المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التهاب القصيبات.. انسداد في المجاري التنفسية يزداد في فصل الشتاء



مراسل الموقع
20 Dec 2003, 03:56 PM
هناك التهابات تشيع في فصل الشتاء وبعضها يكون خطيراً إذا تهاون الأهل في استشارة الطبيب وخاصة في الأطفال الصغار الذين لا يشكون، وإنما تفاقم الأعراض وانتباه وحرص الأهل عاملان أساسيان في الحد من خطورة المرض. ومن هذه الأمراض مرض التهاب القصيبات الحاد.
إن التهاب القصيبات الحاد هو مرض شائع يصيب المجاري التنفسية الصغيرة في الجهاز التنفسي. وهو يحدث خلال السنتين الأوليين من الحياة، وذروة حدوثه في الأعمار الصغيرة ذو الستة شهور. ويكثر في فصل الشتاء وأوائل الربيع، وأحياناً يحدث في الفصول الأخرى ولكن بشكل أقل ويمكن أن يكون بشكل وباء نتيجة لتفشي ذلك الفيروس المسبب له.

الأسباب والوبائيات:
أهم سبب لهذا المرض هو فيروسات وأهمها وأشيعها فيروس يسمى الفيروس الخلوي التنفسي (RSV). ويصيب حوالي أكثر من 50% من الحالات أما الحالات الباقية فغالباً يكون أسبابها فيروس البارا انفلوزا3، الميكوبلازما وبعض الفيروسات الغدية وفيروسات أخرى كثيرة.
وأحياناً يكون هناك خلط سريري بين ذات الرئة (الالتهاب الرئوي) والقصبات الجرثومية والتهاب القصيبات. فلا يمكن التفريق بينهما بسهولة ويحتاج ذلك من الطبيب الانتباه واعطاء العلاج المناسب والسريع لتفادي المشكلات.
أكثر ما يحدث التهاب القصيبات عند الرضع الذكور بين أعمار 3- 6أشهر والذين لم يتغذوا من اثداء أمهاتهم والذين يعيشون في المناطق المزدحمة، عادة ما يكون مصدر الالتهاب الفيروسي هو من أحد أفراد العائلة المصابين بمرض تنفسي بسيط، حيث إن الأطفال الأكبر سناً والبالغين يتحملون هذا الالتهاب بشكل أفضل من الرضع الذين يعانون الكثير من هذا المرض نتيجة لصغر المجاري وقلة المناعة لديهم، وعدم قدرتهم على طرد البلغم كالكبار كما أن هناك عوامل تساعد على الإصابة بالتهاب القصيبات الحاد وهو التدخين بالنسبة للأم. فقد أثبتت الدراسات أن التهاب القصيبات هذا يشاهد عند الرضع الموجودين لدى الأمهات المدخنات أكثر من غيرهن.

صفات المرض:
يتميز التهاب القصيبات بانسداد قصيبي ناتج تورم الجدار بسبب هذا الالتهاب وتراكم المخاط وبقايا الخلايا وإصابة القصبات الصغيرة الحجم بذلك الفيروس.
ونتيجة لذلك يؤدي سخانة جدار القصيبات عند الرضع من جراء ذلك الالتهاب إلى تأثر جريان الهواء بشكل شديد وخاصة خلال الزفير، وقد يحدث من جراء احتباس الهواء داخل الرئة وانتفاخها، وكذلك فيما بعد يؤثر على عملية تبادل الاكسجين وثاني اكسيد الكربون وسرعة التنفس بالنسبة للرضيع. وعملية التبادل هذه في حالة تأثرها تؤدي إلى تتراكم ثاني اكسيد الكربون في الدم وقلة الاكسجين مما قد يؤدي إلى ازرقاق الطفل وعواقب وخيمة أخرى.

الأعراض والعلامات الإكلينيكية:
من خلال أخذ القصة المرضية من قبل الطبيب يتضح أن هناك قصة تعرض معظم الرضع المصابين إلى أطفال أكبر سناً أو بالغين مصابين بمرض تنفسي بسيط خلال الأسبوع السابق لبداية الأعراض ومن هذه الأعراض:
1- يبدأ المرض بالتهاب تنفسي علوي بسيط مع سيلان انفي مصلي وعطاس، وتستمر هذه الأعراض عادة لعدة أيام.
2- ارتفاع في درجة الحرارة والتي قد تصل إلى 39درجة مئوية وربما تقل إلى أقل من الطبيعي أو أكثر من ذلك.
3- سعال وزيزي (كحة بها صوت وزيزي) نوبي.
4- ازدياد معدل التنفس أكثر من الطبيعي، ويزداد كلما اشتد المرض، وتراكم كمية ثاني اكسيد الكربون في الدم.
5- يصعب رضاعة الطفل نتيجة لسرعة التنفس التي لا تسمح بوقت كافٍ لامتصاص وبلع الحليب، وإهمال المريض قد يؤدي إلى جفاف مما يزيد الأمر سوءاً.
6- العلامات التي يراها الطبيب على الرضيع هي سرعة التنفس وقد يصل معدل ذلك إلى 60- 80حركة/دقيقة وقد يصاحبها ازرقاق، واستخدام الطفل للعضلات الاضافية في عملية التنفس وباستخدام سماعة الطبيب نجد هناك خراخر في الصدر مع وزيز وهذا دليل على وجود الالتهاب وضيق في مجرى التنفس في الصدر.
7- تظهر الاشعة للصدر وجود انتفاخ في الرئتين مع وجود التهابات في الرئة والذي يكون بسيطاً في البداية.
8- يكون تعداد كريات الدم البيضاء ضمن الحدود الطبيعية.
9- يمكن اظهار وكشف الفيروس المسبب لذلك من خلال استخدام كشف المستضدات التي تسمى المقاييس المناعية الانزيمية (PCR) أو باستخدام الزرع من خلال اخذ عينة من مفرزات البلعوم الانفي.
سيرة المرض وخطورته:
عادة يستمر المرض لمدة 3- 7أيام ولا يتجاوز نسبة الوفيات هذه الأيام 1% في الدول المتقدمة بعد أن كانت تصل إلى 30% في السنوات الماضية وخاصة الأطفال المصابين بالمرض نقص المناعة أو التشوهات الخلقية في القلب أو الداء الليفي الكيسي ومن مضاعفات المرض:
1- الالتهاب الرئوي الجرثومي.
2- التهاب القصبات الجرثومي.
3- التهاب الأذن الوسطى.
4- انتان الدم.
5- توقف التنفس عند الرضع الصغار جداً.
6- ارتكاس في المجاري التنفسية وخاصة الذين لديهم قصة عائلية للربو والحساسية أو التعرض لدخان السجائر.
الأمراض المشابهة التي يجب الانتباه إليها واستبعادها:
1- نوبة الربو.
2- الداء الليفي الكيسي.
3- قصور القلب.
4- وجود جسم غريب في المجاري التنفسية العلوية.
5- السعال الديكي.
6- التسمم بالفوسفات العضوية.
7- التهاب الرئة الجرثومي.
8- التهاب القصبات الجرثومي.
وكل من تلك الأمراض له مميزات أخرى ويحتاج إلى فحوصات خاصة ومعينة وعلاجات دقيقة تخص كل مرض.

الوقاية:
لا يوجد وقاية معينة لهذا المرض ولكن في الرضع أقل من سنتين والذين يعانون من الأمراض الخطرة مثل المرض الرئوي المزمن (الثرن الرئوي القصبي) فيمكن اعطاء هؤلاء الأطفال أثناء الإصابة بالمرض الغلوبين المناعي المضاد للفيروس المسبب لهذا المرض أو اعطاء الاضداد للفيروس عضلياً وهذا يكون فعالاً، وتوجد هذه العلاجات في المستشفيات المتخصصة.

العلاج:
بالنسبة للأطفال المصابين بهذا المرض وخاصة الرضع فيجب ادخالهم المستشفى فوراً لمراقبة الطفل واعطائه العلاجات المناسبة والتأكد من تشخيص المرض. وفي العادة ليس هناك علاج معين لهذا المرض ولكن هناك علاجات داعمة تتلخص في:
1- امداد الطفل بالاكسجين الرطب وذلك لتخفيف نسبة الاكسجين لديه ولتحاشي ازرقاق الطفل وسرعة التنفس.
2- وضع الطفل بوضعية الميلان بدرجة 30- 40درجة. وان رفع رأس وصدر الطفل يريح الطفل ويجعله يتنفس بسهولة أكثر.
3- تعويض التغذية الفموية بتغذية وريدية حيث ان الطبيب أحياناً يمنع التغذية الفموية (أي عن طريق الفم) لأن سرعة التنفس والسعال ربما يؤديان إلى القيء ومن ثم ربما دخول بعض المواد إلى الصدر مما قد يزيد من شدة الالتهاب في الصدر كذلك تساعد السوائل الوريدية لمنع الجفاف الذي قد يحدث نتيجة لعدم أخذ الطفل كفايته لقلة الشهية وسرعة التنفس.
كذلك تساعد على تعويض الاملاح وتعديلها بإضافتها أو نقصانها في المحاليل.
4- يمكن اعطاء دواء مضاد للفيروسات الذي يدعى (الريبا فيرين) عن طريق الارذاذ في المجاري التنفسية ويعطى للأطفال المصابين بمرض قلبي خلقي أو الثرن القصبي الرئوي. ولم يثبت جدوى هذا الدواء وفائدته الكبيرة.
5- لا يعطى الطفل المضادات الحيوية إلا في حالة وجود التهابات رئوية أو قصيبية جرثومية. كما لا يحبذ اعطاء المواد الكوريتزونية والتي قد تزيد من خطورة المرض.
كما أن موسعات الشعب الهوائية تعطى أحياناً ولكن أثبتت بعض الدراسات آثارها البسيط وأخرى لا تحبذ ولكن يمكن تجربة فائدتها فإن كان هناك تحسن فليستمر في اعطائها وإلا توقف.
كلمة أخيرة للأهل بأن لا يتهاونون وخاصة هذه الأيام في الذهاب إلى المستشفى في حالة إصابة الطفل الرضيع وخاصة الصغار بهذا المرض في بدايته لتفادي خطورة ذلك، وربما يواجهون بعض الأطباء في الإسعاف ولا يكترثون بادخاله وذلك لاعتقادهم أن حالة الطفل وخاصة في بداية المرض لا تحتاج، ولكن على الأهل الرجوع مرة أخرى حين يشتد المرض.

جريدة الرياض

عاشقة الجهاد
22 Dec 2003, 09:09 PM
وقانا الله وإياكم الأسقام والأمراض
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

هرطمان
24 Dec 2003, 06:15 PM
وقانا الله وإياكم الأسقام والأمراض
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال

وجزاك الله خير على جهودك

أبو القلاقل
30 Dec 2003, 08:38 PM
جزاك الله خير

حنا الشيبان بعد بالشتاء زود والا الشباب ما عليهم الله لايضرهم