طوق الحمامة
12 Dec 2003, 03:40 PM
تحياتي الكبيرة للجميع في رفحاء ومنتداها
اشارككم هذا النصّ النثري
...................
....................
ماذا يحدث لو انّ الكلمات خرجت من منازلها ودخلت في منازل جسمانية ؟؟
حكي عن الألف , انه اضاع نفسه في جملة حفرها رجل غامض ذات صباح ممطر على حائط طيني
في البدء اراد ان يتهجّى نفسه
.. ثم الكلمة التي هو من بعضها
... اراد ان يمدّ يده ليلمس حافة الحرف الذي يجاوره
ولكنه تذكّر انه فقدها في الحرب الأخيرة وصار مستقيما كالقصبة
فقرّر ان يحني قامته
ولكنّ شقيقه صرخ به :
استقم ايها الألف فأنك الآن تبدو كالراء ولن يتمكن احد من قراءتك
فقال : من انت اذا ؟
_ ليس من الضروري ان تعرف .. قف في كلمتك بصمت ليتمكن الناس من قراءتنا معا
وهكذا وقف الألف في كلمة لايعرف معناها ولايعلم عن اخوته شيئا فيها
اراد ان يحتجّ على المطر الذي لم يكفّ عن الهطول
وصار يدخل في بدنه ويحفره عميقا ,
ولكنه لم يجد من يصغي اليه
بدأ الألم يدبّ في قامته الممشوقة
حاول ان يأخذ شهيقا دون جدوى , وبدأت الأشياء من حوله تفقد ملامحها وتغيب قليلا قليلا
.. ثمّ سمع وقع خطوات على مقربة منه
فتح عينيه ببطء
وتطلّع الى القادم
كان رجلا , يحمل مظلة سوداء
اراد ان يستنجد به
حاول ان يحني قامته ويصرخ بأعلى صوته ....
الاّ ان الرجل اكتفى بالتحديق فيه وفي اخوته
ثمّ امسك بيده حجرا قاسيا وقال بلهجة مستنكرة :
من هذا الغبي الذي خربش على حائط منزلي ؟؟
وبدأ يحكّ الجملة بعنف ليمحوها
لم يتذكّر الألف شيئا سوى صراخ اخوته ونحيبهم الخافت قبل ان
يغمض عينيه الى الأبد
.............
طوق الحمامة
اشارككم هذا النصّ النثري
...................
....................
ماذا يحدث لو انّ الكلمات خرجت من منازلها ودخلت في منازل جسمانية ؟؟
حكي عن الألف , انه اضاع نفسه في جملة حفرها رجل غامض ذات صباح ممطر على حائط طيني
في البدء اراد ان يتهجّى نفسه
.. ثم الكلمة التي هو من بعضها
... اراد ان يمدّ يده ليلمس حافة الحرف الذي يجاوره
ولكنه تذكّر انه فقدها في الحرب الأخيرة وصار مستقيما كالقصبة
فقرّر ان يحني قامته
ولكنّ شقيقه صرخ به :
استقم ايها الألف فأنك الآن تبدو كالراء ولن يتمكن احد من قراءتك
فقال : من انت اذا ؟
_ ليس من الضروري ان تعرف .. قف في كلمتك بصمت ليتمكن الناس من قراءتنا معا
وهكذا وقف الألف في كلمة لايعرف معناها ولايعلم عن اخوته شيئا فيها
اراد ان يحتجّ على المطر الذي لم يكفّ عن الهطول
وصار يدخل في بدنه ويحفره عميقا ,
ولكنه لم يجد من يصغي اليه
بدأ الألم يدبّ في قامته الممشوقة
حاول ان يأخذ شهيقا دون جدوى , وبدأت الأشياء من حوله تفقد ملامحها وتغيب قليلا قليلا
.. ثمّ سمع وقع خطوات على مقربة منه
فتح عينيه ببطء
وتطلّع الى القادم
كان رجلا , يحمل مظلة سوداء
اراد ان يستنجد به
حاول ان يحني قامته ويصرخ بأعلى صوته ....
الاّ ان الرجل اكتفى بالتحديق فيه وفي اخوته
ثمّ امسك بيده حجرا قاسيا وقال بلهجة مستنكرة :
من هذا الغبي الذي خربش على حائط منزلي ؟؟
وبدأ يحكّ الجملة بعنف ليمحوها
لم يتذكّر الألف شيئا سوى صراخ اخوته ونحيبهم الخافت قبل ان
يغمض عينيه الى الأبد
.............
طوق الحمامة