راعي غنم
26 Dec 2003, 02:50 PM
الإسلام : روى [عدنان الباجه جي] عضو مجلس الحكم الانتقالي ، المعين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، لمقربيه تفاصيل اللقاء الذي أجراه أعضاء مجلس الحكم مع الرئيس صدام حسين في الأسر والحوار الذي تم بينهم وبينه وتخلله العديد من المواقف والمشادات الكلامية التي كادت أن تصل إلى الاشتباك بالأيدي. وكان صدام مستلقياً على أريكة محاطة بالمقاعد وقد همّ بتعديل استلقائه لدى مشاهدتهم وبتثاقل كبير وبدا متعباً للغاية وكأنه نهض للتو من نوم عميق رد علينا السلام بشيء من التثاقل ، واستدار برأسه نحو عدنان الباجه جي وقال له: "كيف سمحت لنفسك وأنت السياسي البارع ووزير الخارجية اللامع أن تعمل مع هكذا أناس جهلاء في عالم السياسة لا يعرفون شيئاً سوى المصالح الذاتية والفوائد المالية"؟! وأجابه الباجه جي بدبلوماسية متخلصاً من جوابه المحرج أمام زملائه في مجلس الحكم واكتفى بالابتسام ولم يجرحه بل تعجب من إرادته وعنفوان كبريائه ، كما قال الباجه جي لمقربيه!! غير أن موفق الربيعي حاول استفزاز صدام بقوله: لماذا لم تنتحر؟ كما ادعيت ووعدت بذلك؟ فأجابه صدام بكل استرخاء وبلغة تنم عن الاستهزاء واللامبالاة : وتسألني لماذا لم تنتحر؟؟ ألا تعرف كيف تم اعتقالي ألا ترى بأني لا أقوى على الحركة وأني لم أزل أعاني من تأثير المخدر . وأضاف صدام وفقا لما نقلته صحيفة (الرياض) : أفهم السياسة ولعبتها الكبرى وهذه ليست وليمة تقيمها "للموساد" بشقتك بلندن أيها الدكتور "موفق الربيعي" فصدام لا يهاب الموت، والتاريخ سوف يؤكد هذا الأمر، أنا أعرف أنكم لن تخبروا الشعب بهذا الحديث وحقيقة ما جرى ، لكن التاريخ لا يحجب بغربال. كما الشمس يا مجلس (...) ، وتجاهل صدام الربيعي واكتفى بالأجوبة السالفة بشكل أدهش جميع الحاضرين. ويقول المصدر إن الجلبي خاطب صدام: كان بودنا أن تقول لنا لماذا دخلت الكويت؟؟ تنفس صدام بقوة ثم أجابه: جميع الدلائل تشير ومنها الملكية وغير الملكية تؤكد عراقية الكويت وحتى "عبدالكريم قاسم" ، رئيس العراق الأسبق، أراد أن يفعلها قبلي عندما أحال حاكم الكويت على التقاعد وقال إن الكويت قضاء تابع لمحافظة البصرة!! وأكد صدام لمحاوريه أن الكويت ستبقى عراقية رغم أنف الجميع، الأجيال العراقية القادمة لن تدعها وهي عراقية خالصة، أما ما يقال هنا وهناك فهي مجرد مقتضيات لواقع حال تمر به جميع دول المنطقة ، وأما الحقيقة فهي موجودة ويعرفها الجميع وأنت من ضمنهم يا جلبي. ثم أردف صدام بقوله أنا أعرف ما تريدون قوله إذا كنتم تعتقدون بأني نادم فأنتم واهمون صدام لا يندم على شيء، لقد كان بإمكاني الحفاظ على كل هذا المجد وهذا البناء الذي أنتم فيه ولكنني صاحب مبدأ ، ربما أكون مخطئاً ولكن مبدئي الذي آمنت به وسرت عليه ويبقى التاريخ وحده من يعطي لكل ذي حق حقه. وتابع صدام : الحكم فيه كل شيء فيه المساوىء وفيه الايجابيات، ودعوني أخبركم بشيء ، الذين يصفقون لكم اليوم هم ذاتهم الذين صفقوا لي بالأمس هكذا هي الشعوب دائماً لها الموجود في الساحة، ويبقى عليكم الإدراك بأن صدام لا يخشى الموت ولا يخشى ما سيحدث له أبداً وهذا الأمر لا تعرفونه جيداً. وقال صدام : أنتم يا مجلس الحكم ستدفعون ثمن غضبته الكبيرة إنه شعب يريد كل شيء ومن اللاشيء ولن يصبر عليكم طويلاً. وفي نهاية الحوار قال له موفق الربيعي: لعنك الله في الدنيا والآخرة يا صدام، فأجابه صدام بعصبية أخرج من هنا يا ابن (...) يا (...) (يا...) وهم صدام لضربه ولكنه أسرع بالهروب خارج الحجرة،.،