المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات



مرضي بن مشوح
14 Mar 2011, 12:08 AM
دخلت صباح اليوم البقالة لأشتري خبزاً، فسمعت الموظف فيها يقرأ قول الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ"،
وقد كنت حفظت هذه الآية ورددتها كثيراً إلا أنها هذه المرة هزتني كأنها للتو أنزلت..خرجت وقلبي ينبض بـ بركات..بركات..بركات، وعقلي يقسم هذه البركات: بركة في المال، بركة في الوقت، بركة في المشاعر، بركة في العلم، بركة في العلاقات، بركة في الزوجة،بركة في الأولاد...وسماها الله بركات ولم يسمها رزقاً ليدوم الانتفاع بها..

أردت البركة فوجدت أن شرطها التقوى بعد الإيمان..فجمعت هذه الكلمة عن التقوى سائلا الله أن يجعلني وإياك ممن يلبسها متجملاً بها..
أهمية التقوى:
ولأهمية التقوى أوصى الله بها كل الناس، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ"،
بل كانت وصية الله في كل كتاب منزل، قال الله تعالى:" وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ"،
ولأهميتها أوصى الله بها خير عباده، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ"،
وأوصى الله بها أمهات المؤمنين، قال الله تعالى:" يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ"، وقال:" وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا"،
وكانت التقوى هي الوصية التي تتردد على مسامع المؤمنين في كل حين وفي كل مناسبة، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ"، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ"، " قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ".

تعريف:
وعلى كثرة ما سمعت عن التقوى إلا أني أريد تعريفا سهلا للتقوى؟ وكيف أعمل لأكون متقياً؟!
التقوى هي أن تجعل بينك وبين العذاب وقاية،وهي عمل الواجب وترك المحرم،فتقوى الله في الزواج أن يؤدي كل زوج واجباته، وتقوى الله في الأولاد أن يؤدي الوالد الواجبات تجاههم ، وتقو الله في الوظيفة أن يؤدي الموظف واجباته، وتقوى الله في الوالدين أن يؤدي حقوقهم...وكلما أدى المرء واجباته نال على ثمرات التقوى...
فما ثمرات التقوى؟
ثمرات التقوى كثيرة، منها:
1-أنهم أكرم الخلق عند الله، قال الله تعالى:" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"،
2-أن الله ينجيهم يوم القيامة، قال الله تعالى:" وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"، وقال:"ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا"،
3- أن الله يدخلهم الجنة، قال الله تعالى:" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا"، وقال:" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ"،
4-أن الله معهم، ومن كان الله معه فما يخشى؟،قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ"،
5-أن الله يرفعهم على أعدائهم يوم القيامة، قال الله تعالى:" وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"،
6-أن الله يرزقهم العلم والحكمة، قال الله تعالى:" يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً"،
7- أن الله يخرجهم من المحن والبلايا، قال الله تعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا"،
8- أن الله يرزقهم من حيث لا يحتسبون، قال الله تعالى:" وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ"،
9- أن الله ييسر لهم أمورهم فلا توصد في وجوههم الأبواب،قال الله تعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"،
10- أن الله يكفر عنهم سيئاتهم ويعظم أجورهم، قال الله تعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا"،
11- أن الله كتب لهم الفوز، قال الله تعالى:" إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا"،
12- أن الله يحبهم، وإذا أحبك الله، فلا تترقب ولا تتلفت، ولا تنتظر، فالخير بين يديه، وأمره كن ، وهل هناك أحق بالخير من أحباب الله، قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"،
13-أن الله يوفقهم للفلاح، قال الله تعالى:" وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"،
14-أن الله يتقبل منهم أعمالهم، قال الله تعالى:" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"،
15-أن المتقين خلتهم وصداقتهم دائمة، قال الله تعالى:" الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ"،
16- أن الله يقربهم منه، قال الله تعالى:" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ"،
17- أن الله ييسرهم للأعمال الصالحة، ويغفر لهم ذنوبهم ، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ".
هذه بعض الثمرات التي يهبها الله عباده المتقين، ولكن عندي

سؤال أخير:
بعدما قرأت كل ذلك زاد في قلبي الشوق لأن أكون منهم إلا أن هناك سؤالا يراودني، وهو هل يقع المتقي في الذنب، وهل وقوعه في الذنب يرفع عنه وصف التقوى؟

والجواب: أن الله عز وجل لم يطالب المتقي بالعصمة، بل كتب عليه قدره من الذنوب والمعاصي، فالمتقي قد يقع في الذنب، قال الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ..."،
ووقوعه في الذنب لا يرفع عنه صفة التقوى، قال الله تعالى:" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ..." ثم ذكر الله بعد هذه الآية صفات المتقين، وذكر في سياقها:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ..." ففي ذلك دلالة على وقوع المتقي في الذنب وقد يكون هذا الذنب من الفواحش،
إلا أن الفرق بين المتقي وغيره أن المتقي يسارع إلى ذكر الله والاستغفار ولا يصر على ذنبه، قال الله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" ، وقال تعالى:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
رزقني الله وإياك التقوى، اللهم آمين.

ابو متعب
14 Mar 2011, 12:17 AM
جزاك الله خير على تذكيرنا

إحسـاس
14 Mar 2011, 12:50 AM
تقوى الله

كلمة سهلة النطق ولكن هل طبقناها !

جزيت خيرا اخي على التأملات الجميلة ..

عروووبة
14 Mar 2011, 12:52 AM
الله يجزاك عنا خير الجزاء

نريد دائما من يذكرنا عما نغفل عنه
ربي يسلمك شيخنا الفاضل

عبدالله الجبل
14 Mar 2011, 01:51 AM
اللهم آمين وإياك وكل مسلم ...
هذا هو مرضي مشوح كاتبنا الكبير والراقي والذي عودنا على التحليق في سماء الإبداع والفائدة ...
جهد مميز آمل الإستمرار عليه ...
بارك الله أخي مرضي ووفقك لكل خير ...

الصرح
14 Mar 2011, 02:07 AM
جزاكـ الله خير.....

ريانه
14 Mar 2011, 09:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأملات رائعه .. لاحرمك الله الاجر استفدت منها كثيرا ً


شكرا ً اخي مرضي

القنديل
14 Mar 2011, 03:19 PM
نسأل الله أن يجعلنا من عباده المتقين

* يرد إلى ذهني أحياناً سؤال ولم أسأل عن إجابة له أو لم أبحث عن إجابته ، وقد أجد عندك شيئاً من ذلك .


السؤال : هل نحن نعبد الله عز وجل من أجل أن ندخل الجنة وينجينا من النار ! أم نعبد الله لأنه يستحق العباده .



طبعاً كلا الأمرين متلازمين ودخول الجنة أو النار مترتب على تحقيق

العبادة


الآن قرأت تعريفك للتقوى واختيارك لتعريف " أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية "


المسألة حساسة أبو أنس ودقيقة وتحتاج إلى تركيز .


مثلاً لو كان هنالك سلطان جائر فأنت تتقيه بأن تجعل بينك وبينه مودة أو احترام أو طاعة حتى تتجنب عذابه ، وليس ذلك لأنه يستحق !


ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى فنحن نعبد الله في المقام الأول لأنه

يستحق العبادة ولا نعبده لما يترتب على عبادته من خير وإن كنا نطمع في الحصول على هذا الخير .



"تقول تقوى الله في الزواج أن يؤدي الزوج واجباته "


هل معنى ذلك أن أؤدي حق الزوجة من أجل أن أنجو من عذاب

الله أم أني أؤدي حق الزوجه إيماناً بالله سبحانه وتعالى وإيماناً أن ما

فرضه الله هو أصلح للبشر .



طبعاً أنا هنا جاهل في الموضوع والتعاريف الأخرى للتقوى لا أعرفها


ربما يكون فهمي خطأ ولكن إن كان هنالك من إجابة زادك الله علماً

وإن لم يكن من إجابة زادك الله علماً .


والله يحفظك .

الزعيم
14 Mar 2011, 03:55 PM
رزقني الله وإياك التقوى، اللهم آمين اللهم آمين .

شكرا جزيلا أخي العزيز مرضي و بارك الله فيك وفي كل ماتكتب ..

أعجبني تحويلك لموقف يومي حصل معك في الصباح الى درس جميل ومفيد وحقيقة يعجبني الشخص الذي يستطيع أن يلتقط مثل هذه الصور الجميلة ( وليست صور الفلاشات التي تعبنا منها في مجتمعنا في الفترة الأخيرة ) ويصيغها بفكره السليم وينقلها ليعم بخيرها الجميع من المتابعين لهذا المنتدى ..أخي مرضي أنت أحد النخب الذين نفتخر بهم في منتدانا ..



شكرا لعامل البقالة الذي جعلك تكتب هذا الموضوع

شامي الدهيمان
14 Mar 2011, 04:14 PM
جزاك الله خير

لو طبقنا مانزل من الحق لما اصبحت حالنا هكذا

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:18 PM
جزاك الله خير على تذكيرنا


الله يرضى عليك أبا متعب، ويسعدك..قلبك أرض خصبة، تهتز للذكر لتنبت حدائق ذات بهجة..

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:19 PM
تقوى الله

كلمة سهلة النطق ولكن هل طبقناها !

جزيت خيرا اخي على التأملات الجميلة ..

الله يحييك إحساس،،وأنا سعدت كثيراً بتعليقك الطيب...رزقنا الله وإياك تطبيق التقوى..

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:20 PM
الله يجزاك عنا خير الجزاء

نريد دائما من يذكرنا عما نغفل عنه
ربي يسلمك شيخنا الفاضل

المرة الجاية ذكرينا ياشيختنا عروبة، حتى نتبادل الأدوار وكل ينفع من جهته...ربي يسعدك.

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:36 PM
اللهم آمين وإياك وكل مسلم ...
هذا هو مرضي مشوح كاتبنا الكبير والراقي والذي عودنا على التحليق في سماء الإبداع والفائدة ...
جهد مميز آمل الإستمرار عليه ...
بارك الله أخي مرضي ووفقك لكل خير ...



أهلا بأخي عبدالله الله يكتب لك التوفيق ويسعدك، ويصلح لك ذريتك..

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:37 PM
جزاكـ الله خير.....


وإياك، الله يوفقك..سعدت بمرورك الطيب.

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأملات رائعه .. لاحرمك الله الاجر استفدت منها كثيرا ً


شكرا ً اخي مرضي


أهلا بأختي ريانة..

أسأل الله أن ينفعك بما استفدتي ويكتب لك البركة بعمرك..

همّام
15 Mar 2011, 10:52 PM
الله يجزاك خير ويثيبك على ما تقدمه من إضاءات جميلة

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:58 PM
نسأل الله أن يجعلنا من عباده المتقين

* يرد إلى ذهني أحياناً سؤال ولم أسأل عن إجابة له أو لم أبحث عن إجابته ، وقد أجد عندك شيئاً من ذلك .


السؤال : هل نحن نعبد الله عز وجل من أجل أن ندخل الجنة وينجينا من النار ! أم نعبد الله لأنه يستحق العباده .



طبعاً كلا الأمرين متلازمين ودخول الجنة أو النار مترتب على تحقيق

العبادة


الآن قرأت تعريفك للتقوى واختيارك لتعريف " أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية "


المسألة حساسة أبو أنس ودقيقة وتحتاج إلى تركيز .


مثلاً لو كان هنالك سلطان جائر فأنت تتقيه بأن تجعل بينك وبينه مودة أو احترام أو طاعة حتى تتجنب عذابه ، وليس ذلك لأنه يستحق !


ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى فنحن نعبد الله في المقام الأول لأنه

يستحق العبادة ولا نعبده لما يترتب على عبادته من خير وإن كنا نطمع في الحصول على هذا الخير .



"تقول تقوى الله في الزواج أن يؤدي الزوج واجباته "


هل معنى ذلك أن أؤدي حق الزوجة من أجل أن أنجو من عذاب

الله أم أني أؤدي حق الزوجه إيماناً بالله سبحانه وتعالى وإيماناً أن ما

فرضه الله هو أصلح للبشر .



طبعاً أنا هنا جاهل في الموضوع والتعاريف الأخرى للتقوى لا أعرفها


ربما يكون فهمي خطأ ولكن إن كان هنالك من إجابة زادك الله علماً

وإن لم يكن من إجابة زادك الله علماً .


والله يحفظك .

أخي القنديل حياك الله وبياك...

هذا الموضوع خلاف فلسفي قديم...تكلم عنه بعض الصوفية...فقد قالت رابعة العدوية أنها تعبد الله لا ترجو جنة ولا تخاف من نار ولكن تعبده لأنها تحبه...

وديننا متكامل..فنحن نعبد الله لأننا نحبه وهو يستحق العبادة..ونعبد الله لأننا نرجوا جنته وأجره وعطاياه الدنيوبة والأخروية، ونعبد الله لأننا نخاف من عقابه ومن الحرمان في الدنيا والآخرة..

والمقدم هو الحب ثم الرجاء،، والخوف يستخدم عند التقصير أو محاولة الوقوع في الذنب..
الدابة عندما تسير في طريقها لا تحتاج إلى السوط ولكن عندما تنحرف تلسع بالسوط، فالخوف كذلك لا يستخدم إلا عند الانحراف...لذلك لو تأملت القرآن لوجدت أن الله يستخدم أيات التهديد والوعيد للكفار وللمذنبين المتمادين على أخطائهم..

قد تطيع شخصا لأنك تحبه، وقد تطيعه لأنك تخافه دون حب، وقد تطيعه لأنك ترجوا نفعه دون خوف أو حب وكل هذا لا يسمى عبادة، العبادة الحقة هي أن يجتمع الحب مع الرجاء مع الخوف...وهذا لا يكون إلا لله عز وجل..

والتقوى من اسمها هي أن تتقي شيء وهذا الشيء هو العذاب.. والعذاب أوسع من العقوبة..فالحرمان عذاب والتعب النفسي عذاب لذلك كان السفر قطعة من العذاب...وعذاب السفر في الغالب نفسي..

وحد التقوى والفاصل هو عمل الواجب وترك المحرم..فمن يعمل ذلك بقصد الحب أو الرجاء أو الخوف يعتبر متقياً وقد يزيد على ذلك ، ولكن إذا نقص واستمر على النقصان يسلب منه وصف التقوى...

والله عز وجل وصف نفسه بصفات كمال لاتؤخذ صفة واحدة وتعمم على حساب جميع الصفات..فالله الرحيم الرحمن هو الله العزيز الجبار ومن أفعاله أنه شديد العقاب حتى يعيش المسلم في اتزان..

الحد الفاص في العلاقة الزوجية هو اعطاء كل زوج حقوقه، فمن اعطاه حقوقه أمن من العقوبة وسمي متقيا ، وإن كان دافعه الرجاء أو الخوف أو الحب...

ومن الأخطاء بالوعظ الديني السابق أنه كان يركز على الوعيد والتهديد فجعل عند لناس انحراف وسوء فهم لله عز وجل،وهذا أنتج ردة فعل معاكسة إما الاستمرار على الخطأ والقنوط من الرحمة، أو الميل للطرف الآخر المبالغ في الحب والرجاء والوقوع في الأخطاء والتمادي فيها دون خوف..بحجة أن الله رحمته واسعة...والوسط مطلوب..
وأيضا من الأفهام الخاطئة أن بعض المتحمسين يظن أن الخوف هو أن تعيش في رعب وقلق وأن ترتعش وتهتز فرائصك...وهذه كلها أوهام...فالرجل الذي يحافظ على الصلاة ويترك المحرمات لأنه يخاف الله ويرجو رحمته...وفي الغالب أنه يحب الله حبا يجعله يقدم مرضات الله على نفسه وولده والناس أجمعين...

المعذرة لم أرتب لك الجواب لأني أكتب لك ما يخطر بالبال..

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 10:59 PM
رزقني الله وإياك التقوى، اللهم آمين اللهم آمين .

شكرا جزيلا أخي العزيز مرضي و بارك الله فيك وفي كل ماتكتب ..

أعجبني تحويلك لموقف يومي حصل معك في الصباح الى درس جميل ومفيد وحقيقة يعجبني الشخص الذي يستطيع أن يلتقط مثل هذه الصور الجميلة ( وليست صور الفلاشات التي تعبنا منها في مجتمعنا في الفترة الأخيرة ) ويصيغها بفكره السليم وينقلها ليعم بخيرها الجميع من المتابعين لهذا المنتدى ..أخي مرضي أنت أحد النخب الذين نفتخر بهم في منتدانا ..



شكرا لعامل البقالة الذي جعلك تكتب هذا الموضوع


هذا من حسن ظنك أخي الزعيـــــــــــــــم ، الله يسعدك، ويرضى عليك.

مرضي بن مشوح
15 Mar 2011, 11:00 PM
جزاك الله خير

لو طبقنا مانزل من الحق لما اصبحت حالنا هكذا


الله يجزاك خير، ويكتب لك الفردوس الأعلى...

| هبوٌب النّود |
16 Mar 2011, 05:48 AM
جُزيت خيرا ً
وذكرك الله بالشهادتين.

مرضي بن مشوح
18 Mar 2011, 07:41 PM
الله يجزاك خير ويثيبك على ما تقدمه من إضاءات جميلة

أهلا بك أخي همام،،

الله يسعدك ويكتب لك التوفيق...

مرضي بن مشوح
18 Mar 2011, 07:42 PM
جُزيت خيرا ً
وذكرك الله بالشهادتين.

أهلا بهبوٌب النّود ،،

الله يجزاك خير على دعائك الطيب، ويكتب لك السعادة في الدارين..