المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ سلمان العودة يفند آراء الغذامي بشأن المناهج



بدوي فاهم
10 Jan 2004, 06:46 PM
الرياض: الإسلام اليوم
15/11/1424 10:0 م
07/01/2004
فنّد فضيلة الشيخ (سلمان بن فهد العودة) -المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم)- آراء الدكتور عبد الله الغذامي -أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود- حول المناهج، التي تحدث بها أمام ولي العهد السعودي الأمير (عبد الله بن عبد العزيز) وربط فيها بين المناهج الدينية في السعودية والإرهاب. وأكد فضيلته أن ما قاله الغذامي لا يمثل إلا رأيه الخاص، ولا يعبر عن آراء المشاركين في الحوار الوطني الذي خلصت مداولاته في جوانب التعليم والمناهج الدراسية إلى أن المناهج السعودية بريئة من تلك التهم التي تساق وتُوجَّه من تيار معين ومعروف, مؤكدًا أن رأي الأغلبية في جلسات الحوار الوطني لا يربط بين المناهج والإرهاب.
وأوضح فضيلة الشيخ (سلمان بن فهد العودة) في حديث لـ(الإسلام اليوم) أن مداولات وتوصيات الحوار الوطني رفضت اتهام المناهج بتغذية الفكر الإرهابي ولا يرى علاقة بينهم، وقال الشيخ سلمان: "إن الدكتور المتحدث لم يحضر كافة جلسات الحوار الوطني وتغيب عن أكثرها مما أفقده التواصل المطلوب مع ما دار في تلك الجلسات، وما كان له أن يتحدث بوجهة نظره لأن الآخرين لم تتح لهم الفرصة ليعبروا عن وجهات نظرهم حيال الموضوع المعني نقدًا أو اعتراضًا، وقد أُتيحت في جلسات اللقاء الوطني فرص كافية حتى يعرض كل المشاركين أفكارهم ورؤيتهم حول الموضوع المطروح للنقاش، ثم بعدها يخلصون إلى رأي موحد, أما ما قاله (الغذامي)؛ فقد اعتقد المستمعون أنه يمثل رأي الأغلبية في الحوار الوطني كونه انفرد بالحديث بينما الواقع يؤكد أن رأي الأغلبية مخالف تمامًا لما قيل في مجلس ولي العهد الأمير عبد الله".
واعتبر العودة أن إدانة المناهج بأنها المسؤولة عن الإرهاب والعنف من باب الوصول إلى النتيجة قبل دراسة المقترحات والأسباب، مشيرًا إلى أن مداولات الجانب النفسي خلصت إلى أنه لا علاقة بين الحالات النفسية وبين العنف والإرهاب، وكذلك من ناقشوا المحور الاقتصادي نفوا أن تكون لديهم أدلة علمية على ربط الإرهاب والعنف بالفقر أو البطالة. وتساءل عن جدوى التسارع في إدانة المناهج وجعلها في (قفص الاتهام) والاستسلام لضغوط خارجية لها مآربها الخاصة من إثارة تلك الأمور. ونبه العودة إلى أن (حديث الغرب) عن المناهج الدينية يسعى لفرض القيم الغربية على الثقافة الإسلامية والعربية، وأكد العودة في حديثه دعمه الكامل لعملية التطوير في المناهج للمؤسسات التعليمية، وقال: إنها في حاجة إلى تعاون مستمر من الجميع ليصل إلى المستوى المطلوب لكنه رفض أن يكون ذلك من منطلق الشك في المناهج الدينية ووضعها في (قفص الاتهام) ثم محاكمتها بما يعني الإدانة المسبقة لها.
وحول مفهومه للفرق بين عمليتي التطوير والتغيير؛ قال العودة: "إن التغيير يعني الانقلاب على المناهج الدينية منها وغير الدينية، بينما عملية التطوير هي عملية مستمرة ليس لها علاقة بالأحداث الداخلية أو الخارجية بقدر ما هي عملية يحتاج إليها أي بناء إنساني ولا أحد يمكنه أن يحتج عليها أو يعترضها إذا كانت بمعنى الصياغة نحو الأفضل، لكن ما يحتج عليه أن نعامل المناهج الدينية بشكل خاص، وأنت تتعرض لإلغاء بعض الموضوعات والمقررات وإدانتها بطريقة غير علمية ولا منهجية". وأضاف أن "الإرهاب والعنف حدث في مصر والجزائر مع أن النظام التعليمي في هذه الدول ذو طابع مدني وليس له أي بعد ديني".
وأشار إلى أن العنف في السعودية محدود جدًّا بالمقارنة مع هذه الدول، ودعا الشيخ سلمان من يدمغ المناهج الدينية بالعنف في المملكة إلى التفكير جيدًا في هذه المعادلة. مؤكدًا أن المقررات الدينية في السعودية مقررات (عميقة وأصيلة) ومختارة (بفهم صحيح للإسلام).
وحضَّ الشيخ سلمان المسلمين إلى الوقوف ضد الحملة الأمريكية، وآلتها الإعلامية التي تسيء للمناهج المدرسية في العالمين العربي والإسلامي.
وعرض فضيلته عدة أمثلة لدول إسلامية وصفها بأنها خضعت للضغوط الغربية من خلال تصاعد المطالبات الرسمية فيها بتغيير المناهج الدينية؛ كي تفرغ من مضامينها، وإعادة صياغتها وإبعاد كل ما يزرع الكراهية - بحسب تعبيرهم-؛ بحيث تصبح الأديان تتلقى من وسائل الإعلام القيم والمثل الغربية.
وطالب بأن تكون هناك ممانعة عريضة في العالم الإسلامي لمسألة التغيير خاصة في ظل هذه الضغوط. لكنه أشار إلى أن ربط الدول الكبرى للإعانات والمساهمات الدولية بالتغيير قد يفلح في بعض الدول، وتستجيب لمطالبهم، مؤكدًا أن المناهج الدراسية تعتبر من القضايا السيادية في الدول، ولا يجب أن يسمح فيها بالإملاءات الخارجية، لأنها متعلقة بالهوية والذاتية الخاصة بكل أمة.
وعن تعامل العلماء في العالم الإسلامي مع مطالب تغيير بمناهج قال فضيلة الشيخ سلمان: إن التعامل معها كان متفاوتًا بين التعبير الشفوي والصوتي والكتابي من خلال المذكرات والعرائض التي رفعوها للمسؤولين. لكنه أوضح أن الساحة في حاجة إلى مواقف أكثر فاعلية بالاتصال المباشر، والزيارات، وتقديم البدائل. مشدِّدًا على ضرورة أن يسند ذلك حملة إعلامية جادة وناضجة لحماية التعليم.

http://www.islamtoday.net/albasheer...nt.cfm?id=23651