مرضي بن مشوح
19 Jan 2011, 07:41 AM
في أثناء العام الدراسي وقفت المعلمه أمام طلاب الصف الخامس ,
وقالت مجامله لهم : إنني أحبكم جميعاً , وكان من بين هؤلاء التلاميذ صبي يدعى [ تيدي ]
لم تكون المعلمه تستلطفه فقد كان قليل الكلام منطوياً على نفسه
وقد بلغ الأمر ان تلك المعلمه كانت تستمتع بوضع علامة {x} له بخط عريض...
وبعد ذلك تكتب عبارة راسب على أوراقه........
وفي ذات يوم بينما كانت المعلمه تراجع ملفات الطلاب تفاجئت بأمر غريب عند قراءة ملف [تيدي] ,
حيث
كتبت معلمة الصف الأول الإبتدائي مايلي :
[ تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحه كما إنه يتمتع بدماثة الأخلاق ]...
وكتبت عنه معلمة الصف الثاني :
( تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدا زملائه في الصف ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال , وقد أثر على مستواه الدراسي ونفسيته)
أما معلمة الصف الثآلث فقد كتبت عنه
[ لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد حاول الإجتهاد وحاول بذل أقصى مايملك من جهود ولكنه لم يجد من يعتني به ووالده كان قاسيآً وغير مبالٍ , والأوضاع في منزله ستؤثر عليه إن لم يستدرك الآمر ]
بينما كتبت عنه معلمة الصف الرابع :
( تيدي تلميذ منطوي على نفسه ولايبدي الكثير من الرغبه في الدراسة وليس لديه الكثير من الأصدقاء وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس )
وهنا أشرقت الحقيقة في وجه المعلمة، وندمت ندماً شديداً على مابدر منها تجاهه..
وقد تأزم موقفها إلى الأسو ء عندما أحضر لها تلاميذها هدايآ عيد الميلاد
ملفوفه في أشرطة جميلة وورق براق ,
ماعدا تيدي فقد كانت الهدية بسيطة جداً وقد لفها بشكل بدائي
وقد انفجر التلاميذ بالضحك عندما فتحت المعلمة هديته فوجدت
فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفه ناقصة الأحجار وزجاجة عطر غير مكتملة...
ولكن سرعان ماكف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن اعجابها الشديد
بجمآل ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها
ولم يذهب تيدي بعد الدراسه إلى منزله في ذلك اليوم , بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل المعملة ويقول لها : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!
وفي نهاية اليوم الدراسي انفجرت المعلمة بالبكاء بعد تصرف تيدي والذي أحضر لها زجاجة عطر والدته الراحلـة ! وكانت أعز مايملك ! ,
ومنذ ذلك اليوم أولت اهتماماً خاصاً لتيدي
وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ,
و في نهاية السنه أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل وأعظمهم نبوغاً ونباهة وبعد سنة من مغادرة تيدي المدرسة أرسل لمعلمته رسالة ود يقول فيها :
{ إنها أفضل معلمة قابلها في حياته } ثم انقطع عنها سنوات .
وبعد ذلك كتب لها رسالة يخبرها فيها أنه أكمل المرحله الثانوية ,
وأحرز المرتبه الثالثة في فصله , وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته .
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك , تلقت خطاباً آخر منه يقو لها فيه :
( إن الأشياء أصبحت صعبه . وهو مقيم في الكليه لا يبرحها , وسوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى , وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن )
وبعد أربع سنوات أخرى , تلقت خطاباً آخر منه , وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجه البكالوريوس , قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة , وأكد لها مره أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابها طوال حياته , ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء . دكتور ثيودور إف. ستودآرد !!
لم تتوقف القصه عند هذا الحد , لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع , يقول فيه :
( إنه قابل فتاة , وأنه سوف يتزوجها , وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين , وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت المعلمة على ذلك ,
والعجيب في الأمر أنها ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد من سنوات مضت ,
والذي كانت احدى أحجاره ناقصه , والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطرها بالعطر نفسه الذي ذكره بأمه في آخر عيد ميلاد !!
{ وللعلم تيدي ستودآرد هو الطبيب الشهير
الذي لديه جناح باسم مركز (( ستودآرد )) لعلاج السرطان
في مستشفى ميثوددست في ديس مونيس ولاية ايوآ
بالولايآت المتحده الأمريكيه , ويعد أفضل مراكز العلاج
ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية } .
من كتاب : موعد مع الحياة للدكتور /خالد المنيف..
تعليق:اهتمام بسيط في لحظة غفلة يصنع الأعاجيب..
وقالت مجامله لهم : إنني أحبكم جميعاً , وكان من بين هؤلاء التلاميذ صبي يدعى [ تيدي ]
لم تكون المعلمه تستلطفه فقد كان قليل الكلام منطوياً على نفسه
وقد بلغ الأمر ان تلك المعلمه كانت تستمتع بوضع علامة {x} له بخط عريض...
وبعد ذلك تكتب عبارة راسب على أوراقه........
وفي ذات يوم بينما كانت المعلمه تراجع ملفات الطلاب تفاجئت بأمر غريب عند قراءة ملف [تيدي] ,
حيث
كتبت معلمة الصف الأول الإبتدائي مايلي :
[ تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحه كما إنه يتمتع بدماثة الأخلاق ]...
وكتبت عنه معلمة الصف الثاني :
( تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدا زملائه في الصف ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال , وقد أثر على مستواه الدراسي ونفسيته)
أما معلمة الصف الثآلث فقد كتبت عنه
[ لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد حاول الإجتهاد وحاول بذل أقصى مايملك من جهود ولكنه لم يجد من يعتني به ووالده كان قاسيآً وغير مبالٍ , والأوضاع في منزله ستؤثر عليه إن لم يستدرك الآمر ]
بينما كتبت عنه معلمة الصف الرابع :
( تيدي تلميذ منطوي على نفسه ولايبدي الكثير من الرغبه في الدراسة وليس لديه الكثير من الأصدقاء وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس )
وهنا أشرقت الحقيقة في وجه المعلمة، وندمت ندماً شديداً على مابدر منها تجاهه..
وقد تأزم موقفها إلى الأسو ء عندما أحضر لها تلاميذها هدايآ عيد الميلاد
ملفوفه في أشرطة جميلة وورق براق ,
ماعدا تيدي فقد كانت الهدية بسيطة جداً وقد لفها بشكل بدائي
وقد انفجر التلاميذ بالضحك عندما فتحت المعلمة هديته فوجدت
فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفه ناقصة الأحجار وزجاجة عطر غير مكتملة...
ولكن سرعان ماكف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن اعجابها الشديد
بجمآل ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها
ولم يذهب تيدي بعد الدراسه إلى منزله في ذلك اليوم , بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل المعملة ويقول لها : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي !!
وفي نهاية اليوم الدراسي انفجرت المعلمة بالبكاء بعد تصرف تيدي والذي أحضر لها زجاجة عطر والدته الراحلـة ! وكانت أعز مايملك ! ,
ومنذ ذلك اليوم أولت اهتماماً خاصاً لتيدي
وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه وكلما شجعته كانت استجابته أسرع ,
و في نهاية السنه أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل وأعظمهم نبوغاً ونباهة وبعد سنة من مغادرة تيدي المدرسة أرسل لمعلمته رسالة ود يقول فيها :
{ إنها أفضل معلمة قابلها في حياته } ثم انقطع عنها سنوات .
وبعد ذلك كتب لها رسالة يخبرها فيها أنه أكمل المرحله الثانوية ,
وأحرز المرتبه الثالثة في فصله , وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته .
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك , تلقت خطاباً آخر منه يقو لها فيه :
( إن الأشياء أصبحت صعبه . وهو مقيم في الكليه لا يبرحها , وسوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى , وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن )
وبعد أربع سنوات أخرى , تلقت خطاباً آخر منه , وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجه البكالوريوس , قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة , وأكد لها مره أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابها طوال حياته , ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء . دكتور ثيودور إف. ستودآرد !!
لم تتوقف القصه عند هذا الحد , لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع , يقول فيه :
( إنه قابل فتاة , وأنه سوف يتزوجها , وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين , وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه ، وقد وافقت المعلمة على ذلك ,
والعجيب في الأمر أنها ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد من سنوات مضت ,
والذي كانت احدى أحجاره ناقصه , والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطرها بالعطر نفسه الذي ذكره بأمه في آخر عيد ميلاد !!
{ وللعلم تيدي ستودآرد هو الطبيب الشهير
الذي لديه جناح باسم مركز (( ستودآرد )) لعلاج السرطان
في مستشفى ميثوددست في ديس مونيس ولاية ايوآ
بالولايآت المتحده الأمريكيه , ويعد أفضل مراكز العلاج
ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية } .
من كتاب : موعد مع الحياة للدكتور /خالد المنيف..
تعليق:اهتمام بسيط في لحظة غفلة يصنع الأعاجيب..