ثاني التومي
27 Apr 2011, 07:24 PM
كاتبا يروق لي كثيرا أمتص الأدب من خلال كتاباته كما تمتص النحلة الرحيق
إلا أنه يغلب على كتاباته الحزن وكأن الحزن لم يوجد إلا له ..
حياته كلها حزينه فلا أعلم من أين يأتي بالدموع لكي يبكي
يقول عن نفسه : لو أن الدموع تبنت الشجر لأصبحت خدودي منتجعا سياحيا ...
جلست أنا وهو يوم من الأيام على إنفراد
فسألته عن سر ذلك الحزن وتلك تعاسة التي تراوده عن نفسه ولايستعصم ..
تنفس تنفيسة شعرت من خلالها وكأن هواء الدنيا دخل جوفه ثم خرج منه
قال : للألم والحزن طعم رائع لايشعر به إلا نحن معشر " الأيتام " ربما لأنا اعتدنا عليه..
علمت من كلامه هذا أني طعنته في مكان مطعون فيه سابقا
استحييت وتمنيت أني لم أوجد لأني أوسعت جرحه وأعمقته
ثم أكمل
هل تسمع بمقولة القائل يوم لك ويوم عليك ..؟
هذه مقولة غير صادقه في حقنا نحن الأيتام أبدا
فكل يوم هو يوم علينا
عندما يأتي أب ينادي ابنه نحزن لأنا ليس لدينا آباء
عندما يقول ابن يابابا .. نبكي لأنها الكلمة التي لانستطيع أن ننطقها
هي الكلمة المحرمة في شرعنا معشر الأيتام ..
في الشارع أحزان وفي البيت آلام وفي المدرسة هموم
صدقني حتى لحظات الفرح عندنا ترح وحزن ...
رفعت رأسي مستغربا من هذه الجملة الأخيرة
فأكمل : دعني أحدثك عن قصة واحدة جرت لي لأثبت لك صدقي
ثم اتكأ وأسند ظهره على الوسادة وأغمض عينيه وسكت قليلا كأنه يستدعي
المآسي أو كأنه من كثرة تلك الصدمات والأحزان يحاول أن يختار لي واحدة
من دفتر ذكرياته الأسود ..
أكمل : كنت أكبر أبناء أمي
وكنت طالبا متوفقا في المدرسة مؤدبا خلوقا أحرص على الصلاة
وعندما كنت في الصف الرابع (أعتقد أنه الرابع لأني نسيت ماذا قال لي)
خرجت من البيت إلى المدرسة لآخذ شهادتي
انطلقت وأمي خلفي تودعني بالدعاء والرجاء لعلي آتي بأرقى الدرجات وأعلاها
لم يكن طموحي النجاح بل التفوق
خرجت أركض وتركت أخواتي وأمي التي تنتظر الخبر السعيد بمقدمي
ونجاحي فهي تؤمل بي الآمال أن أكون ظابطا أو طبيبا أو مهندسا
فأكفل أخواتي اليتيمات وأعيل أمي ..
انطلقت أركض وأركض حتى دخلت المدرسة فبارك لي المعلم وأعطاني الورقة
مبروك أخذت الرابع بعد توقيع ولي أمرك أرجع الشهادة
فرحت فرحه غير طبيعية كفرحة عقيم بشروه بولد بعد عشرين سنة
... فرحة ..صدقني أخاف إن وصفتها أقلل من
شأن هذه الفرحة
رجعت لأمي فبشرتها فطار قلبها من الفرح
فأخذت تضمني وتقبلني : عفية ولدي .
شعرت أن الكون يستسلم ويرفع رأيته البيضاء لأنه لايستطيع
أن يحتوي هذ الفرح الذي يبدو على محيأ أمي
قلت : يمه يقولون لازم توقيع ولي أمرك ...
سكتت قليلا أمي فهي لاتعلم من سيوقع لي
هي لاتعرف الكتابة ولاحتى الخرابيش
وعمي بعيدا لايدري عني ....
وانقلب الموقف كله حزن ...
و...
وأصبح الدمع سيد الموقف
وخرج من عندي ..
همسة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة "
ولا أعتقد أن 80 ريال كاستقطاع شهري كثيرة لكي نمسح دمعة..
بريشة
ابن الغابة
إلا أنه يغلب على كتاباته الحزن وكأن الحزن لم يوجد إلا له ..
حياته كلها حزينه فلا أعلم من أين يأتي بالدموع لكي يبكي
يقول عن نفسه : لو أن الدموع تبنت الشجر لأصبحت خدودي منتجعا سياحيا ...
جلست أنا وهو يوم من الأيام على إنفراد
فسألته عن سر ذلك الحزن وتلك تعاسة التي تراوده عن نفسه ولايستعصم ..
تنفس تنفيسة شعرت من خلالها وكأن هواء الدنيا دخل جوفه ثم خرج منه
قال : للألم والحزن طعم رائع لايشعر به إلا نحن معشر " الأيتام " ربما لأنا اعتدنا عليه..
علمت من كلامه هذا أني طعنته في مكان مطعون فيه سابقا
استحييت وتمنيت أني لم أوجد لأني أوسعت جرحه وأعمقته
ثم أكمل
هل تسمع بمقولة القائل يوم لك ويوم عليك ..؟
هذه مقولة غير صادقه في حقنا نحن الأيتام أبدا
فكل يوم هو يوم علينا
عندما يأتي أب ينادي ابنه نحزن لأنا ليس لدينا آباء
عندما يقول ابن يابابا .. نبكي لأنها الكلمة التي لانستطيع أن ننطقها
هي الكلمة المحرمة في شرعنا معشر الأيتام ..
في الشارع أحزان وفي البيت آلام وفي المدرسة هموم
صدقني حتى لحظات الفرح عندنا ترح وحزن ...
رفعت رأسي مستغربا من هذه الجملة الأخيرة
فأكمل : دعني أحدثك عن قصة واحدة جرت لي لأثبت لك صدقي
ثم اتكأ وأسند ظهره على الوسادة وأغمض عينيه وسكت قليلا كأنه يستدعي
المآسي أو كأنه من كثرة تلك الصدمات والأحزان يحاول أن يختار لي واحدة
من دفتر ذكرياته الأسود ..
أكمل : كنت أكبر أبناء أمي
وكنت طالبا متوفقا في المدرسة مؤدبا خلوقا أحرص على الصلاة
وعندما كنت في الصف الرابع (أعتقد أنه الرابع لأني نسيت ماذا قال لي)
خرجت من البيت إلى المدرسة لآخذ شهادتي
انطلقت وأمي خلفي تودعني بالدعاء والرجاء لعلي آتي بأرقى الدرجات وأعلاها
لم يكن طموحي النجاح بل التفوق
خرجت أركض وتركت أخواتي وأمي التي تنتظر الخبر السعيد بمقدمي
ونجاحي فهي تؤمل بي الآمال أن أكون ظابطا أو طبيبا أو مهندسا
فأكفل أخواتي اليتيمات وأعيل أمي ..
انطلقت أركض وأركض حتى دخلت المدرسة فبارك لي المعلم وأعطاني الورقة
مبروك أخذت الرابع بعد توقيع ولي أمرك أرجع الشهادة
فرحت فرحه غير طبيعية كفرحة عقيم بشروه بولد بعد عشرين سنة
... فرحة ..صدقني أخاف إن وصفتها أقلل من
شأن هذه الفرحة
رجعت لأمي فبشرتها فطار قلبها من الفرح
فأخذت تضمني وتقبلني : عفية ولدي .
شعرت أن الكون يستسلم ويرفع رأيته البيضاء لأنه لايستطيع
أن يحتوي هذ الفرح الذي يبدو على محيأ أمي
قلت : يمه يقولون لازم توقيع ولي أمرك ...
سكتت قليلا أمي فهي لاتعلم من سيوقع لي
هي لاتعرف الكتابة ولاحتى الخرابيش
وعمي بعيدا لايدري عني ....
وانقلب الموقف كله حزن ...
و...
وأصبح الدمع سيد الموقف
وخرج من عندي ..
همسة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة "
ولا أعتقد أن 80 ريال كاستقطاع شهري كثيرة لكي نمسح دمعة..
بريشة
ابن الغابة