه في سلام وأمن داخليين، لكي ينعكس أخلاقاً وسلوكاً على مظهرنا وفعلنا الخارجي مع الناس والأشياء. إن الدقائق القليلة هذه لا تستحق أبداً كل ما نقوم به الآن سوى اللهم الصالح من العمل وإتيان الخيرات وترك المنكرات .. فهل نكثر من الخير ونقصّر من الشر؟
إنها دقائق معدودة .. وانظر كيف تتعامل معها وتستثمرها ، ثم انظر ماذا تريد بعدها ؟
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير

القنديل
03 Oct 2010, 11:04 PM
سبحان من خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا


وسبحان الله ، لو كان هنالك تؤمان في بطن أمهما وولد واحد وبقي الآخر لظن الباقي أن أخاه توفي


ونحن في الحقيقة نعيش في بطن الحياة الضيق وهنالك حياة واسعة دائمة حقيقية هي حياة الآخرة .


شكراً لك ناصر

ناصر الـشمري
04 Oct 2010, 09:23 AM
مشكور اخي على المشاركه وشكرا لك