مرضي بن مشوح
07 Nov 2010, 10:31 PM
كثير هم الذين كتبوا عن تجاربهم، بل إن كتابة المذكرات راجت في الفترة الأخيرة، والكتابة عن النفس ليس مكروهة لذاتها، إنما كراهتها بسبب الهدف الذي كتبت من أجله.. فالكتابة عن تجربة مر بها شخص قد يمر غيره بها ، قد تكون نافعة، وقد تختصر له بعض الطريق.. ومن الأشياء التي جربتها في حياتي القراءة.. وأجد أسئلة كثيرة حائرة من بعض من أحب عن القراءة فكتبت هذه التجربة لعلها تنفع من أحب، ولعلها تنفعني عندما أقابل ربي:كنت لا أحب القراءة، ومن أثقل الأشياء على نفسي فتح الكتاب، بل إن فتح الكتاب يجلب النوم،وكان أكثر وقتي خارج المنزل مع الشباب، بعدما تخرجت من المرحلة الثانوية، زرت أحد الأصدقاء، فنصحني بكتب علي الحمادي وكانت كتب مهتمة بالتطوير الذاتي، ذهبت للمكتبة، واشتريت ستة عشر كتاباً له، وصرت أفتحها قبل النوم، وفي وقت الظهيرة، حتى أخرج مع الشباب باقي الوقت،أقرأ وكثير من الذي أقرأه لا أفهمه، لكن واصلت القراءة،ثم تركت القراءة زمن...
ثم اشتريت كتب عايض القرني من الأردن، والظاهر إن سبب شرائي لها لأنها كانت ممنوعة، صفيتها في الدرج مع سابقاتها ..
لما كنت موظفاً صرت آخذ معي بعض الكتب في آخر الأيام التي كنت فيها قبل الاستقالة..
قرأت في ذلك الوقت كتب القرني، وبعض الكتب التي كانت عندي مثل كتب عبد العزيز الجليل، ومحمد الدويش..
وإلى هذا الوقت كان أكثر وقتي ركضاً مع الشباب..
لما سجلت في الجامعة اشتريت في أول الأيام لمبة القراءة ، واشتريت بعض الكتب الصغيرة لسلمان العودة ، وكتب بعض التربويين، وبعض العناوين التي تعجبني، قلت: ودي أشغل نفسي بالقراءة حتى ما أفكر بأهلي، وكنت خايف إني ما أكمل الدراسة، خاصة إني ذهبت للدراسة بعد وقت متأخر، وكان عندي ابن عمره ستة أشهر في ذاك الوقت، كنت أقرأ بعد الفجر، وبعد ما أجي من الدوام، وقبل النوم، حتى إني أستيقظ وأجد الكتاب قد سقط على صدري أو بجانبي، وكنت أحضر بعض دروس المشايخ في وقت المغرب إلى بعد العشاء بقليل..
ثم أعود للشقة .. وكان معي زملاء من خيرة شباب رفحاء وكنا نجلس إلى وقت ليس بالمتأخر.. وكنا في وقتها بعنيزة.. سافرت لمكة ولقيت أحد المشايخ المعروفين بقراءة الكتب وأعطاني بعض أسماء المؤلفين، سجلت أسمائهم في ورقة، واحتفظت بها.
في المستوى الثاني .. استأجرت شقة في بريدة حتى أصير قريب من الجامعة، وسكنت فيها أنا وأخي فقط، ولأن بريدة فيها عدد غير قليل من شباب رفحاء صرت أطلع كثير من الشقة، وقل عندي وقت القراءة، حتى إني في شهر لم أقرأ إلا أربع مجلدات فقط.
قررت أن أرجع لعنيزة، ورجعت وسكنت مع بعض الزملاء فترة ثم استأجرت شقة أخرى.. في ذلك الوقت صرت أقرأ في أكثر الوقت، واشتريت كتب المؤلفين الذين أعطاني أسمائهم الشيخ في مكة قبل سنة..
رجعت لبريدة في المستوى الرابع، وصرت أقرأ بعد الفجر، ثم أذهب للجامعة، ثم أقرأ الظهر، وأنام قبل العصر بساعة، ثم أقرأ العصر، واستجم المغرب، وأكمل بعد العشاء إلى النوم في الساعة الثانية عشرة أو أقل أو أكثر على حسب الفصول..لما أقرأ ويكون هناك (شبة) عند أحد يتقطع قلبي ودي أروح، بس أصبر نفسي وأعزيها بالأمـــل.
في أيام الإجازة أستيقظ من الفجر أقرأ إلى الساعة التاسعة، ثم أنام إلى الظهر، ثم أقرأ ساعتين بعد الظهر، ثم أجلس مع أهلي، ثم أقرأ ساعتين بعد العصر ثم أجلس مع أهلي،ثم أقرأ نصف ساعة بعد المغرب أو أزور أحد، ثم أقرأ ساعتين أو أكثر بقليل. حتى إني في أحد الإجازات قبل أربع سنوات حسبت الصفحات التي قرأتها في الإجازة فقط، طلعت أكثر من عشرين ألف صفحة..
استمريت على هذا البرنامج إلى اليوم قرابة العشر ساعات يومياً قراءة، وأقل شيء أنهي كتاب يومياً،أقل قراءة لي يومياً 300 صفحة، لا أترك الكتاب لا في حضر ولا سفر.. قرأت الكتب المترجمة، وللأدباء، والمفكرين، والمشايخ، والرسائل الجامعية، وفي كثير من التخصصات والاتجاهات..لم أضع لنفسي خطاً أحمراً.. بل سبحت عند الشاطئ وغصت في أعماق البحر..
أما بعد.. سأكتب خلاصة قليلة تفيد من يريد القراءة أفدتها من كتب ومن قُرّاء ومن تجربة هذه السنين، لعل الله ينفع بها..
لكي تحب القراءة:
-أكثر الجلوس مع شباب يقرؤون الكتب، وفي كلامه فوائد من بعض الكتب والمؤلفين.
-قم بزيارة المكتبات من وقت لآخر، ولو عن طريق الموقع الإلكتروني للمكتبة.
-اقرأ في فوائد القراءة..
- فر من السلبيين المتشائمين فرارك من الأسد.
- رتب نفسك.
- أكسر الحاجز، وابدأ بوقت قليل كل يوم ثم زد في الوقت مع الزمن.
- قم بإنشاء مكتبة ولو متواضعة في البيت.
- لو تجتمع في بعض الوقت مع بعض القراء لتقرؤوا سوياً.
- بإمكان بعض السابقين لك في هذا الميدان أن يعمل لك جدولاً مناسباً لك في البداية، ويتابعك، ثم تنطلق.
- البداية بكتب مشوقة ومسلية.ثم الانطلاق في الفضاء الرحب.
-ابدأ.
مما يعيق عن القراءة:
-المفاهيم السلبية عن القراءة، تسمع إن فيه واحد قرأ ووسوس.
- المجتمع أحياناً لا يساعد على القراءة، أحيانا أمك وأبوك ينظرون لك بشفقة، (ياوليدي وش تبي بالكتب) (ياوليدي لا تنخبل)
- قلة ذات اليد، والوظيفة، قد تشغل عن القراءة.
- تقلب بعض الشباب الذين يقرؤون من حوله، مما يجعله يظن أن القراءة هي السبب، مع أن السبب هي نفسية ذالك القارئ المتذبذبة.
- المدرسة كرهت كثيراً من الطلاب للكتاب، وجعلت حاجزاً وهميا بين الكتاب والطالب.
- كثرة التحذير من الكتب فيفكر الشاب -خاصة المتدين- بالسلامة بدينه، ولو عاش جاهلاً.
- صحبة الذين لا يحبون القراءة المحطمين، والمتحطمين.
- البداية بكتب صعبة، مما يعيقه من الاستمرار.
بعض سلبيات القراءة:
-القراءة تجعل القارئ يعيش في غربة فكرية، وروحية، يشعر أن الناس في وادي، وهو في وادي، ماله صديق إلا نفسه، وحتى نفسه أحيانا ما تفهمه، يبحث عنها، ولا يجيبه إلا الصدى.
سأل الفضا عنه وأصغى للصدى ... كيما يجيب فقال مثل مقاله
ناداه أين ترى محط رحاله ... فأجاب أين ترى محط رحاله
- القراءة تدخل على بعض القراء العجب، يشعر أنه يفهم كل شيء، مع أن هناك أشياء كثيرة في الحياة لا تفهم إلا بالتجربة لو قرأ ألف كتاب فيها.
- القارئ يعرف بعض الأمور التي قد لا يعرفها من دونه، فتسبب له شقاء أحياناً، إن تكلم أتعب الناس معه، وأساؤا فيه الظن، وإن سكت شقي كما قيل: ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ.
- قد تكون الكتب سبب ضلال لبعض القراء، كم شاب ترك الجادة،وزلة به القدم، لأنه بدأ السباحة في وسط البحر، فغرق، اللهم رد ضال المسلمين.
- القارئ قد ينهمك في القراءة، ويترك بعض الواجبات التي عليه مثل حق الأهل والزوجة، والأولاد، والصديق، والمناسبات الرسمية العامة.
- في بداية القراءة قد يحصل صراع داخلي بين الإنسان ونفسه، بين القديم والجديد، فتجد أنه يقوم بطرح كل ما يقرأ قبل أن تتبلور الفكرة في ذهنة.
- القارئ كثير كلام في الغالب، المعلومات التي عنده تريد الخروج للنور، وإذا كان الذي يجلس عنده لا يفهم نفسيته، قد يسبب له إحباط.
- قد يقرأ بعض الكتب التي كتبت في غير جيله، أو لغير بلده، وعند تطبيقها، يصبح مضحكة، أو عند إلقائها يسخر منه الناس، فإما أن يهرب من الناس أو من الكتاب.
بعض إيجابيات القراءة:
-القراءة توسع مدارك القارئ إذا كان ينوع في قراءة الكتب، ولا يقرأ فقط الكتب التي توافق فكره، ورأيه.
- القراءة تضيف للقارئ تجارب إلى تجاربه، وتساعده على حل كثير من المشكلات.
- في القراءة تسلية، وتكفيك كثير من الجلسات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
- تساعدك أحيانا قراءة بعض الكتب على قراءة الواقع، وعلى قراءة بعض الشخصيات، والنفسيات، مما تعينك على اتخاذ الأسلوب الأمثل للتعامل معهم.
- تجعل الشاب يعيش قدراً من الطمأنينة فهو يقرأ ويتثقف في دينه، بدلا من تتقاذفه الأيدي ..هذا حلال..لا حرام.. هذا صح... لا خطأ..
- تعينك القراءة على التفريق بين الثوابت، والمتغيرات، بين الركن والسنة، بين الذي هو أصل وبين الدخيل على الدين بسبب تعاقب السنين وتراكم الجهل، والأهواء الممرضة.
- تستطيع عن طريق القراءة أن تفهم السنن الكونية التي لا تتبدل، ولا تتغير، وتعمل على موجبها، والله لا يضيع أجر المحسنين.
- القراءة تجعلك ترتفع عن سفاسف الأمور والخلافات الجزئية التي توغر الصدر، ولا تنكأ العدو.
- القراءة تحمي عقلك من قبول الخرافات السائدة في المجتمع، وتجعلك تستمع في حياتك لا تخشى إلا الله.
- القراءة تختصر عليك الكثير من الوقت، فبدلا من أن تسلك طرقاً مشتتة، تريك بإذن الله أخصر الطرق للوصول إلى هدفك.
- ستتغير علاقتك مع زوجك، وأبنائك عن طريق القراءة في الكتب المتخصصة في ذلك، والتي تشرح لك تركيبة عقل المرأة، ونفسيتها، وتركيبة عقل الطفل ونفسيته.
- ستفهم الكثير في الحياة وستسبق الزمن، وستتنبأ بالمستقبل، وستأخذ الحيطة والحذر.
ثم اشتريت كتب عايض القرني من الأردن، والظاهر إن سبب شرائي لها لأنها كانت ممنوعة، صفيتها في الدرج مع سابقاتها ..
لما كنت موظفاً صرت آخذ معي بعض الكتب في آخر الأيام التي كنت فيها قبل الاستقالة..
قرأت في ذلك الوقت كتب القرني، وبعض الكتب التي كانت عندي مثل كتب عبد العزيز الجليل، ومحمد الدويش..
وإلى هذا الوقت كان أكثر وقتي ركضاً مع الشباب..
لما سجلت في الجامعة اشتريت في أول الأيام لمبة القراءة ، واشتريت بعض الكتب الصغيرة لسلمان العودة ، وكتب بعض التربويين، وبعض العناوين التي تعجبني، قلت: ودي أشغل نفسي بالقراءة حتى ما أفكر بأهلي، وكنت خايف إني ما أكمل الدراسة، خاصة إني ذهبت للدراسة بعد وقت متأخر، وكان عندي ابن عمره ستة أشهر في ذاك الوقت، كنت أقرأ بعد الفجر، وبعد ما أجي من الدوام، وقبل النوم، حتى إني أستيقظ وأجد الكتاب قد سقط على صدري أو بجانبي، وكنت أحضر بعض دروس المشايخ في وقت المغرب إلى بعد العشاء بقليل..
ثم أعود للشقة .. وكان معي زملاء من خيرة شباب رفحاء وكنا نجلس إلى وقت ليس بالمتأخر.. وكنا في وقتها بعنيزة.. سافرت لمكة ولقيت أحد المشايخ المعروفين بقراءة الكتب وأعطاني بعض أسماء المؤلفين، سجلت أسمائهم في ورقة، واحتفظت بها.
في المستوى الثاني .. استأجرت شقة في بريدة حتى أصير قريب من الجامعة، وسكنت فيها أنا وأخي فقط، ولأن بريدة فيها عدد غير قليل من شباب رفحاء صرت أطلع كثير من الشقة، وقل عندي وقت القراءة، حتى إني في شهر لم أقرأ إلا أربع مجلدات فقط.
قررت أن أرجع لعنيزة، ورجعت وسكنت مع بعض الزملاء فترة ثم استأجرت شقة أخرى.. في ذلك الوقت صرت أقرأ في أكثر الوقت، واشتريت كتب المؤلفين الذين أعطاني أسمائهم الشيخ في مكة قبل سنة..
رجعت لبريدة في المستوى الرابع، وصرت أقرأ بعد الفجر، ثم أذهب للجامعة، ثم أقرأ الظهر، وأنام قبل العصر بساعة، ثم أقرأ العصر، واستجم المغرب، وأكمل بعد العشاء إلى النوم في الساعة الثانية عشرة أو أقل أو أكثر على حسب الفصول..لما أقرأ ويكون هناك (شبة) عند أحد يتقطع قلبي ودي أروح، بس أصبر نفسي وأعزيها بالأمـــل.
في أيام الإجازة أستيقظ من الفجر أقرأ إلى الساعة التاسعة، ثم أنام إلى الظهر، ثم أقرأ ساعتين بعد الظهر، ثم أجلس مع أهلي، ثم أقرأ ساعتين بعد العصر ثم أجلس مع أهلي،ثم أقرأ نصف ساعة بعد المغرب أو أزور أحد، ثم أقرأ ساعتين أو أكثر بقليل. حتى إني في أحد الإجازات قبل أربع سنوات حسبت الصفحات التي قرأتها في الإجازة فقط، طلعت أكثر من عشرين ألف صفحة..
استمريت على هذا البرنامج إلى اليوم قرابة العشر ساعات يومياً قراءة، وأقل شيء أنهي كتاب يومياً،أقل قراءة لي يومياً 300 صفحة، لا أترك الكتاب لا في حضر ولا سفر.. قرأت الكتب المترجمة، وللأدباء، والمفكرين، والمشايخ، والرسائل الجامعية، وفي كثير من التخصصات والاتجاهات..لم أضع لنفسي خطاً أحمراً.. بل سبحت عند الشاطئ وغصت في أعماق البحر..
أما بعد.. سأكتب خلاصة قليلة تفيد من يريد القراءة أفدتها من كتب ومن قُرّاء ومن تجربة هذه السنين، لعل الله ينفع بها..
لكي تحب القراءة:
-أكثر الجلوس مع شباب يقرؤون الكتب، وفي كلامه فوائد من بعض الكتب والمؤلفين.
-قم بزيارة المكتبات من وقت لآخر، ولو عن طريق الموقع الإلكتروني للمكتبة.
-اقرأ في فوائد القراءة..
- فر من السلبيين المتشائمين فرارك من الأسد.
- رتب نفسك.
- أكسر الحاجز، وابدأ بوقت قليل كل يوم ثم زد في الوقت مع الزمن.
- قم بإنشاء مكتبة ولو متواضعة في البيت.
- لو تجتمع في بعض الوقت مع بعض القراء لتقرؤوا سوياً.
- بإمكان بعض السابقين لك في هذا الميدان أن يعمل لك جدولاً مناسباً لك في البداية، ويتابعك، ثم تنطلق.
- البداية بكتب مشوقة ومسلية.ثم الانطلاق في الفضاء الرحب.
-ابدأ.
مما يعيق عن القراءة:
-المفاهيم السلبية عن القراءة، تسمع إن فيه واحد قرأ ووسوس.
- المجتمع أحياناً لا يساعد على القراءة، أحيانا أمك وأبوك ينظرون لك بشفقة، (ياوليدي وش تبي بالكتب) (ياوليدي لا تنخبل)
- قلة ذات اليد، والوظيفة، قد تشغل عن القراءة.
- تقلب بعض الشباب الذين يقرؤون من حوله، مما يجعله يظن أن القراءة هي السبب، مع أن السبب هي نفسية ذالك القارئ المتذبذبة.
- المدرسة كرهت كثيراً من الطلاب للكتاب، وجعلت حاجزاً وهميا بين الكتاب والطالب.
- كثرة التحذير من الكتب فيفكر الشاب -خاصة المتدين- بالسلامة بدينه، ولو عاش جاهلاً.
- صحبة الذين لا يحبون القراءة المحطمين، والمتحطمين.
- البداية بكتب صعبة، مما يعيقه من الاستمرار.
بعض سلبيات القراءة:
-القراءة تجعل القارئ يعيش في غربة فكرية، وروحية، يشعر أن الناس في وادي، وهو في وادي، ماله صديق إلا نفسه، وحتى نفسه أحيانا ما تفهمه، يبحث عنها، ولا يجيبه إلا الصدى.
سأل الفضا عنه وأصغى للصدى ... كيما يجيب فقال مثل مقاله
ناداه أين ترى محط رحاله ... فأجاب أين ترى محط رحاله
- القراءة تدخل على بعض القراء العجب، يشعر أنه يفهم كل شيء، مع أن هناك أشياء كثيرة في الحياة لا تفهم إلا بالتجربة لو قرأ ألف كتاب فيها.
- القارئ يعرف بعض الأمور التي قد لا يعرفها من دونه، فتسبب له شقاء أحياناً، إن تكلم أتعب الناس معه، وأساؤا فيه الظن، وإن سكت شقي كما قيل: ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ.
- قد تكون الكتب سبب ضلال لبعض القراء، كم شاب ترك الجادة،وزلة به القدم، لأنه بدأ السباحة في وسط البحر، فغرق، اللهم رد ضال المسلمين.
- القارئ قد ينهمك في القراءة، ويترك بعض الواجبات التي عليه مثل حق الأهل والزوجة، والأولاد، والصديق، والمناسبات الرسمية العامة.
- في بداية القراءة قد يحصل صراع داخلي بين الإنسان ونفسه، بين القديم والجديد، فتجد أنه يقوم بطرح كل ما يقرأ قبل أن تتبلور الفكرة في ذهنة.
- القارئ كثير كلام في الغالب، المعلومات التي عنده تريد الخروج للنور، وإذا كان الذي يجلس عنده لا يفهم نفسيته، قد يسبب له إحباط.
- قد يقرأ بعض الكتب التي كتبت في غير جيله، أو لغير بلده، وعند تطبيقها، يصبح مضحكة، أو عند إلقائها يسخر منه الناس، فإما أن يهرب من الناس أو من الكتاب.
بعض إيجابيات القراءة:
-القراءة توسع مدارك القارئ إذا كان ينوع في قراءة الكتب، ولا يقرأ فقط الكتب التي توافق فكره، ورأيه.
- القراءة تضيف للقارئ تجارب إلى تجاربه، وتساعده على حل كثير من المشكلات.
- في القراءة تسلية، وتكفيك كثير من الجلسات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
- تساعدك أحيانا قراءة بعض الكتب على قراءة الواقع، وعلى قراءة بعض الشخصيات، والنفسيات، مما تعينك على اتخاذ الأسلوب الأمثل للتعامل معهم.
- تجعل الشاب يعيش قدراً من الطمأنينة فهو يقرأ ويتثقف في دينه، بدلا من تتقاذفه الأيدي ..هذا حلال..لا حرام.. هذا صح... لا خطأ..
- تعينك القراءة على التفريق بين الثوابت، والمتغيرات، بين الركن والسنة، بين الذي هو أصل وبين الدخيل على الدين بسبب تعاقب السنين وتراكم الجهل، والأهواء الممرضة.
- تستطيع عن طريق القراءة أن تفهم السنن الكونية التي لا تتبدل، ولا تتغير، وتعمل على موجبها، والله لا يضيع أجر المحسنين.
- القراءة تجعلك ترتفع عن سفاسف الأمور والخلافات الجزئية التي توغر الصدر، ولا تنكأ العدو.
- القراءة تحمي عقلك من قبول الخرافات السائدة في المجتمع، وتجعلك تستمع في حياتك لا تخشى إلا الله.
- القراءة تختصر عليك الكثير من الوقت، فبدلا من أن تسلك طرقاً مشتتة، تريك بإذن الله أخصر الطرق للوصول إلى هدفك.
- ستتغير علاقتك مع زوجك، وأبنائك عن طريق القراءة في الكتب المتخصصة في ذلك، والتي تشرح لك تركيبة عقل المرأة، ونفسيتها، وتركيبة عقل الطفل ونفسيته.
- ستفهم الكثير في الحياة وستسبق الزمن، وستتنبأ بالمستقبل، وستأخذ الحيطة والحذر.