المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحالف بين قوات بدر الشيعيه والمخابرات الايرانيه واسرائيل لتصفيه العلماء العراقيين



راعي غنم
23 Dec 2003, 12:33 PM
لم يترك لنا بعض زعماء الشيعة في العراق، امكانية واحدة لاحترامهم او لدفع تهمة الخيانة عنهم، فمنهم من عاد الى العراق داخل دبابة اميركية، ومنهم من وضع نفسه في خدمة الاحتلال وحرب الاذلال الاميركية ـ البريطانية التي تشن ضد الشعب العراقي، ومن المؤسف ان غالبية هؤلاء الزعماء رجال دين اكدوا بممارساتهم حجم سقوطهم الديني والأخلاقي والانساني عندما اعلنوا هدنة مع اعداء شعبهم ثم مضوا الى ابعد من هذا بعقد تحالف طائفي مع هؤلاء الأعداء.
ولعل تولي السيد عبدالعزيز الحكيم رئاسة مجلس الحكم الانتقالي، قد اتاح له ان يقدم نفسه للعرب وللمسلمين وللعالم كله كمسؤول ديني وسياسي يرى في تدمير العراق وذبح العراقيين مهمة مقدسة، تصغر امامها كل ما تكشفه الوقائع من سلوك مدان يتمثل بخيانة المسلمين والاسلام قبل ان يعكس اصراره على خيانة العراق والعراقيين، ومع الانباء والتقارير الغربية التي تتحدث عن فرق موت تتكون من قوات بدر وقوات من الموساد، تقوم بتصفية السياسيين والعلماء والأكاديميين العراقيين وعناصر من حزب البعث، نقف امام صورة الشيطان الأكبر التي حلت محلها صورة الحمامة البيضاء في النظر الى الغزاة المحتلين للعراق.
لقد سبق وأشرنا الى مظاهر الابتهاج والتأييد لاعتقال الرئيس صدام حسين، والتي نظمها وقادها بعض زعماء الشيعة في العراق، وقلنا ان الاعلام المرفوعة في هذه التظاهرات كانت اعلام ايران، وان الصورة الوحيدة التي حملها المتظاهرون كانت صورة الامام الخميني، لكن ما حدث بعد هذا وقبله كان اكثر سوءا وخطورة، منها هو رئيس العراق الشهري عبدالعزيز الحكيم يطالب بمائة مليار دولار لجمهورية ايران «الاسلامية» تعويضا عما اصابها ولحق بها في الحرب التي بدأتها ضد العراق، ورفضت القبول بقرار دولي لايقافها واستمرت تحاول تحقيق النصر على العراقيين حتى حصدوا الهزيمة وحصدوا الاستسلام، وهي الحرب التي يعير بها بعض العرب النظام العراقي رغم انها كانت موضع تأييدهم ودعمهم جميعا خشية من الثورة التي كانت اسلامية، قبل ان تقودها براغماتية الاصلاحيين الى التحالف مع الولايات المتحدة في حربها ضد الشعب الأفغاني ثم في حربها ضد الشعب العراقي.
العراق الآن تحت الاحتلال، فاذا كان هؤلاء الزعماء الشيعة يعتبرون انفسهم مواطنين عراقيين، فان من اولى واجباتهم الدينية والسياسية ان يكونوا جزءا من مقاومة الشعب العراقي للغزو والاحتلال، وأي نكوص عن هذا الواجب لا يقع في باب العجز والتقصير وانما في باب الخيانة الذي يجب على طهران ان تتصدى لها اذا لم تكن مؤيدة لاستمرارها، حتى تنأى بنفسها عن تهمة ان هؤلاء الزعماء الشيعة انما يأتمرون بأمر ايران، وبهذا تثبت التهمة على هذه العاصمة التي تصدت للشيطان الأكبر، وأعلنت استباحتها للروائي سلمان رشدي ولكنها تقف صامتة ومتشفية ومؤيدة لكل ما تعرض له الشعب العراقي المسلم طوال سنوات الحصار التي كانت ايران احدى ادواتها النشطة ثم خلال شهور الغزو والاحتلال التي تغض طهران البصر عنها.
امر مؤسف ومدمر الا يكون بعض زعماء الشيعة في العراق لا يدركون النوايا الاميركية والبريطانية والصهيونية، فمنذ الايام الاولى للاحتلال اعلنت واشنطن انها لن تسمح بانتخابات في العراق تحمل الشيعة الى الحكم، فهذه الحرب الغربية على الاسلام لا تقبل بأقل من تدمير الاسلام وذبح المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ولهذا فان تصريحات عبدالعزيز الحكيم ـ الرئيس العراقي حتى نهاية الشهر ـ وتصريحات مقتدى الصدر الذي كاد يخدع بعض السذج برفضه الزائف للاحتلال لن تشكل حبل انقاذ لهما، فهذا المقتدى طالب بمحكمة تضم قضاة عراقيين وايرانيين لمحاكمة الرئيس الأسير صدام حسين، وقد فاته ان يدعو الى مشاركة قضاة صهاينة لأن الكيان الاسرائيلي يرى في سياسات صدام وفي اطلاق صواريخ عراقية على مدن «اسرائيلية» ما يستوجب رفع شكوى ضده، وعليه فان استثناء مقتدى الصدر لمشاركتهم خطأ قانوني!!
ان مسؤولية الشيعة العرب الا يواصلوا التزامهم الصمت امام ما يجري في العراق، والا نظرت اليهم ملايين الامة كجزء من التحالف الاميركي ـ البريطاني ـ الصهيوني ضد الوطن العربي والعالم الاسلامي، ويحزننا هنا ان نشير الى صمت الشيخ البطل حسن نصرالله وعما اذا كانت حربه ضد الكيان الاسرائيلي المدعوم من اميركا، مختلفة عن حرب الشعب العراقي ومقاومته لهذا العدو الواحد، فالاسلام الحقيقي لا يقبل بالصمت ولا بأنصاف الحلول، ومن ليس مع الشعب العراقي في مقاومته للاحتلال فانه في الخندق الاميركي وفي الخندق البريطاني وفي الخندق الاسرائلي، فالعراق ليس القصر الجمهوري، والعراقيون ليسوا صدام حسين، والأحقاد الطائفية لا تبرر بأية صورة التحالف مع العدو ضد الوطن وأهله.
663